رياض الركابي
ليس هناك من تجربةٍ اعلامية عالمية واحدة تفرّدت ومثّلت استثناءً على اساس استقلاليتها ومهنيتها ، على الرغم من الاحتفاء الاعلامي سنين طويلة لبعض التجارب المرئية والمسموعة والمكتوبة . فقد اثبتت وقائع الايام وفي مواقف سياسية مصيرية انها لم تكن مستقلة ، بل كانت توحي بذلك للوصول الى غايات واهداف مرسومة بدقة .
هكذا أُعِد لقناة الجزيرة ان تكون ، وان توحي للمتتبع العربي خصوصا بأستقلاليتها ، ولكنها كانت دائما ما تُسفر عن نواياها عبر وقوعها في المحظور تحت ضغط ظروفٍِ مصيرية . وقد استعانت هذه القناة بمجموعة من مقدمي ومعدي البرامج ذوي التوجه الاسلامي المتشدّد ، كونها تتبنى موقفا لا يمكن للمتتبع ان يخطئه .
وفي لقائه الاخير مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، استعرض احمد (اللا منصور) ما ادخّرهُ من خبرةٍ اعلامية طويلة في مدرسة الجزيرة لأثارة السيد الهاشمي واستفزازه ، ليدلي بتصريحاتٍ تنال من العراق واهله ، ولكن الاجابات الهادئة استفزتهُ كثيرا ، ما جعلهُ يتعامل بروحية لا تمت للمهنية بصلة خصوصا وان الضيف شخصية رسمية رفيعة المستوى ، وقد يقول قائل بأن مهنة الصحافة تتبنى طرقا عدة للوصول الى الحقيقة ومنها استفزاز الضيف ، ولكن بين الاستفزاز وقلة الادب بونٌ شاسع بالتأكيد .
كان ( اللامنصور ) يصر على وجود الطائفية المقيتة في العراق ، ويعترض على طروحات السيد الهاشمي على الرغم من انهُ هو المعني بالامر ، كعراقي وكرجل سياسة ، مما دفعه الى تغيير لهجته الى اسلوب التهكم والتعبير عن الامتعاض والاستهزاء من خلال الاشارة بيديه وتعابير وجهه التي تسيء الى ضيفه كأنسان اولا وكرجل دولة ثانيا ، ولاحظ العراقيون جميعا مدى خيبة اللامنصور وهو يواجهُ بحقيقة ان الطائفية قُبرت الى الابد واحترقت ورقتها وان جميع العراقيين أخوة متحابون ، وهذه الحقيقة لايريد ان يصدقها هو وطاقم ( جزيرته) المشبوه وايضا معظم الاخوة العرب ، ولا ندري لما لا يتمنون لنا ان نكون متوافقين ، وان تعدد الطيف الديني والمذهبي هو حقيقة نتعايش معها بمودة ، وان الدول العربية تشهد توترا طائفيا دائما كالعلاقة بين الاقباط والمسلمين في مصر ولكن وسائل الاعلام لا تضخم هذا التوتر ، ولكن يبدو ان لمشاكل العراق نكهة خاصة يتلذذ بها اخوتنا.
https://telegram.me/buratha