بقلم: عراقيـــة
الاسلام دين الرحمة والعدالة والمحبة والاخلاق السامية الذي يحرص على صيانة وكرامة الفرد المسلم ويحمي الاسرة ويضمن حقوق وحريات المجموعات بغض النظر الى انتمائهم الديني او القومي , ويشجع ويعمل على نشر الفضيلة واصلاح المجتمعات من خلال ما يحتويه من تشريعات واحكام قرانية سامية تهذب النفس و ترقى وتسموا بها عن كل رذيلة. والاسلام لو عُمل به كما هو فانه يحقق كل اهداف الفرد والمجتمع الدنيوية والاخروية, و من خلال التشاور في الامور العامة والحث على العمل واعتباره عبادة لخدمة الاخرين واسعادهم ومن اجل اعمار الارض التي خلقنا الله تعالى لتعميرها .وعلى هذا الاساس فقد بلغت سمعة المسلمين المهاجرين في الثمانينيات على سبيل المثال حدا دفع المئات من الاوربيين والامريكان المسيحين والديانات الاخرى نحو الاسلام انذاك لتأثيرهم بالاخلاق العالية وطريقة العيش للمسلمين هناك . ولكن الان مَن من الانظمة التي تُحسب على الاسلام و تعمل باحكامه وتنشر العدل والاحسان لشعوبها او للشعوب المسلمة الاخرى ؟ فتوجد من الشعوب المسلمة المنسية في اسيا وافريقيا تعيش حالات مأساوية من شدة الفقر والعوز والضياع , ولكن بالمقابل هناك من الشعوب المسلمة المترفة والتي تزيد ثرواتها عن حاجتها في بعض الاحيان ومنها من يملئ بنوك ومصارف الدول الاوربية والامريكية بالذهب والاموال الفائضة والتابعة للطبقات الحاكمة والاغنياء منهم والتي تكفي ميزانية دول كاملة, واذاحصل وان بادرت دولة بمساعد احدى هذه الدول الفقيرة تنشر هذه المساعدات في الجرائد الرسمية ويظلوا يتغنوا بها على مدى اسابيع بمنتهم على هذه الدولة او تلك .. بينما نجد حملات كبيرة تقام في الدول الاوربية والامريكية من قبل المؤسسات المدنية او الدينية التابعة للكنائس وضخ اموال هائلة في هذا المجال من اجل مساعدة هذه الدول الفقيرة في اسيا وافريقيا وخاصة المسلمة منها وذهاب وفود الى تلك الدول للاطلاع على اوضاعهم واحتياجاتهم عن قرب والتعايش معهم . وبالتاكيد ان هدف هذه المؤسسات هو اثبات ان المسيحي هو من يقدم الدعم والمساعدة وهو من يقف بجانبهم وهو من سينتشلهم من الفقر وهو من سيساعدهم لتعمير بلدانهم وهو الذي يبني المدارس والمستشفيات ويعمر مساكنهم بينما اخوانهم في الدين فعندهم ما يشغلهم لا يهمهم مأساة الاخرين فما يشغلهم ليس فقراء المسلمين في العالم . فقد نجحت تلك المؤسسات بذكاء في الحد من انتشار الاسلام وتراجعه بنسبة الثلث في تلك المناطق ومن خلال نشر الاكاذيب عن الاسلام ومبادئه ورموزه والتي تصدق بسهولة حتى وان كان المتلقي مسلم !!, ((وهذا الذي شجع الشخصيات الغربية بين الحين والاخر بالتعدي على حرمة الاسلام ورسول السلام صل الله عليه واله الاطهار)) . وضخ الاموال الطائلة على الخدمات العامة وبناء المدارس الخاصة بهم والتاكيد على تنصير المسلمين وخاصة الشباب منهم . ومسلمينا الاعزاء ( دول البترول) غاب عنهم اخوانهم في الدين والذين هم تحت خط الفقر. فهم يخططون كيف يفتكوا بعضهم بعضا وكيف يكيدوا كيدا للايقاع بالاخر, ومنهم من يفتعل التامر على غيره من المسلمين وكيف يجاهر بالكذب والرذيله ويعتبرها من المسلمات. مسلمينا اليوم ابعد ما يكونوا عن مبادئ دينهم وما جاء فيه, فاصبح الانتقام هو السائد بدل الرجوع الى الدين وتحكيم العقل واصبح الهم الشخصي هو هم المسلم بدل التفكير بالاخرين ومساعدتهم , والتملص من العمل والبناء هو السائد فلا اخلاص في عمل ولا انتاج ولا تفكير بالتطور وحال الركود والكسل في الاعم الاغلب على المستوى الفردي والذي بالتالي ينعكس على المجتمع بصورة عامة . هل فكروا بتفعيل مؤسسات الاغاثة الاسلامية الواضحةالاهداف والنوايا لمساعدة المسلمين لاجل المساعدة وليس لاهداف اخرى في تلك البقاع ؟(( لان بعض الجمعيات الاسلامية الخيرية التي تعمل في الواجهة بالمساعدة وباطنها نشر المذهب الوهابي الذي اساء الى سمعة الاسلام والمسلمين في العالم)). وهل ستاخذ الدول الاسلامية على عاتقها مسؤولية حماية الاسلام والمسلمين في بقاع الارض مقابل عمل المؤسسات المسيحية والبوذية لتنصيرهم ؟؟ فسمعة الاسلام وصورة المسلم عالميا في هذا الزمن غاب عنها وجهه المشرق, غاب اسلام العدالة والمحبة والسلام والاخلاق الرفيعة و اختزلت بمناظر الذبح والقتل والسيف والاختطاف والتي واصبحت ماركة مسجلة باسم الاسلام والمسلمين .. اما الان فقد اصبحت البوذية بدل الاسلام هي الاكثر والاسرع انتشارا في المجتمعات الامريكية والاوربية باعتباها دين السلام والتسامح والمحبة وتراجع او اختفاء حالات الاقبال على الدين الاسلامي.وقد ساعد في الحد من انتشار الاسلام وتقليصة بطبيعة الحال ما قاموا به المسلمين الذين يدعون الحرص على الاسلام وباعمالهم الغبية بقياد القاعدة واميرها بن لادن من غزوات في بلاد الصليبيين من غزوة منهاتن وتفجير محطات القطارات والمرافق العامة وقتل المدنيين وتفجير الفنادق اضافة لما يصلهم في الاعلام من كم لعمليات الخطف والسرقة والذبح ضد المسلمين اتباع ال البيت في العراق المسلط علية الاعلام العالمي , والذي يسلط الضوء على مختلف انواع وابتكارات الجرائم التي لم يتوصل لها الغرب الى الان وهؤلاء المجرمين الذين تخصصوا في مدارس البعث والسلفية التكفيرية اثبتوا جدارتهم في هذا الاختصاص بحيث يقف العالم مبهوتا وهو يشاهد مناظر القتل والاختطاف و الذبح وباسم الله واكبر وهو ثابت في عزيمته وكأن الذي بين يديه اضحية العيد , وهكذا وجهوا الات حربهم من الصليبيين الى المسلمين من اتباع ال البيت الذين اصبحوا الهدف الاول لهم والجهاد ضدهم هو الجهاد الاعظم وهو الذي سيدخلهم جنان الخلد. فهم من يتحمل وزر المسلمين الذين يجدون في الرهبان والقساوسة منقذين لهم وعن كل ما يصدر من الافواه العفنة التي تتعدى على حرمة الاسلام ونبيه الاكرم صل الله عليه واله الاطهار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha