( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
الضربات القوية الماحقة التي وجهتها قواتنا العسكرية الوطنية الى المجرمين القتلة ممن يسمون بأمراء المجاميع الإرهابية من التكفيريين والصداميين وقتلهم والقاء القبض على آخرين منهم كمنتصر الجبوري المرتبط بتنظيم القاعدة الارهابي والمدعو زهير كسار زعيم ما يسمى بكتائب ثورة العشرين في ديالى منطقة(الخرنابات)وبدعم مباشر من المواطنين مما عزز بشكل كبير التصدي الشجاع الذي تبديه قوات الجيش والشرطة لهذه الزمر ضمن قواطع عمليات الصفحة الثالثة من خطة أمن بغداد قد جعل هذه الزمر وكما قلنا سابقاً تلعن اليوم الذي تورطت فيه بدخول العراق في غفلة من الزمن.
على صعيد آخر بدأت العشائر العراقية تؤدي دورها المطلوب وإن تأخرت بعض الشيء ولكن بدأ العراقيون يتلمسون نتائج هذا الدور الفاعل في متابعة الارهابيين وقتلهم وأسرهم وطردهم من مناطقهم مما اضاف زخماً واضحاً وكبيراً في القضاء على هذه الفرق الضالة، وهذا ما كان القادة السياسيون يطالبون به من نقل الملف الامني الى العراقيين لمعالجة الارهاب وإيجاد الاستقرار المطلوب، على أن يبقى دور القوات متعددة الجنسيات هو الدعم والاسناد للقوات العراقية الوطنية في قواطع العمليات.
هذه النجاحات الباهرة وهذه الشجاعة الفائقة التي يبديها منتسبو قواتنا الوطنية قد قلصت بشكل كبير عمليات الارهابيين الذين راحوا يتحينون الفرص لتوجيهها ضد اهداف مدنية مما زاد في كراهيتهم ومقتهم وأحتقارهم من قبل المواطنين ومن ثم عزلهم والاجهاز عليهم وإن أيامهم أصبحت معدودة جداً.
لكن المؤسف أن يقف بعض أعضاء مجلس النواب ممن دخلوا العملية السياسية ولا نريد أن نحكم على النوايا، إلا ان هذه المواقف غير المسؤولة باتت اكثر وضوحاً من ذي قبل فراحت وأمام هذه النجاحات تثير أزمات تحت مسميات ولافتات تصب في إبقاء الشد الطائفي الذي راهن عليه اعداء العراق وأعداء التحول الكبير على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية وغيرها من الصعد لاشعال نار الفتنة الطائفية، الامر الذي دعا المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء ان يسمي هؤلاء الاعضاء بعد تماديهم في غيهم بأسمائهم وهذا يعد تحول جديد آخر لكشف الاوراق امام الرأي العام المحلي ليصدر حكمه عليهم، فهؤلاء كلما وجدوا أن نار الفتنة بدأت تخبو وتنطفئ يحاولون وهم اعجز من ذلك صب زيت جديد عليها بغية اشعالها لوقف وتعطيل أي نجاح تحققه قواتنا الوطنية المسلحة ضد فرق الموت والذبح والقتل على الهوية والتهجير القسري.هذا الشد الطائفي وهذا التشديد في المواقف غير المحسوبة بدقة ليس بمصلحة احد ولا يجني دعاته غير الخيبة والخسران وإنها-المواقف المتشددة-سوف لا تصمد أمام وعي الجماهير الغاضبة التي دفعت ثمناً باهظاً جداً خلال الاعوام الثلاثة الماضية من دماء وأرواح وممتلكات ابنائها مما زادها اصراراً وصموداً وتحدياً للحفاظ على العراق من العابثين والمجرمين من عصابات الشر والظلام والحيلولة دون عودة المعادلة الظالمة التي حكمت العراق بالحديد والنار وأستعبدت الامة وهمشت دورها وعطلت طاقاتها وحرمتها من حقها وحقوقها، فهؤلاء المتشددون حري بهم ونحن نعيش في أشرف شهر هو شهر رمضان المبارك أن يتعاملوا اليوم بمنطق العقل الواقع لا بمنطق الاحلام والاوهام التي ستجر العراق الى مزيد من الدماء والدمار والخراب-لا سمح الله-فإذا كان هذا البعض حريصاً على مصلحة العراق والعراقيين عليه ان يثبت ذلك في الميدان وليس بالشعارات الفارغة او بتأليب فئة على أخرى او محاولات التغطية غير الاخلاقية على جرائم من يسمون انفسهم مقاومة ولا يستهدفون إلا العراقيين الابرياء يومياً. عليهم أن يتعاونوا في وأد الفتنة ومساندة المصالحة الوطنية والاجهاض على جرائم الارهاب وتطهير الوطن من دنسهم وجرائمهم البشعة.
https://telegram.me/buratha