المقالات

شراكة يعمدها الجبل بالكبرياء ويجللها الهور بالبقاء


سفيان الثوري

العلاقة بين الأكراد ومرجعية النجف كالعلاقة بين الجبل والسهل .. خطان يلتقيان في مصبات الزاب الكبير ولا يتقاطعان سلبا والعراق هو الهدف والمصالح المشتركة هي الغاية .والأكراد العراقيون يحتفظون بمواقف جليلة وقرار تاريخي حاسم بعدم مقاتلتهم وفتوى قاطعة بمقاطعة حرب الاستئصال التي جرت عليهم فصولا دامية يوم كان الأكراد ورقة سياسية تتناهبها دول الجوار والكبار واليوم كأن الأكراد يفيدون من كونهم ورقة رابحة قاعدة لاستقطاب محيط من القوى والدول والحركات السياسية في مشارق الأرض ومغاربها .. كانت المرجعية الدينية بزعامة الأمام محسن الحكيم السند والداعم والعين التي يتطلع من خلالها اكراد العراق لاهداف انسانية تتلخص بايقاف المجزرة والعمل الوطني المشترك لبناء العراق القديم الجديد .الأكراد العراقيون حين يزورهم احد أبناء الأمام الحكيم لا يتطلعون اليه بقيم المعايير الشخصية .. هكذا درجت الحالة الكردية في توصيفها للعلاقة مع عرب النجف ومرجعياتها القيادية مع الأمام الشهيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) ومع حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (تغمده الله برحمته الواسعة) أو مع السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بل ينظرون إلى هذه الاسماء باعتبارها جزءا من مسبحة حسينية بيد الأمام الأعلى السيد محسن الحكيم لا ينفرط عقدها ولا تتباين مواقفها السياسية ازاء شعب كردستان ولا تتأخر بالاستجابة لمطالب هذا الشعب في الحياة الحرة الكريمة في ظل دولة تقودها الشراكة الحقيقية وتسندها إرادة امة ألـ30 مليون مواطن .. والى هذا المعنى الراسخ والقواعد السياسية الجليلة تداعت الحالة السياسية الكردية حين وصلها احد أنجال الأمام الحكيم النسبي ودعاها إلى قيام جبهة وطنية حقيقية تنهض بالوطن وتعمل على تعزيز الحياة البرلمانية والسياسية والاقتصادية والأمنية وتصون مجمل الانجازات الوطنية التي ترشحت في إطار الشراكة العربية الكردية منذ زمن المعارضة العراقية وايام الكفاح المرير حتى قيام الدولة الوطنية الحديثة .واقعيا شكلت الاستجابة الكردية لقيام الجبهة الوطنية قبولا للزعامة الشيعية الوطنية الجديدة التي تمثل إطار المجلس الإسلامي الأعلى ولو كان هنالك شك بمبادئ وقواعد هذا القبول لما حصل هذا الارتياح الكبير .. الأمر الاخر ان طرفي المعادلة الكردية اطمئنا إلى ما يشكله المجلس الإسلامي الأعلى من ثقل في الحركة السياسية الوطنية العامة وحيوية واضحة في الحركة السياسية الخاصة ولان هذه العمامة التي زارت كردستان اضافت للجبل لونا اخر بموازاة الالوان التي عادة ما توشح الجبل بتوصيفة الوان مختلفة لذلك لم يشعر الأكراد العراقيون بنوع من غربة المشاعر إزاء زائرهم القديم الجديد بل شعروا باضافة جديدة للون النجفي العراقي الوطني وهو يوشح اربيل بدفق الشراكة ويعزز العلاقات التاريخية بمزيد من أفكار اليقين بوطن الشراكات .هذه ليست زيارة انتخابية أيها السادة ولن تندرج زيارات مثل هذه بهذا الإطار ومن يبحث عن جملة للوقيعة هنا وعبارة للفجيعة هناك فهو بعيد كل البعد عن طبيعة الاجتماع العراقي وقيم الأحزاب الكبيرة التي تشتغل بمعايير المصالح الوطنية العليا والعمل على تلبية مطاليب الشعب العراقي .. هذا الشعب الذي تشعر القيادتان العربية والكردية فيه بضرورة العمل على صيانة عمليته السياسية والحفاظ على ما تحقق والقفز بخطى جريئة على محاولات تحويل الدولة إلى مزرعة وتجسيد قيم دولة الخدمة الوطنية .ان التضحيات التي قدمها اكراد العراق خلال أكثر من ستين عاماً من عمر الحركة الوطنية الكردية وأكثر من ثمانين عاماً قدمت خلالها الأغلبية المضطهدة تضحيات جسيمة تشكل عوامل مشتركة لقيم الاجتماع السياسي بين القوى الوطنية العربية وفي مقدمتها المجلس الإسلامي الأعلى والحركة الوطنية الكردية لذلك لا يمر يوم أو تتداعى أحزاب الدولة العراقية إلى وثيقة سياسية ما إلى ويذكر فيها اكراد العراق بالمواقف الجليلة والقرارات الحاسمة والفتاوى النبيلة التي استصدرتها المرجعية الدينية دفاعا عن الجبل العراقي وعن الضمير القومي الذي وجد بالامام الحكيم ضالته والسند الداعم بعد أن عملت العديد من دول الجوار وفي مقدمتها إيران الشاهن شاهية على تحويل الحركة الوطنية الكردية والتعامل معها بوصفها ورقة ضغط على حكومات بغداد المتعاقبة وحالة للمزايدة وليست وطنا وخيار شعب ورؤية لتشكيل انسانية الإنسان الكردي .ان زيارة السيد عمار الحكيم لكردستان العراق إذا ما أردنا وضعها في إطار توصيفها الطبيعي تشكل دعامة أساسية لحوار لا ينبغي أن يتوقف من اجل صناعة وطن يقوم على الشراكة الانسانية والسياسية شريطة أن لا تكون السياسة هي التي تشكل أسباب هذه الشراكة قدر ما تشكل المصالح المشتركة ووحدة التراب العراقي والحرية بتشكيل الحياة في كل اقليم أساسها ولحمتها وسداها .كأن الأمام أية الله العظمى السيد محسن الحكيم هو الذي يزور كردستان ويلتقي اهلها وقيادتها السياسية ويتبادل معهم ومعها التفاهمات المشتركة لصناعة الوطن النبيل وتشكيل الحياة القادرة على استعادة الروح الكردية والعربية الامنة المستقرة التي لا حروب فيها ولا انهيارات بنية اقتصادية أو اجتماعية أو بشرية حيث كان الشعبان المسلمان الكردي والعربي وبفعل سياسات القومية العربية المجنونة التي قادتها الانظمة الفاشية السابقة يتطاحنان بالنيابة عن مشاريع قومية ضيقة ولم تستعد تلك الروح المشتركة الجامعة اصالتها وحيويتها وضميرها المتعالي إلا بعد البيان السياسي المشترك الذي نظم العلاقة بين العرب والأكراد أيام المعارضة العراقية .. اليوم تأتي الزيارة تتويجا للنضال المشترك وكفاح السنوات الطويلة التي قدم فيها العراقيون عربا وكردا هذه التضحيات الجليلة الجسيمة من اجل خير هذا الوطن وتحقيق اهدافه بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة الاجتماعية والحكيم حين يدعو لقيام جبهة وطنية تتضمن كل القوى السياسية الخيرة أنما يدعو لقيام الوطن الأول اي ان يكون العراق الوطن النهائي لكل العراقيين فيه تتحقق الحرية التي يطلبون والديمقراطية التي يرغبون بترسيخ دعائمها بعد غياب طويل حيث بدت الساحة الكردية في ضل هذا الغياب مسرحا عريضا لعمليات عسكرية باطشة استخدم فيها النظام السابق اعتى آليات القتل وتجريف المحيط واستئصال النوع البشري الكردي ولم تجد هذه الساحة في ذلك الوقت المعين والسند وقرار رفض سياسات التجريف إلى ألا المرجعية الدينية وشجاعة الأمام الذي رفض تأيد قرارات المؤتمر الطائفي الذي دعت اليه حكومة عبد السلام عارف بداية الستينيات من القرن الماضي حيث كان مؤتمر أراد من خلاله عارف وبالتعاون مع علماء السوء وفقهاء السلطة تشريع عمليات الإبادة الجماعية للاكراد والسيطرة على الحركة الوطنية الكردية .عمار الحكيم هو الأمام الحكيم وكردستان العراق هي ذات الساحة التي تحتفظ لهذا الأمام بضمير الفتوى الرافضة لسياسات التدمير والإبادة وهي حين تقابل مشروع قيام الجبهة الوطنية الموسعة بالارتياح فلأنها تقابل فتوى الأمام بالانفتاح وتذكر العالم والقوى الوطنية العراقية أن علاقتها بنجل الأمام استمرار لعلاقتها التاريخية بفتوى الامامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك