المقالات

ماذا سيحدث لو لم يجتث صالح المطلك

1145 15:54:00 2010-01-27

حيدر عباس

 يحدث في مرات عديدة أن تمنح بعض المسميات مساحات كبيرة تتجاوز استحقاقها الفعلي ثم يتم التعاطي معها على أساس الفراغ الأجوف الذي صوره الآخرون لها بقصد أو بدون قصد قد يصل إلى حد الإفراط والتفريط.لتنطلق هي بذاتها وتختزل كل عوامل الاستحقاق الطبيعي التي يليق بها نحو افاق هي اقرب منها الى الخيال وقد يتجسد ذلك في تصوير قزم صغير على انه مارد جبار او مهرج متلعثم على انه فصيح بليغ او بعثي قذر على انه وطني نزيه.واستطرادا في الامثلة ما حدث في قرار هيئة المسائلة والعدالة واجتثاثها لبعض الاشخاص والقوائم والكيانات التي ليس لها محل من الفخر ليتحول الى انقلاب على الديمقراطية واتهام بالتفرد في السلطة. ورغم إن هيئة المسائلة والعدالة قد أعطت رأيها بشمول أكثر من خمسمائة مرشح للانتخابات البرلمانية القادمة ومن جميع القوائم تقريبا لشمولهم بقرار اجتثاث البعث إلا إن الأضواء والنجومية البعثية تركزت كلها في شخص صالح المطلك وكأنه مارد قادم وطوفان هائل سيكتسح صناديق الاقتراع وقلوب الجماهير قبل الفاتنات. ولم يصدق المطلك نفسه حجم التغطية الإعلامية التي حضي بها بعد شموله بقرار الاجتثاث مع أصحاب التاريخ الملوث بالعار والدماء فراح يلقي خطبه الرنانة بكونه المنقذ الذي ادخرته السماء لتخليص الشعب العراقي من محنته التي وضعه فيها البعث ودوال الجوار الشقيقة.وما زاد من خفة صالح المطلك تصريحات بعض شركائه بخراب بغداد إذا استبعد صاحبهم وكذلك تخبط الإدارة الأمريكية في التعاطي مع ملف الاجتثاث قبل آن يصل بايدن إلى بغداد ومطالبتها أي الإدارة الأمريكية بضرورة استقطاب المعارضين والقتلة والسماسرة في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة ولم يكن الدعم والضغط العربي بعيدا عن الترويج في نفخ روح القداسة على حجم المطلك الأجوف في خلق التوازنات المطلوبة في المرحلة القادمة.لكن حصاد بيدر الرهان على أمريكا والعرب وشركائه في العملية السياسية لم يتمخض إلا عن حلول بعيدة جميعها عن أمنيات وحسابات المطلك..فأمريكا تخلت بسهولة عن مطالبها بإشراك القتلة والسماسرة في الانتخابات البرلمانية القادمة إلى حكم القانون بعد موجة الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة والتصريحات المحذرة من قبل قادتنا السياسيين التي استقبل بها بايدن.أما تبرئه من البعث وهذا هو المطلب المهم عند الخصوم والأسوأ على قلب ألبعثي المخضرم لان تبرأه يعني تخليه عن المبادئ العظيمة التي بشر بها في تغييره القادم واحتراق ورقة مراهنته على البعث والبعثيين على اعتبار أنهم أصحاب مبادئ عليا جدا؟؟ وقد ملوا من الانبطاح والاختباء في الحفر. كما أن تبرأه يجعل منه طالبا مطيعا بعد اليوم في طرحه ومطالبه إذا أراد ان يستمر في عمله السياسي. ولا يختلف الدعم العربي عن بأس الحلول الأخرى في إيجاد مخرج لورطة صاحبهم.إذن هو على مفترق الطريق الذي يوصله اما إلى إعلان براءته من البعث والبعثيين ويمكنه من الاستمرار في عمله السياسي أو حزم حقائبه والتوجه إلى إحدى دول الجوار العربية ليمارس تأمره على العراق والعراقيين ولبس ثوب المحرر مع حارث الضاري والجنابي والدايني طالما بقيت بوابات وعواصم هذه الدول منطلقا وأرضا خصبة للهاربين من جرائمهم.حقيقة المطلك ليس رقما صعبا أو مؤثرا سواء تبرأ أو لم يتبرأ اشترك أولم يشترك لان مايملكه الآن لن يكون أفضل مما سيحصل عليه في المرحلة القادمة لكن الاجتثاث أفضل الحلول لان النباتات السامة والضارة تتكاثر دائما أسرع من أغصان الورد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك