المقالات

قَتِلَ الحسين ولم ينته الحسينيون


(صباح مطر)

صراع الإرادات ابتدأ مع بدأ الخليقة ومنذ نفخت الروح في جسد أبينا آدم كان لأرادت الشر المتمثلة بإبليس صولة أخرجته من رحمة الله ملعوناً ثم أخرج من جراءها آدم منفياً من جنته إلى أرض ليس له فيها أنيسا يدفع عنه الوحشة أو معيناً يعضده على دفع غائلة السوء والخطر إلى أن التقى بشقه الثاني حواء الهابطة إلى ذات الكوكب الذي أدهش الملائكة أمر استخلاف آدم فيه وأثار استغرابهم فتساءلوا كيف يجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء وكأنها نبوءة قد تحققت لهم بعد رغم استغفارهم منها فابتدأ الصراع بين ابني آدم فقتل هابيل ولم ينتصر قابيل وأحس الهزيمة من نفسه حين رآها أعجز من أن تكون مثل الغراب فتواري سوءة أخيها. واستمر مسلسل الصراع لم تتوقف صوره ومشاهده وفصوله ولم تكن واقعة ألطف آخر حلقة من ذلك المسلسل الدامي الرهيب بل كانت من أكثرها مأساوية وأغناها عبرة وأصدقها تعبيراً عن تضاد إرادات الخير والشر حين انتصر دم القلة القليلة الصابرة على الحق على سيوف الكثرة الكاثرة المجبولة على الشر والضلالة والمتمثلة بيزيد بن معاوية ومعه أمراء الرذيلة من آل أمية وعلوج النفاق من زمر المنتفعين والمتملقين للسلطان يصطحبهم همج رعاع عميت بصائرهم فما عادوا يفرقون بين الناقة والجمل وبين من يريد الإصلاح والبناء ومن يحمل معاول الهدم لكل القيم التي بنيت بالجهد والدم الزاكي المراق .وقف الحسين بعائلته تصحبه ثلة قليلة مسلحين بالإيمان والتقوى وسلامة الفكر والعقيدة أمام الجيوش الأموية الجرارة التي أريد بها إطفاء نور الله وأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره المشركون فقتل الحسين وصحبه وآل بيته في مجزرة رهيبة تدل على دناءة القائمين بها وخستهم فظلت عاراً وشناراً عليهم وعلى من شايعهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في حين تألق الحسين نجماً في سماء الشهادة ومشعلا تستنير به الأجيال ومنهلا يرتوي منه عشاق الحق والحرية والفضيلة والسلام وانهزمت كثرتهم تلاحقها لعنات الله والملائكة والناس أجمعين رغم ما توهموه من ظفر برأس الحسين وصحبه فلقد قتلهم الحسين ببقائه ثورة وطريقا للأحرار وفكرا غضا يغذي العقول ولا يستعصى على الفهم واندحروا إلى الجحور والزوايا المظلمة ولم يبقى لهم إلا أشباههم من ذوي النفوس السقيمة والعقول العقيمة خفافيشا تكره النور ولا تبصره وبقيتهم شاهد عليهم وهي ما موجود الآن من قوى التكفير والبعث ألصدامي الذين امتهنوا القتل حرفة والهدم والتكفير والكراهية ديدناً ، يتلذذون بمنظر الأجساد المقطعة والدماء السائحة ويطربون للعويل والأنين وآهات الألم ويفرحون بمنظر البؤس والشقاء على وجوه الخيرين والناس أجمعين هؤلاء هم الخلف لإسلافهم قتلة الحسين والذين يحاول البعض إرجاعهم إلى السلطة لقتل الحسينيين السائرين على نهجه من الأحرار والوطنيين الشرفاء ليغتالوا بهم العراق الجديد وأهله وليعيدوا الاستعباد والاستبداد والدكتاتورية والإقصاء والعنصرية والطائفية من جديد ولكن بإصرارنا على التمسك بنهج الحسين كرمز إنساني لا يختص بطائفة لوحدها أو دين لوحده وبصرختنا مرددين مع المرددين حياتنا حسين مماتنا حسين كم جرى الصوت من ألطف كما الرعيد والصدى يعيدوعلى قيثارة النحر مع الوريد هتف الشهيدقائلاً كلا وكلا لك يا يزيد لست كالعبيدقلت كلا وكلا أميهإنني لا أبيع القضيةحياتنا حسين مماتنا حسين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك