المقالات

رجل الدولة ورجل الحزب


زهراء الحسيني

ليس ثمة تعارض بين رجل الدولة ورجل الحزب بل ان اهمية الحزب ضرورة تنظيمية اقتضتها ظروف العمل السياسي والتدافع السياسي في البلدان الديمقراطية التي يتصاعد التنافس فيها بين الاحزاب والقوى السياسية من اجل الوصول الى السلطة ومؤسسات الدولة بالطريقة الصحيحة.ومن الخطأ الفادح ان نردد ما يثيره اعداء العراق من تكريس القناعات والايحاءات الخاطئة بخطورة الاحزاب والاتجاه الاستقلالي بحجة كثرة الاحزاب وتنافسها الخاطىء وخلافاتها المستمرة.ونعترف ان هناك من رجال الاحزاب من يرتكب اخطاء فردية لا تنعكس بالضرورة على سمعة جميع الاحزاب كما ان اخطاء بعض المستقلين لا تعني بالضرورة اخطاء الاتجاه المستقل برمته والدعوة الى رفضه وان الجزئيات الخاطئة لا تنعكس بالضرورة على تخطئة الرؤى الصحيحة والكليات والخطوط العامة التي تمثل الوعي العام ومرتكزاتها الصحيحة في ادارة اللعبة السياسية.ومن هنا ينبغي التمييز والتفريق بين امرين بين الاتجاه التنظيمي الذي حث عليه امير المؤمنين بقوله " الله الله في نظم امركم" وبين التوجه التحزبي المرفوض الذي يرفع مصالح الحزب فوق مصالج الجميع ويغلب المصلحة الحزبية على مصالح الوطن العليا.رجل الحزب عندما يصل الى موقع متقدم في ادارة البلاد عبر القنوات الديمقراطية الصحيحة يكون على المحك والاختبار العسير وتكون مسؤوليته اكبر من غيره لان موقع الدولة يحتم عليه ان يتعامل بروح وطنية بعيداً عن الافق الحزبي الضيق وبعيداً عن المصالح الذاتية وعليه ان يعمل بعقلية رجل الدولة الذي يهمه بناء الدولة وافاقها المستقبلية ولا يتعامل مع مفاصل الدولة بروح حزبية مقيتة.ولو تعارضت المصلحة الحزبية مع المصالح الوطنية فان تقديم الاخيرة يحقق المصلحتين بالضرورة ويعزز مفهوم دولة المؤسسات التي نسعى الى بنائها في العراق الجديد.ولو دار الامر بين ان ينفرد رجل الحزب ولا يكترث لطبيعة مخاطر التحالفات والائتلافات وبين ان يأتلف في تحالف قوي يحقق مصالح الوطن ويعزز المعادلة الجديدة فان المصلحة العليا تقتضي ان يغلب مصالح المعادلة الجديد على مصالح الحزب ليحقق الضمانة الاكيدة في الوصول الى البرلمان ضمن كتلة قوية ناهضة في تشكيل الحكومة القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك