المقالات

لماذا يرفض البعض قانون السلوك الانتخابي


عباس المرياني

أعدت هيئة الرئاسة العراقية قبل فترة وجيزة قانونا عرف باسم قانون السلوك الانتخابي بهدف ضمان إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في أجواء من الشفافية والنزاهة ومنع استخدام المال العام وموارد الدولة والمناصب الحكومية لصالح قوائم انتخابية معينة دون غيرها. ويأتي إعداد هذا القانون من قبل هيئة الرئاسة حرصا منه على مصالح الوطن والمواطن ولسد الطريق أمام أي محاولة لأي قائمة انتخابية للتفرد بتسخير السلطة وإمكانياتها وإنجازاتها لصالحها بعد التجربة المريرة لانتخابات مجالس المحافظات الماضية والتي شهدت استغلالا بشعا لموارد الدولة من قبل بعض القوائم المتنفذة في السلطة.وعلى اثر ذلك دخل البرلمان العراقي في خلاف جديد حول قانون السلوك الانتخابي قبل الانتخابات البرلمانية بشهرين. بعد إن سارع مجلس الرئاسة حالما تم إقرار قانون الانتخابات بإرسال قانون جديد إلى البرلمان تحت مسمى قانون السلوك الانتخابي طالبا إقراره بالسرعة الممكنة، وغايته ضمان انتخابات نزيهة وفي أجواء محكومة بقانون يمنع استغلال المال العام والنفوذ الحكومي والتزوير في العملية الانتخابية.ويرى البعض إن قانون السلوك في حال تطبيقه سيكون رادعا لمن يستخدم المال العام في الانتخابات البرلمانية القادمة.لان هذا القانون يرسم حدود الدعاية الانتخابية وشكلها وطبيعة المال الانتخابي ويمنع استخدام مؤسسات الدولة وأجهزتها، للسيطرة على توجهات الرأي العام. ويرى اخرون أن تخضع الموازنة لبعض المزايدات الانتخابية من خلال الضغط من أجل إمرار قانون السلوك الانتخابي، كما حصل عندما مرر قانون العفو العام مقابل إقرار موازنة عام 2008 خشية استخدام أموالها أي أموال موازنة عام 2010"في الانتخابات المقبلة وبالتالي سيتم طرح قانون السلوك الانتخابي مقابل إقرار الموازنة، وهو أمر يراد منه وضع مزيد من الضوابط والقيود الأخلاقية والقانونية إمام الذين يبررون الغاية بالوسيلة وهم الذين يقفون في الطرف المقابل والذين يعتبرون إن قانون السلوك الانتخابي ابتزازاً سياسياً وتجاوزاً للخط الأحمر ووسيلة المهزومين كما يربطون ويعتقدون؟

ويمكن للمتبع إن يلمس حدود النقمة والتهجم عند الأقلية الرافضة ضد الأكثرية المؤيدة لإقرار القانون لأنهم يدركون ان اقرار القانون يعني تجريدهم من سلاح مهم في المعركة الانتخابية القادمة وهو المال السائب أو السياسي الذي استخدم في انتخابات مجالس المحافظات وفعل فعلته السحرية. ويتساءل الكثير عن سبب رفض هؤلاء لقانون السلوك الانتخابي إذا كان يراد منه تنظيم حالة من الانفلات والاستغلال السيئ للمال العام إلا إذا كانت النوايا سيئة مثل المال والوسائل المراد تكرار استخدامها.والشيء المؤكد ان رفض قانون السلوك الانتخابي من قبل قائمة معينة سيجعلهم في موقف لا يحسدون عليه ومجازفة قد لا تكون عواقبها حميدة في المرحلة القادمة حتى وان كانت تتعلق بصلاحيات وكرامة حكومة لم يتبق من عمرها أكثر من شهرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك