المقالات

الاعتراف بالاختراق الامني فضيلة


اسد الاسدي

خلال الايام الاخيرة سجل الارهاب حضوره الفاعل في اختيار المكان والزمان المناسبين وفي ايام مازالت راسخة في الذاكرة العراقية اطلق عليها يوم الاربعاء الدامي والثلاثاء الدامي والاحد الدامي واليوم الاخير الدامي الاثنين واخذ الامنيون يتحججون بفشل وخلل اجهزة الكشف عن المتفجرات ويحملون الشركة المصنعة لها ويطالبونها بتعويضات حتى يخيل لنا بان رجال الامن ابرياء مما حصل من اختراقات واخفاقات وتحميل الجهاز الكاشف مسؤولية كل ما حصل من تفجيرات.يبدو ان الاعتراف بالتقصير او القصور الامني في العراق الجديد اصبح امراً اقرب للمستحيل بل اصبح امراً غير مألوف ولم نجد احداً يعلن بشجاعة مسؤوليته عن الاخفاقات الامنية الاخيرة بل تنصل الجميع وحمل كل واحد منهم الطرف الاخر ولم يجرؤ احد على تحمل ما حصل من تردي امني في الفترة السابقة.تحول الخبراء الامنيون خبراء في فن التبرير والتنصل عن التردي الاخير بينما وجدنا مسؤولين في بلدان غير ديمقراطية يقدمون استقالتهم بمجرد ارتطام قطارين او غرق عبارتين كما فعل وزير النقل المصري ووزراؤنا يتمسكون بالمسؤولية اكثر في كل كارثة واخفاق.واذا كان تبرير القادة الامنيون للاختراقات الامنية الاخيرة امراً غير مقنع واجوبتهم غير مبررة فان اعلانهم مسؤولية التحسن الامني الاخير الذي رافق عاشوراء الامام الحسين (ع) قضية مفضوحة ومخجلة لتناقضهم مع اساس المبررات التي ساقوها لاسباب الاخفاقات وذلك لامر بسيط هو انهم اعلنوا بشكل واضح بانهم غير مسؤولين عن التفجيرات الاخيرة لانها واقعة في مناطق خارجة عن صلاحياتهم كما ان عمليات بغداد هي المعنية بمسك الملف الامني وهي مرتبطة مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة بينما اعلنوا مسؤوليتهم عن ضبط الامن في كربلاء خلال زيارة عاشوراء رغم ان الامور لم تجر بشكل ايجابي في مناطق بغداد فقد استهدف التحالف التكفيري الصدامي مواكب تيار شهيد المحراب بالعبوات الناسفة.السباق الاخير للاعلان عن النجاح الامني في زيارة عاشوراء اصبح مفضوحاً ومكشوفاً فالذين رفعوا رؤوسهم معلنين مسؤولية النجاح هم انفسهم الذين اختفوا في تفجيرات الثلاثاء الدامي ولم يصرحوا باي تصريح او توضيح.نعتقد ان استغلال النجاحات الامنية لاغراض انتخابية يمكن ان يقابلها استغلال اخر هو الاعتراف بالخطأ لاغراض انتخابية ايضاً فالذي يعلن بشجاعة مسؤوليته عن الاخفاقات الامنية الاخيرة ويعتذر لشعبنا سيحظى باحترام واهتمام واصوات الجماهير بالتأكيد وربما يفوق احترام من يزعم بانه السبب في استتباب الامن واستقرار البلاد.علينا ان نتعلم كيف نعتذر لشعبنا ونعترف باخطائنا فانه من يحترم ابناء شعبه ودماءهم سيكون فوق كل المواقع والمناصب وستأتيه كل المناصب زاحفة بين يديه وجاثمة على ركبتيه بينما من يفكر بالمناصب على حساب شعبه سيخر المناصب وثقة شعبه وذلكم هو الخسران المبين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك