المقالات

المقاومة الامريكية والبعث الديمقراطي


د. صائب القيسي

عادت نغمة المقاومة بطرقات قوية يطرحها الاعلام العربية ولكن هذه المرة المقاومة بمزاج امريكي صريح فقط تركت امريكا مشروعها الديمقراطي لتوحي او لترسل للارهابيين رسائل تدعوهم فيها الى العودة لعملهم والبعث المحضور الذي كان وخلال السنوات الماضية مستمرا في عمليات قتله للعراقين يعود الى احضان امريكا التي حاولت عقابه بعد ان شعرت بان الورقة التي احترقت في المنطقة فالمقاومة التي عقدت مجموعة من المؤتمرات السرية والعلنية مع الامريكان بعد ان اتفقت مع الامريكان على قتل العراقي وبعد ان طوعته امريكا ليكون ذراعها في ايقاف عجلة الانسحاب الامريكي في العراق فقد اتفقت امريكا مع البعث باعتباره الواجهة للارهاب المسمى مقاومة على ان يعود مسلسل العنف حتى يقف الانسحاب ومن المعروف ان امريكا لا تستطيع دائما الايفاء بعهودها وما ان بدأت مرحلة الانسحاب حتى فكرت امريكا بمن يخدمها في هذه المرحلة فوجدت ان البعث وشعارات المقاومة ليقفز مصطلح الاحتلال مرة اخرى لتستخدمه امريكا هذه المرة

فالمحتل يوصف نفسه بالمحتل من اجل النكوص عن تحقق الانسحاب فمن المتفق ان اب القادم سيشهد انخفاضا للقوات الامريكية ليصل الى 50الف مقاتل امريكي وليقف هذا الانسحاب صار على امريكا ان تهيء له امرا وهذا الامر بشقين الاول الضرب على وترة البعث المضور لاعادته لان القطار البعثي لن ينسى افضال الامريكان الذي جاء به للحياة والفكرة الاسرائلية التي ولدت حزب البعث الارهابي القمعي فليس غريبا ان يتحدث رئيس القائمة العراقية اياد علاوي عن حرب اهلية لانها مقدمة لعمليات قتل وذبح سيبداها البعث باسم السنة العرب الذين دائما ما يظلمون تحت شعارات البعث الذي يتحدث باسمهم فالبعث الارهابي صار يؤمن بالديمقراطية في تصريحاته لكن لايخفي رسالة القتل فاما ان يدخل المجتثون الى الانتخابات او فان الحرب الطائفية او الاهلية عقاب هذا الشعب وهذه الحرب التي تاكل الشيعة والسنة هي المنهج الذي اتبعته امريكا لادخال البعثيين في السابق الى العملية السياسية لان الخطة الامريكية كانت ومنذ البداية تقوم على ان يصار الى ازاحة الواجهة البعثية القيادة ليتسلم الحكم بعدها الخط الثاني او الثالث من البعثيين

لكن يبدو ان العراقيين والاحزاب الاسلامية هي التي اسقطت الفكرة الامريكية ونموذجها البعثي حين اصرت على كتابة الدستور والصيرورة الى انتخابات صحيحة وليست مزيفة كما تعودت امريكا ان تفعلها في كل البلاد التي سيطرت او تسيطر عليها ، اذا التهديدات التي تنبع من هذا الطرف او ذاك الطرف ما هي الا رسائل تلطق من اجل تخويف الشارع العراقي وما شعارات المقاومة والبعث الا شعارات صارت فارغة جدا لان الاحزاب الشيعية اليوم تستطيع ان تسقط النوذج الامريكي لانها اسقطت الفكرة الامريكية وفرضت رؤويتها يوم كانت جديدة الخبرة وقليلة المراس في بناء الدولة اما الان وبعد هذه السنوات من ادارة الدولة صارت عالمة وموقنة انها تسطيع الاستمرار والانبثاق الخلاق فهي اليوم تقف على قاعدة صلبة وستثبت ان عواصف الامريكان وافلام المقاومة ومسلسلات البعث ماهي الا زوابع في فنجان وان رسوخ العملية السياسية يوما بعد يوم بفضل الاحزاب الاسلامية السنية والشيعية ستقدم لامريكا سابقة لن تعهدها وان الانسحاب سيطبق لان بيد الاحزاب الاسلامية الوطنية اليوم ورقة الاستفتاء الذي يجعل امريكا على كف عفريت متى ما ارادت تلك الاحزاب طردها نهائيا فالاستفتاء هو الورقة الرابحة وسيقط البعث الامريكي كما ستسقط المقاومة الارهابية الامريكية كما سقطقناع البعث المجرم في ان يعود الى جادة الديمقراطية التي لايؤمن بها لان البعث والديمقراطية نقيضان لايجتمعان ابدا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك