المقالات

الاساءة الى مؤسساتنا الدستورية يثير حفيظة وسخط شعبنا

781 22:00:00 2010-01-29

كريم الوائلي

 نادر ما نقرأ في وسائل الاعلام اعتراضات تطال قوانين ( ولا نقول دساتير ) معمول بها في بلدان المنطقة المحيطة بنا مثل ما تناله مؤسساتنا الدستورية من تخرصات اقرب ما تكون الى الشتم منها الى النقد ، وفي الوقت الذي نجد فيه ان الاساءة الى مؤسساتنا يأتي متناغما ما بين الناقمين على تجربتنا في الداخل والخارج نسمع ونقرأ اتهامات لنا تفيد بأن مؤسساتنا تقاد بأياد خارجية ، والمثير للسخرية ان بعض الدول الناقمة على قوانيننا المصوّت عليها شعبيا تدار مؤسساتها وفق قوانين بالية لا تنسجم اطلاقا مع طروحات العصر ويتواجد على ارضها جيوش اجنبية مستضافة بشكل دائم او مفروضة او محتلة ، وندري لماذا يستساغ الخروج على الدستور من قبل جهات في الداخل مع رغبات بعض الجهات في الخارج ويحصل بينهما التناغم ومع ذلك لا يقال عن ذلك انه يدار بوصايات خارجية وكأن قائلهم يقول لنا لا تضعوا انفسكم على قدم المساوات مع الآخرين مع ان لنا ما لهم من ارض وشعب ومؤسسات دولة عريقة ، بل هي اعرق دول الارض قاطبة ، ولم نكن نازحين اليها او مهاجرين وربما هناك من يريد ان يقول لنا (( حتى انتم تريدون دولة مستقلة)) !! . حقا ان ذلك يدهش غيرنا اكثر مما يدهشنا ، فغيرنا من شعوب العالم اليوم تتكافل فيما بينها عند كل نازلة كما رأينا التعاطف الاممي مع هاييتي في كارثة الزلزال ، ويحق لنا ان نتمنى على اهلنا تعاطفا مماثلا مع تجربتنا التحررية ، والاقرار بممارست حقنا في تقرير مصيرنا مثل ما اقرننا لهم ذلك ، مع اننا ما زلنا نتذوق مرارة التهميش والالغاء ونقر لجلادنا انه استطاب حلاوة التسلط والاستحواذ علينا لعهود طوال ويحتاج الى وقت طويل كي يعي ان لا عودة لعصر أتقاد النار بقدح الحصى . الفرق بيننا وبين غيرنا اليوم ، اننا نتصالح مع انفسنا ومكونات شعبنا من خلال دستورصوّتنا عليها وتوافقنا على الركون إليه في حل الازمات التي تقع بيننا ، مثل ما يقع مثيلا لها عند غيرنا ، تحت حرم قبة برلمانية نحترمها ولا نلجأ الى الكانتونات او ((المؤتمرات القطرية)) المغلقة لنذبح خلف الكواليس من لا يتفق معنا ، وعندما تخرق ثلة منا دستورنا وما اتفقنا عليه وندعوها الى الالتزام بما الزمة نفسها به يصدر بحقنا حكم صوري ونصبح مدانون بالانقياد الى هذه الدولة او تلك وهو اتهام يستبطن الطعن بوطنيتنا وبتعهداتنا . ان ما يثير حفيظة العراقيين ان يخرج علينا مسؤول مكلف بحفظ الامن والاستقرار في منطقة مهمة وقلقة من العالم ليتهم دولتنا وهي تدار وفق مؤسسات دستورية تفتقر لمثلها دول المنطقة فيتقوّل عليها بأنها تدار بأياد اجنبية ضاربا بعرض الحائط جهادية شعبنا التي اثارت اعجاب العالم وهو يتحدى مخاطر الهجمة الارهابية ويدفع دمه وحياته قبالة ارساء دولة المواطنة التي تضمن حق كل مكونات شعبنا وهو بذلك الادعاء يعرض السلام الاهلي في العراق لمخاطر الفتن ويقدم للارهابيين مبررات مجانية للاستمرار في القتل والابادة ويبرق للارهابين رسالة يفهم منها التحريض والموافقة على جرائمهم . ومن جانب آخر تصاعدت اصوات الاتهام البائس نفسه من الداخل في تناغم ملقن ، وهو اتهام لم يعد يلاق بالا من احد لضحالة مسوغاته وتفاهة مبرراته امام اصرار شعبا على تمسكه بمنجزه الوطني الديمقراطي وان لا يصار الى تجييره الى اية دولة او جهة ، وان شعبنا يرفض ان ينظر اليه على انه قاصر ويحتاج الى وصاية الاخرين كما يرفض الاساءة الى مؤسساته الدستورية من اي طرف كان ، في الداخل او الخارج ، وان ذلك يثير سخطه وغضبه ، وان ما يدل عليه المنطق هو ترويض النفس على مسلك الالتزام بالدستور واحترام تضحيات الشعب العراقي وتوطين النفس على ما استوطن عليه العراقيون بأن بلدهم اليوم رهين بمؤسساته الدستورية وان لا حياد له حيالها ولا عودة الى الواحدية والدكتاتوري والانقلابات العسكرية وان مشاكسة الارادة الوطنية والتضاد مع خيارات الاكثرية والاستقواء بالانظمة الوراثية والنمطية والتوسل بالغير والتحابي معه لا يمكن القبول به بعد الان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك