المقالات

من لضحايا الخروقات الامنية . . ؟!

691 10:33:00 2010-01-31

كريم الوائلي

بعد كل خرق امني تظهر مشاهد وتختفي اخرى ابتداء من المكان المستهدف وانتهاء بالاسر المنكوبة ، ويلقي الهدف المدمر الحصة الاكبر من العناية حيث تسارع الجهات المسؤولة الى اعادة تأهيل المكان بعد العملية الارهابية مباشرة ليعود الى سابق عهده فيما تبقى الاسر المنكوبه تداوي اوجاعها وعيونها مشرأبة الى خالقها متوسلة برحمة الله ان تغشاها وباحثة سبب استهدافها وهي التي لم تنتهك حقا لطرف من الاطراف ولم تيد مقاومة مسلحة ضد الارهابيين او الحكومة ولم ترفع سلاحا للذود عن نفسها تاركة امر حمايتها (كما يفترض ان يكون عليه الامر) للقانون والدولة وفق (( عقد جاك جون روسوالاجتماعي)) على الاقل ، او اصوله وجذوره عند الامام علي عليه السلام ، وقبله القرآن الكريم واسس البيعة الاسلامية ان كانت قد عجزت عن مراعات الدستور والوعود والعهود والتسويق الاعلامي .

ان اسر الضحايا تبد حيرتها بين ارهابيين يفلسفون الاستيلاء على السلطة وحكم الرعية وبوسائل ابادتها وسفك دماءها وانتهاك حرماتها وقد فقدوا الحس الانساني وتنصلوا عن سجايا البشر ونواميس الحياة ، وبين حكومة غضّت طرفها عن مكابدات الاسر المهضومة التي لا تجد وسيلة للدفاع عن نفسها او القدرة على اخضاع الحكومة برمتها للمسائلة عمن استباح دم ابناءها ، وهناك ثمة فارق بين حق الاجهزة الحكومية بترميم مؤسساتها المهدمة ، وبين حق اناس تبددت آمالهم وتشضت خواطرهم ولا يجدون من يرمم شتات نفوسهم ومسح الصور المروعة لأشلاء ذويهم التي استوطنت ذاكرتهم وتضخ بقلوبهم المهشمة الحزن والنكد على القتل المجاني لاولادهم وذويهم ، ومن حق سائل يسأل ، من لعويل الثكالى وحيرة اليتامى ؟ أهي قطعان البعث الارهابي التي استبدلت لبوس ((الرسالة الخالدة)) بلبوس الضواري والبهائم المتوحشة ، ام ثلة السياسيين الذين جعلوا من انفسهم بدائل مموهة ومزخرفة بزيف الوطنية والعروبية ليسوّغوا عودة الارهاب البعثي ، ام حكومة تنتهي مسؤوليتها عن اوجاع الضحايا بانتهاء دوي الانفجار ؟! . ومن اين لاسر الشهداء والضحايا تفسير ما يحدث وبأي بلسم تداوي جراحاتها وعيونها مشرعة لحكومتها المنتخبة لتأتيها بالمسكوت عنه وذلك الشيء المبهم الذي يثرم الابناء والآمال والمتخاضي عمن سوّغ له ومهد له الدرب ومده بوسائل الدمار . ومن يريد شعبا لا يعترض على من هدر كرامته وسفك دمه فعليه ان يفتش عن شعب آخر غير الشعب العراقي ، فهذا الشعب سخي بالدماء والاموال في سوح الوطنية وعصي على املاءات الحاكم المتخاذل الذي يستهين بمقدراته ، وقد قالها الدكتاتور صدام وهو في اوج غطرسته ، يوم كان غارقا حتى هامته بغواية السلطة ، قال ، كما لو انه لم يقل يوما ، وبمرارة ( لا يستطيع حاكم ان يستملي الشعب العراقي ) .كيف يراد من الشعب العراقي المتسامح ان لا يكون غاضبا وهو يرى ثروته ، بعد ان بددها النظام البعثي على حروبه وحماقاته ، تتبدد اليوم على اجهزت كشف معطوبة او مغشوشة وعلى ثلة من قادة امنيين يتزينون بالنياشين والاوسمة ويتمتعون بالسلطة والوجاهة والمحسوبية والمنسوبية ويطرحون انفسهم على انهم جنرالات يتحلون بالفروسية والشرف العسكري ودماء مواطنيهم يسفكها الرعاع من ابناء الحضيض على مرأى من نظرائهم من جنرالات العالم .ان الذي يرفضه المنطق والعقل هو امكانية مرور مواد متفجرة تعادل عشرة اكياس من الرز او السكر وبوزن خمسين كيلو غرام للكيس الواحد وما يتسع له حوض شاحنة حمولة طن على وسائل الرصد الجوي والكامرات واجهزت الكشف وآلاف من العناصر الامنية والاستخبارية وبوجود اتفاقية امنية عراقية - امريكية سارية التطبيق مع اكبر واحدث آلة عسكرية ومخابراتية في العالم لتصل الى صميم قلب بغداد وتقتل اهلها واشجارها وطيورها وتاريخها واريجها وبذاختها .ويرفض المنطق والعلم ان تبقى المنظومة الامنية الوطنية ، مع ما لها من حصة الاسد من الموازنة المالية ، تاركة ذقنها عند ثلة واضحة المعالم من المأجورين والمرتزقة يمسكون بالمبادرة الهجومية ويحددون ، في كل مرة ، الزمان والمكان وبشكل متسق يراد منه اذلال فرساننا وجنرالاتنا ولم تفكر هذه المنظومة بأنشاء مختبرات ودار بحوث وتحريات تكشف عن ما متوقع من خطط العدو وانتقاءه للوسائل والحيّل التي يسلكها ومن ثم الوصول اليها بفعالية استباقية تحرمه منها ، فكان حريّا بالاجهزة الامنية - على سبيل المثال - ان تكون سبّاقة الى كشف استخدام العدو للمواد المزدوجة الاستعمال في الخرق الامني الاخير .والذي نريد الاجابة عنه الان هو ، الى اي مدى تتوقع القوى الامنية مجتمعة والحكومة بقضها وقضيضها ان يبقى حلم شعبا قائما . . أليست تلك هي المسألة المستجدة . !!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك