المقالات

لا سبيـــل الا النـــصر


سعد الدراجي

لقد شهد التأريخ الإنساني العديد من الحروب الكبيرة والصغيرة ؟، ولو انه لا فرق من الناحية العقلية بين هذين النوعين ، فكلاهما يحصد أرواح الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ،وبالتالي يكون النصر او الهزيمة من حصة قادة كلا الفريقين ،وتكون الشعوب هي الطرف الوحيد الخاسر في تلك المعادلة ، هذا بالنسبة للحروب التقليدية ذات السياقات الحربية .اما في وقتنا الحاضر فقد اخذ تنوع الحروب طابعا جديدا وأكثر حداثة من السابق ،فصارت الحرب التجارية والحرب الصناعية والاقتصادية بل تعدت الى اكثر من ذلك فهناك حرب المياه وحرب التجويع وحرب المعلومات ...الخ.وقد يسأل سائل لماذا كل هذه المقدمة عن الحروب ونحن في العراق من اكثر بلدان العالم خوضا لها بجميع أشكالها وانواعها ؟ ،ـ أقول ـ أبعد الله عن العراق والعراقيين شبح الحرب ووقاهم شرها وشرارها . لكن ونحن على ابواب مرحلة جديدة يمر بها العراق وشعبه الا وهي (الانتخابات البرلمانية القادمة) والتي تعتبر هي الاخرى حرب ولكن من نوع خاص ،فهنا لا تسقط الأيدي والأرجل ولا تزهق الأرواح كما يقولون ، لكن يمكن للمتنافسين ان يستعملوا جميع الوسائل التي تؤهلهم للفوز والنصر. والتي من المفروض ان تكون وسائل مباحة ومشروعة ،لكن مشروعية مثل هكذا تنافس تجري في الظروف الطبيعية كالذي يحدث في الدول المتطورة ،اما في العراق فأن مثل هذه الأمور لا تحدث!، لان الجميع يريد ان ينتصر ويصل حتى لو كان هذا النصر على حساب الدم العراقي وعلى حساب السمعة وإذلال النفس ،فالمهم هو النصر ولا شيء سواه ،وهذا ما يحدث الان على الساحة العراقية التي تستعد لهذه الانتخابات الساخنة من كتل وأحزاب إجرامية بعثية تلطخت أيديها بدماء الشعب العراقي ولفترات طويلة ، فتضع نفسها في مصاف الكتل والأحزاب الوطنية التي ضحت في سبيل نصرة الإنسان العراقي ، وقدمت وناضلت من اجل ان يأخذ هذا الإنسان حريته ويمارس حياته بصورة طبيعية ،بعيدا عن الظلم والتعسف الذي مارسه عليه النظام البائد ،فلذا على كل القوى الوطنية ان تحذر من هؤلاء المنبوذين الذين يريدون ان يرتقوا على أكتاف الشعب العراقي ليصلوا الى مأربهم الخبيثة ،وان يكونوا متيقظين ومتوحدين حتى يستطيعوا ان يوصلوا هذا الشعب المظلوم الى بر الأمان ،ولا سبيل لتحقيق ذلك الا النصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك