المقالات

من هو العدو الأول في معادلة الإرهاب؟.. هل البعث أم غيره!

695 12:28:00 2010-01-24

محمود الربيعي

في هذا المقال نحاول أن نسلط الضوء على حقيقة مايجري على أرض الواقع للكشف عن العدو الأول للعراقيين الذي يمارس العنف ميدانياً ويحاول أن يلحق الضرر بالعراق والعراقيين، وقد سلطنا الضوء على أعداء العراق ووضعنا في المقام الأول دور حزب البعث في إدارة عمليات العنف والإرهاب، ونظرنا الى بيقية العوامل كنشاط تنظيم القاعدة والدول الحاضنة له كعوامل ثانوية، وحاولنا أن نميز بين البعثيين الذين أجرموا بحق الشعب ولايزالوا يتآمرون سراً لإلحاق الضرر بالعملية السياسية ومحاولة إعادة البعث الى السلطة من جديد، وبين من لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين الأبرياء، وطالبنا منهم أن يكونوا شجعاناً وواضحين وصريحين في إعلان تبرئهم من أفعال حزبهم وقيادتهم، وأن يعبروا عن ذلك بقبول الإندماج والمشاركة البناءة دون قبول الطرف الذي يلجأ الى العنف والتخريب وهو أقل مايطالب به شعبنا لقبول تواجدهم في العملية السياسية.

تحديد العدو الأول في معادلة الإرهاب ؟

فهم معادلة العنف والإرهاب في العراق أمر ضروري وهام للخروج من الحلقة المفرغة التي خطط لها الأعداء، فالحيرة أصابت القادة والسياسيين في العراق إذ أنهم لم يضعوا النقاط على الحروف، ولم يشخصوا بعد عدوهم الأول، ولم يُرَّتِبوا الأعداء بحسب مراتبهم الحقيقة، وهنا أريد أن أقول أنه لابد لهم أن لايبتعدوا عن دائرة مهمة التشخيص في تحديد العدو، فالعدو الأول هو حزب البعث وليس غيره، ولايظن أحد أن سقوط الصنم وإعدام صدام يكفي لتغيير الخارطة السياسية في العراق، فإن ذلك لايكفي مطلقاً، وقد برهنت الحقائق على صحة مانقول.

العمل على تنظيف الأجهزة الأمنية شاق وضروري

إن كل ماجرى من تشريعات وأحكام ضد هذا الحزب لم تكن كافية لإقصاء هذا الحزب عن الحياة السياسية، إذ لايزال هذا الحزب يمارس عمله السري في الداخل والخارج، ولايزال يمارس عملية الإندساس في كل مرافق السلطة والحكم والدولة.

الوهم بأن العنف يأتي من غير البعث

ويخطأ من يتصور أن حزب البعث قد إنتهى بمجرد القاء القبض على عدد من قادته، فقد نظم هذا الحزب عمله السري على مستوى التخطيط الأمني والمخابراتي في الداخل والخارج، ولايزال يرسم خارطة الطريق ويحلم بالعودة الى السلطة والحكم ويحاول إيهام الآخرين بأنه بعيد عن كل مايجري من أعمال عنف وتفجيرات والحقيقة هي عكس ذلك تماماً.

منتحروا القاعدة مجرد أدوات ثانوية داخل اللعبة

ومن وجهة نظرنا فإن منتحري القاعدة، والدول الطائفية والعنصرية ماهي إلاّ أدوات داخلة في اللعبة التي يديرها حزب البعث ولايمكن لأية دولة من تلك الدول ولاتنظيم القاعدة ولاغيره قادراً على القيام بأية خطوة داخل العراق دون أن يخطط لها البعث وتنظيماته السرية.

الدوائر الأمنية تحتاج الى المعلومة الدقيقة

وللأسف الشديد فإن دوائر التخطيط والتقصي والتعبئة والإحصاء لوزارات الأمن والداخلية والدفاع تفتقد الخبر الصحيح والمعلومة الصحيحة بعكس الأجهزة البعثية التي لاتزال خلاياها السرية تحتفظ بكافة المعلومات الأمنية والمخابراتية وتدعمها الأجهزة الأمنية والمخابراتية للدول الحاضنة للحزب والتي لايمكن أن تعمل شيئاً إلاّ تحت قيادة هذا البعث.

التخريب السياسي مصدره البعث وليس غيره

والمهم وفي المقام الأول أن يعلم الجميع أن المُخَطِطْ الأول لكل مايجري من عنف وتخريب للعملية السياسية هو من فعل حزب البعث، ولابد أن لايتصور أحد أن سقوط النظام أو إعدام بعض قادته يكفي دون أن ينظر بجدية الى التركيب التحتي لتنظيم هذا الحزب.

الحاجة الى التعبئة لمواجهة مخططات البعث

وعلى السطة الحالية أن تقوم بتعبئة الشعب لمرحلة مواجهة سياسية عالية للوقوف بوجه مخططات هذا الحزب، ولكي لاتسمح له بالعودة الى السلطة والحكم مرة أخرى.

الحاجة الى النشاط الوطني

إن الشعب العراقي اليوم يحتاج الى التعبئة الشعبية أكثر من ذي قبل ويحتاج الى تنظيم صفوفه وتنشيطها بالشكل الذي يحقق الثبات والإمتداد التنظيمي والجماهيري لتطوير العملية الديمقراطية وبدون إختراقات.

الحاجة الى قيادة حيوية ونشيطة

كما يحتاج شعبنا إلى تنظيم صفوفه وتهيئة قيادات شعبية جديدة تقود مرحلة النضال ضد العمل السري الذي يقوم به حزب البعث، وعلى الشعب أن يتحرر من القيود والتأريخ المثقل للتنظيمات العتيقة التي لم تعد تصلح لقيادة الجبهة لانها فقدت عملها التنظيمي والشعبي في صفوف الجماهير وظلت تعمل في حدود السلطة مما أفقدها هيبتها التي كانت تتمتع بها يوم كانت تعيش مرحلة نضالها السلبي، ونحن لانريد أن تتكرر مآسي تلك المراحل التي فقد فيها شعبنا خيرة أبناءه في مقابر لاتعد ولاتحصى ولاتزال بعض أجساد الشهداء غائبة ولم تكتشف بعد.

الحاجة الى التخلص من دوامة الحيرة

وقد آن الأوان لكي نتحرر من ربق العمل السياسي التقليدي وليكون عملنا في صفوف الشعب من جديد ضمن أطر جديد ة طاهرة من آثام الأخطاء التي أرتكبها البعض بقصد أو بدون قصد، فالعمل يتطلب القيام بدور وطني جديد تقوده نخبة ليس لها مصالح سوى تخليص الأمة العراقية من دوامة الحيرة والعنف وخلق حالة جماهيرية تتمتع بروح نضالية تمنع كل ماهو سيئ من التسلق على حياة ومستقبل العراق والعراقيين، إذ لابد للشعب العراقي من صحوة يمنع فيها عودة البعث وعودة العراق الى المربع الأول الذي تحكم فيه القوى الغادرة وتشاركها في ذلك قوى كثيرة يَحيرُ في تشخيصها المواطن العراقي الذي لايدري فيها من هو صديقه ومن هو عدوه.

المطلوب وعي جماهيري للحفاظ على الأمن والنظامإن الشعب العراقي يدرك تماماً أن الكثير من البعثيين قد أرتكبوا جرائم ضد المواطنين بشى الوسائل والطرق بِدأً بالتقارير وحملات الإكراه لسوق الناس للالتحاق بالجيش الشعبي، وممارسة التخويف والتهديد وإرسال الناس الى جبهات القتال للتخلص من المعارضين أو ممن يحمل فكراً غير فكرهم العنصري والطائفي وهي أبسط الجرائم القسرية التي كانوا يقومون بها، ناهيك عن إرتكاب الجرائم المباشرة في تنفيذ الإعدامات العامة في الساحات والشوارع وأمام البيوت وزج الناس في السجون والمعتقلات وأحكام الإعدام في محاكمات صورية عادة ماتبدأ من تلك التقارير والملاحقات التي يقوم بها كافة الحزبيين عدا قلة قليلة والله أعلم كيف أستطاعت أن تتملص من الضغوطات.

لايزال المظلوم أيام حكم البعث هو نفسه المظلوم هذا اليوم

ونؤكد أن المظلوم من شعبنا أيام حكم البعث لايزال هو نفسه الذي يدفع الضريبة الظالمة في الوقت الحاضر حتى بعد سقوط النظام بينما يتمتع البعثيون لحد الآن بالحرية التي حَكَمَتْها الفتاوى التي أحترمت الشريعة والقانون، وحماها الوضع الديمقراطي الجديد الذي كفل للبعثي حقوقه دون أن يتعرض للمسائلة والعدالة.

المسائلة والعدالة ضرورية في معادلة السلطة

إن كثيراً من الحزبيين الذين لم يثبت عليهم الجرم هم ممن أرتكب جرائم غير مشهودة وتلطخت أياديهم بدماء الأبرياء، وعلى الذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء عليهم أن يظهروا حسن نواياهم ويتفاعلوا بشكل واضح مع الشعب وجماهيره المظلومة.

لانريد أن نعمم الإجتثاث على كافة البعثيين

نحن وإن كنا نريد أن نؤكد على خطورة البعث والبعثيين ومنهجهم الذي ظهر على حقيقته قبل السقوط وبعده إلا أننا لانريد أن نعمم ذلك على جميع المنتمين إليه فقد سبق أن ذكرنا أن الكثير من البعثيين قد لاقوا حتفهم ونالوا نصيبهم من ظلم صدام وقيادته المرتبطة به والجهاز الذي كان يعمل معه وأعوانه من المتطوعين، ولكن وللأسف الشديد لم يظهر الأبرياء منهم ولحد الآن أية مظاهر تشير على إنقسامهم ولم يعلنوا كتنظيم عن برائتهم من صدام وأجنحته المجرمة ولايزالون يخافون من سلطة الحزب السرية فكيف لنا أن نؤَّمِنَ على أنفسنا من الخائفين أنفسهم وهم غير قادرين على التحرر من قيودهم التي لاتزال في معصمهم ولم يكسروها بعد.

البعثيون بحاجة الى إتخاذ مواقف واضحة وصريحة وشجاعة

إن شعبنا متسامح وعادل ومنصف مع كل برئ منهم لكنه ينتظر فعلاً على مستوى القيادة والجماهير تعلن عن تحالفها وإندماجها مع العملية السياسية بشكل واضح لايقبل الجدل، ولايحتاج الى مواقف مهتزة على إستحياء فعلى الأبرياء منهم أن يكونوا شجعاناً وعلى مستوى التضحية والفداء ليواسوا شعبهم المظلوم، وأن لايسمحوا لأعداء العراق من البعثيين أن يتسللوا الى السلطة من جديد أولئك الذين أعلنوا عن دعمهم لحزب البعث المنهار وأمتدحوا مجرمية وترحموا على قياداته التي لاتزال تكيد للعراق والعراقيين بلا ذمة ولاضمير أولئك الذين حسبوا على العراق ظلماَ وعدواناً والله أعلم بحقيقة صنعهم!

ثقتنا بالله وبالشعب عالية

إن ثقتنا عالية بأن الشعب العراقي يملك القدر الكافي لتصحيح مسيرته ومسار حكومته بالشكل الذي يوفر الأمن والحرية والديمقراطية والسلم والعدالة والسعادة، وسيتمكن بالتالي أن يطرد أعداءه مهما كان الثمن.. حفظ الله العراق وأهله وسدد يع القوى الخيرة الى مافيه توفيقهم وصلاحهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2010-01-25
هم الذين قوا المطلك والعاني وغيره بالتطاول والاستهزاء بقبور احبتنا الشهداء؟؟!! انا لومي على الحكومةالحالية؟؟والتي لايهمهم سوي تلك المناصب حتى لو اعطو الغالي والنفيس والذي اعطوه بالفعل من اجل مصالحهم الشخصيه لاغير(والله لااحد ينافسكم على المناصب لكن اتقوا الله ببني جلدتكم كما يفعلها الطرف الاخر)!!!العراق لايستقر مالم ترجع حقوق الناس ،وتنظيف العراق من المجرمين البعثية...
زهراء محمد
2010-01-25
عند سقوط الصنم ودخول القوات الامريكة بغداد كنت لاانام ابدا انتظر دقيقة وثانية ثانية اين وصلت القوات وهل قبض على صدام اما لا كنت اتابع BBC CNN ففي لحظة القبض على المجرم صدام كنت فرحة جداوايضا ابكي بحرقة اي (مكس ئموشن )كما نعرفها اي اختلطت المشاعر الانسانية وكنت في لقاء معBBC حيث سالني المقدم البرامج لماذا تبكين اذن ؟؟قلتوا له سوف ينكشف وتبدا مآساتنا والالامنا اليوم؟!هذا الشخص المجرم تسبب بقتل الملايين من العراقيين الاشراف!!لالشى! انه يكره كل شى نظيف!!والله كان احساسي صحيحا ان ماساتنا هي اليوم ح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك