بقلم: المحامي طالب الوحيلي
المحامي طالب الوحيليلعلنا لا نختلف حول مصادر الإرهاب واسبابه في بلدنا المبتلى وقد قيل و كتب عن ذلك الكثير، فأوله البعض على انه اقتتال طائفي في حين ان أهم الدلائل تشير الى أن وراءه منهج سياسي حقير القصد منه استهداف العملية السياسية التي ألغت المعادلة الظالمة التي وضعتها القوى الاستعمارية لإطفاء جذور الثورة الإسلامية الحقة ونهج ال البيت(عليهم السلام) لانهم الوجه الحقيقي للعقيدة المحمدية التي تهدف الى نشر العدل في الارض، لذا سلطت الطغاة والجلادون كامتداد للحكم الاموي وثقافة الاستبداد الذي لابد ان يرتدي لباس الصراع والتصفية الطائفية ،وكان اجلى ما وصل اليه هذا الصراع حين وضعوا حزب البعث وصدام على اعناق ابناء الشعب العراقي باكثريته وهم من اتباع اهل البيت.. وقد عانى الكثير منا مرارة القهر الطائفي المقنن في تلك العهود فيما سقطت تلك السلطات الجائرة وآن الأوان لان يقول هذا المواطن رايه ويعلن حلمه الديمقراطي حيث انتصرت إرادته لاول مرة في التاريخ مما أغاض كل القوى التي تآمرت عليه طيلة تلك الأزمنة، لذا كان لابد لها ان تشحذ كل حقدها وتحيي شرعة القتل الطائفي كاسهل وسيلة لاحتراب ابناء الشعب الواحد الذي لم تؤثر فيه سياسات الطغاة، كون المظلومين دائماً هم ابناء الاكثرية ومعروف منهم هؤلاء الذين تحكمهم عاطفة المحبة المستخلصة من حب ال البيت (ع) وبذلك فهم محصنون من داء الظلم للآخرين، لكن المقابل وللاسف تلاعبت به ايديلوجيا البعث الشوفيني الكافر كونه تخرج من مدرسة عفلق وحضيرته القذرة وتناغم ذلك مع ما اعد من حملة تكفيرية وحشية قادتها المؤسسات العالمية بدعم لا ينكر مصدره وهو أعداء الإسلام مهما كانت تسمياتهم ،وبذلك تشربت في الكثير من هؤلاء شهوة القتل وانعدمت فيهم تماماً نخوة الإسلام والإنسانية والأعراف الحميدة التي تطبعت عليها قبائل وعشائر العراق مما قطع أوصال بعض مدننا وأوقعها اسيرة تحت ولايات ظلامية تحاول تفتيت السيادة الوطنية وتعلن وصايتها البليدة على السكان في تلك المناطق، ومنها حي العدل في بغداد حيث تمردت قوى التكفير الصدامي وتجاوزت كل الحدود باستهداف الأسر الآمنة ولاسيما أتباع اهل البيت(عليهم السلام) الذين لم يستطع صدام بجبروته الحد من ولائهم للائمة الأطهار وإحيائهم لذكرهم وأمرهم، فما بالك وقد سقط ذلك الصنم، فبالقدر الذي استفحل فيه الإرهاب، كان موقف التحدي في إحياء المراسم الدينية ولعلنا نتذكر المعاناة التي كنا نعانيها بسبب رفع الرايات السوداء على بيوتنا ايام عاشورا وكيف كان الحزبيون ورجال الأمن لها بالمرصاد، اليوم اشتد الصراع أكثر خصوصاً في المناطق التي اغتصب الامن فيها هؤلاء القتلة فقد كان المواطن عدنان من سكنة حي العدل ببغداد قرب الأسواق المركزية وهو كأي من أبناء شعبنا الذين طالهم الظلم والقهر وقد تحرر من ذلك النظام لينخرط بكل جلد وبسالة في صفوف الموالين والأنصار للمجلس الاعلى ليشارك في جميع الأنشطة فضلاً عن الانتخابات الأولى والثانية والاستفتاء العام، وقد شغل موقع مراقب لكتلة الائتلاف في منطقة الحرية، ولم يعبأ بالتكفيريين برغم تهديدهم له اكثر من مرة بل كانت راية الحسين(عليه السلام) ترف فوق داره مما أوغر صدورهم بالحقد الأعمى فقرروا الانتقام منه بطريقة لا نظير لها من الجرم والوحشية وهي جريمة بحق الإنسانية استيقظ مذعوراً هو وزوجته في منتصف ليلة 13/ 2/ 2006 على وهج ولفح النار المتوقدة في داره حين قام إرهابيون بسكب البنزين من شبابيك داره الى داخل الغرف في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وما ان تمكن من الخروج هو وزوجته مذعورين من غرفتهما حاولا الدخول الى غرفة ابنتيهما التوأمين (أميرة واسراء) البالغتين من العمر 9 سنوات التلميذتين في الصف الثالث الابتدائي ليجدانهما وقد تحولتا الى دمى محترقة لا حياة فيهما، ولتحلقا بعيداً عن الأرض وعن وحوشها (الآدميين) الى جنة ربهما مستغيثتان ربنا ما ذنبنا نحرق ربنا بأي ذنب قتلنا.. فهل يأت الجواب من طغاة صدام ومن المدافعين عنهم وقد اقتحموا علينا قبة برلماننا وحبسوا عنا افراحنا؟واين الامم المتحدة وحقوق الانسان وحقوق الطفل وأين (أولياء أمورنا) الذين انتخبناهم ،واي مواساة لابيهما وامهما اللذين خرجا من دارهما بلا ستر ولا مأوى ولا طفلتين كانتا بالأمس كحمامتين تحومان حولهما؟ انا لله وانا اليه راجعون. وكالة أنباء براثا (واب)اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha