المقالات

أسرار تكشف لأول مرة عن اغتيال السيد مهدي الحكيم


عمار العامري

حضت عملية اغتيال السيد محمد مهدي الحكيم بأهمية، كونه يمثل رقماً مهماً في حسابات الدوائر الدولية والإقليمية ، وعنصراً خطراًً في نظر الحكومة العراقية، وسند للمعارضة العراقية عامة، لذا اخذ اغتياله حيزا كبيراً من الاهتمام، بدأت العملية باستلام السيد الحكيم يوم الجمعة 7/1/1988 من السيد سعيد محمد رئيس تحرير جريدة العالم دعوة لحضور المؤتمر الإسلامي في الخرطوم المنعقد برعاية الجبهة الإسلامية القومية في السودان واستلم هذا الشخص جواز السيد الحكيم لاستحصال تأشيرة الدخول للسودان، بعدها اكتشف السيد مهدي بأنه لم يحصل على تأشيرة الدخول لفقدان الجواز من القنصلية السودانية في لندن وعلى اثر ذلك أرسل السيد الحكيم السيد عبد الوهاب الحكيم الذي كان يرافقه إلى سعيد محمد للاستفسار عن الجواز وهنالك تعرف على شخص يدعى التيجاني، باعتباره مضيف لهما في السودان.

وفي يوم الأربعاء 13/1/1988 وهو اليوم المقرر للسفر راجعا القنصلية وحصلاً على الجوازين لكنهما لم يحملا تأشيرة الدخول، الأمر الذي استنكره السيد مهدي الحكيم، وهذا ما دفع القنصلية إلى انجاز ذلك ليسافرا إلى السودان، ألا أنهم غادروا يوم الجمعة 15/1/1988 بتأشيرات الدخول الرسمية، ومع ذلك لم يستطيع السيد الحكيم حضور جلسات المؤتمر لأسباب غير معروفة مما سبب امتعاضه من هذه التصرفات، وفي اليوم نفسه استقبل السيد الحكيم في مقر إقامته في فندق الهيلتون، الكابتن النور زروف ومعه محمد يوسف معتذرين عن ما حصل من ملابسات، وقد حذراه من عناصر حزب البعثالسوداني بقولهم "هؤلاء مجرمون قتلة وقد يتعرضون لكم" كما استقبل خلال اليوم الثاني السيد احمد الإمام الذي نقل له رغبة السيد حسن الترابي بلقائه، فلبى السيد الحكيم الدعوة في اليوم التالي، حيث زاره وعقد اجتماع موسع بينهما تم خلاله مناقشة بعضاً القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، ومنها دور الحركة الإسلامية في العراق وكيفية إقامة حكومة إسلامية، وعرض السيد الحكيم مبادرة مصالحة بين الترابي والصادق المهدي فرحب بها، واتصل بالصادق المهدي فرحب بها كذلك،

واستمر الاجتماع حتى الساعة الثامنة وعشر دقائق، ليعود السيد الحكيم ومرافقه إلى الفندق الذي وصلوه بعد ربع ساعة، وبعد عبورهما بوابة الفندق لاحظا في نهاية البهو شخصين يبدو أنهم عراقيين- يظهر إنهما من جهاز المخابرات التابع للسفارة العراقية في الخرطوم- عندما طلبا من موظف الاستعلامات مفاتيح غرفهما، وما هي إلا لحظات حتى وجهه أولئك أطلاقات نارية لتصيب السيد مهدي الحكيم وقتل على إثرهما، وأصيب مرافقه في ساقه، ألا انه حاول الاقتراب من السيد مهدي بطريقة التدحرج مشاهدا الجناة متوجهين صوب باب الفندق، ورغم ذلك لم يتم إسعافه لمدة ساعتين، فيما شوهد اثنان من الجناة يغادران الفندق بسيارتين الأولى حمراء مرسيدس والأخرى مرسيدس بيضاء مسجلات برقم دبلوماسي وبعد مرور ساعات على الحدث حضر وزير الداخلية السوداني إلى مكان الحادث، وأكد أن السيد مهدي الحكيم ضيف السودان وسوف تأخذ العدالة مجراها.

في مساء اليوم نفسه كان كبار المسؤولين السودانيين في مطار الخرطوم لاستقبال وزراء الزراعة العرب وهم (الوزراء الخليجيون ووزير الزراعة العراقي) قادمين على متن طائرة عراقية وبينما كانت الطائرة تتجه إلى نقطة التوقف انتبه بعضهم إلى احد موظفي السفارة العراقية الذي يعمل بصفة الملحق الإعلامي فيها ويدعى (مثنى الحارثي ) جاء مسرعاً وأندفع نحو السفير العراقي في الخرطوم (طارق يحيى) وألقى التحية وهو في حالة من التوتر ودار همسا بينهما لبضع ثواني ثم اتجه مثنى الحارثي إلى الطائرة التي أنزلت الوزراء.

وفي طريق الوفد الزائر إلى منطقة أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم، فوجئ الجميع ببعض الحواجز الأمنية وارتباك ملحوظ في أوساط الشرطة التي تطوق مداخل ومخارج فندق الهيلتون، فقد وصلت الأنباء عن عملية اغتيال تمت في بهو الفندق مفادها إفراغ مجهول طلقات مسدس كاتم الصوت في صدر (مهدي الحكيم) وارداه قتيلا وتمكن الجناة من الإفلات.وبعد إجراء التحقيقات الأمنية كشفت ملابسات الحادث، أشارت أصابع الاتهام إلى الموظف في السفارة العراقية (مثنى الحارثي) الذي اعتلى متن الطائرة العراقية بعد دقائق من جريمة الاغتيال حيث استدارت به الطائرة بعد نزول الركاب ليتمكن من الإفلات وقد لعب عنصر الوقت الذي حاكت به المخابرات العراقية العملية دورا هاما في إتمام عملية الاغتيال وإفلات المتهم الرئيسي ليختفي مثنى الحارثي من ساحة الخرطوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عز الدين
2014-02-03
يجب البحث علئ هاذا المجرم وينال جزائه العادل نطالب بيت الحكيم بمتابعه هاذا الموظوع ان الايضيع دم هاذا السيد الجليل هدر(هاهما البعثيه الخونه)
فراس الجابر
2010-02-19
يجب متابعة الجاني والسعي لتقديمه للعداله .. وليقف مع اقرانه من المجرمين في قفص الاتهام ... فدم هكذا شخصيه مجاهده يجب ان لايضيع هدر ا
حسين العريبي
2010-01-17
يجب على اجهزة الامن العراقية وبالخصوص المخابرات الحالية لان اكثر منتسبيها من المخابرات السابقة التحري عن المدعوا الحارثي هذا ومعرفة اسمه الحقيقي وعنوانه الحالي ليمثل امام القضاء وكذلك يجب السوال من مدير المخابرات في ذالك الوقت عن من اصدر الاوامر لان هكذا عملية خطيرة لاتتم بدون علم مدير جهاز المخابرات ومديرية الامن العامة وكذلك سكرتير صدام عبد حمود ونطلب من السيد عمار ان يتابع هذا الموضوع شخصيا حتى لا يضيع دم عمه المجاهد.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك