المقالات

عواء بعثي أمريكي


حيدر سهر

ازدادت سخونة المشهد السياسي العراقي مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية خصوصا بعد قرارات هيئة المساءلة والعدالة القاضية بأبعاد البعثيين من العملية السياسية وفقا لبنود الدستور العراقي والتي تنص على حظر هذا الحزب الدكتاتوري. وقد لاقت قرارات أبعاد البعثيين بظلالها على المشهد الأمني في البلاد خصوصا بعد تهديدات المبعدين بالنيل من هذه الهيئة واستخدام العنف للضغط عليها وعلى الحكومة لكي تعيد النظر بقراراتها وتسمح للبعثيين بالمشاركة في العملية السياسية ولم تنحسر هذه التهديدات فقط في الداخل ،بل اتسعت الى خارج البلاد لتشمل تصريحات لقادة كبار في الجيش الأمريكي ومسؤولين آخرين إضافة الى جامعة الدول العربية ودول أخرى.

وفي ظل هذه الأحداث السياسية المتسارعة والأجواء المشحونة والتهديدات العلنية من قبل المستبعدين ، هزت بغداد انفجارات قوية مستهدفة فنادق ومؤسسات حكومية لتكون برقيات مرسلة الى الحكومة وهيئة المساءلة والعدالة بعودة العنف والهجمات الإرهابية الى بغداد ان لم يتم إلغاء قرارات المستبعدين من البعثيين، وهذا أصبح أمر معلوم وواضح لكل متابع للوضع السياسي في العراق ، فالأمن العراقي مرتبط بالعملية السياسية الديمقراطية الجديدة ويتناسب طرديا معها، فكل ما حدث احتقان سياسي يؤثر على الامن الداخلي للبلاد وذلك بسبب ما تمتلكه اغلب الأحزاب من ميليشيات تنفذ أوامر السياسيين للحصول على مكاسب سياسية وللضغط على الحكومة.المضحك في الأمر هي تصريحات اياد علاوي رئيس القائمة (البعثية)عفوا القائمة (العراقية) والتي هدد فيها بدعوة الشعب العراقي الى مقاطعة الانتخابات القادمة ان لم تتراجع هيئة المساءلة والعدالة عن قراراتها بأبعاد البعثيين فهذا الامر يثير الضحك والسخرية، فعلاوي يتوهم بأن لديه قاعدة شعبية تؤيده وتسانده في الدفاع عن البعثيين وقتلة الشعب العراقي وهو واهم في هذا الأمر فأغلبية الشعب العراقي مع قرارات هيئة المساءلة والعدالة والتي تنص على حظر حزب البعث.لقد وضع اياد علاوي نفسه في زاوية ضيقة بالدفاع عن البعثيين خصوصا بعد تصريحات بعض أعضاء قائمته منهم ظافر العاني الذي خرج على أحدى الفضائيات الصفراء لكي يمجد النظام السابق ويسخر من ضحايا النظام المباد ويصفهم بأوصاف ما انزل الله بها من سلطان ودافع بتصريحاته عن الجزارين الذين حزو رؤوس العراقيين بدم بارد ،ويتهم كل من عارض النظام السابق بالخيانة والعمالة، وانه يتشرف بالانتماء الى النظام الإجرامي المباد.أما صالح المطلك فقد اطلق تصريحات غازل بها البعثيين من خلال وعده بإعطائهم أربعين مقعدا في البرلمان المقبل وأراد من هذه التصريحات مغازلة البعثيين لتكون له دعاية انتخابية فانقلبت هذه التصريحات ضده، كما ينقلب السحر على الساحر وأصبح دليلا موثقا ضد المطلك بالانتماء إلى البعث والحنين الى النظام السابق، إضافة الى استفزازه لأغلبية الشعب العراقي والتبشير بعودة الجزارين والمقابر الجماعية الى البلاد.أن تمسك بعض السياسيين ومنهم المطلك والعاني الذين دخلوا الى العملية السياسية من الشباك بالنظام المباد و البعث وعدم إعلانهم البراءة من هذا الحزب الدكتاتوري ومن جرائمه ما هو الا دليل واضح بانتمائهم وحنينهم للبعث ،فعلى هيئة المساءلة والعدالة ان تعد هذا دليل على أدانتهم وانتمائهم للبعث وان لا تتراجع عن قراراتها بابعاد هؤلاء الذين يعشقون كل لون احمر ويحنون الى قتل العراقيين بدم بارد.أن تصريحات المطلك والعاني وعلاوي وديفيد بترايوس ما هي الا عواء بعثي وصوت حمار ينعق يحن لعودة حزب البعث، فديفيد بترايوس هو بعثي وان لم ينتم فقد فاجأنا بتصريحاته الأخيرة التي اتهم بها هيئة المساءلة والعدالة بانها أداة بيد فيلق القدس الإيراني وهذا الاتهام غير جديد على البعثيين الذين يتهمون كل من يعارض النظام السابق بالإيراني او الصفوي.أن هيئة المساءلة والعدالة هيئة عراقية وتواجدت من خلال الدستور فوجودها شرعي وهي هيئة داخلية لا يحق لأحد التدخل في عملها من خارج البلاد أو من داخله فهي محمية من قبل الدستور ويجب الالتزام بقراراتها ومن لديه اعتراض فليذهب الى المحكمة الاتحادية وليقدم طعنا في قرارات الهيئة هذا أن كان المبعدون يؤمنون بالقانون والنظام وبالعملية السياسية ،وان يتركوا لغة التهديدات ولغة السلاح والمفخخات التي يروح ضحيتها المواطن العراقي.وعلى القضاء العراقي ان يكون على قدر هذه المسؤولية ولا يضعف امام الضغوط الداخلية والخارجية وعليه ان لا يجامل البعض في قرارته مثل ما فعلت المحكمة التميزية بقرارها الاخير القاضي بالسماح للمبعدين من البعثيين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة والبت في قضيتهم الى ما بعد الانتخابات فهذا القرار يذكرنا بتوصيات نائب الرئيس الامريكي جورج بايدن والسفير الامريكي كريستوفر هيل الذين اوصوا بتأجيل البت بقضايا المستبعدين الى ما بعد الانتخابات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك