المقالات

السياسة الحسينية (12)


تواترت الاحاديث بتاكيدها على ان الحسن والحسين اماما قاما او قعدى ..وهما لميبلغا بعد الاربع سنوات من العمر وهذا بحد ذاته معجزة لاتدانى لتقلدهما اعباء ومسؤليات الامامة وهمالم يبلغى الحلم في حين ان الانبياء وارسل وحتى عيسى لم يبلغى منزلة النبوة الا بعد ان يبلغى اشدهما اوربعين سنة ..هذا من جهة ومن جهة اخرى ان ادوار ائمة الهدى تنطلق من مشكاة او نور واحد وان اختلفت المواقف وتباينة الادوار ..فمقارعة الظلم ونصرة المظلوم مفهوم اساسي في حركية ائمة الهدى ..فالامام الحسن باشر بقتال الفئة الباغية ولم يألوا جهدا وهو في أول خلافته من منازلة زعيم الطلقاء رغم خلخلة الجبهة الداخلية وعدم تماسك جيشه ..فكربلاء كانت كحركةٍ وواقعةٍ عملية حاضرة في ذات الإمام الحسن (ع) وفكره وتجليات الموقف أمامه الحركة الثوريةوقد دلل على ذلك بوضوح في أكثر من موقف له وأكثر من فعل وقول خصوصا في فترة عهد الصلح مع معاوية حين سؤال عن سبب الصلح فأجاب (ع): والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه .وهنا يتضح في خطابه (ع) ان الأمر كامل وتام ومحكوم عليه من قبلهم بيد ان مسألة الناصر هي التي تأخر قيام الموضوع أذن فالثورة الحسينية المباركة في كربلاء كانت في أصلها معدة مسبقا على يد الإمام الحسن (ع). فالقتال كان حاضرا والموقف غير متبدل أبدا موقف مقارعة الظلمة والطغيان. وكان منه انه شبه موقف المبايعة لمعاوية كهرب النبي إلى الغار وخوفه من قريش، فقوله لو وجدت ناصرا ومبايعا لي عليك ـ معاويةـ لما تركت الأمر. كذلك كان الأمر مع أمير المؤمنين (ع) حين اغتصبت خلافته.ان الدور المرسوم لكل إمام من أئمة أهل البيت والمناط بهم هو دور مقرر ومعد من قبل الله سبحانه وتعالى، محدد الأولويات باتجاهات معينة، لرسم هندسة الطريق نحو الخلاصة التي يهيأ إليها الله منذ بدء الأمر لمعرفة شكل الخاتمة التي ستكون على يد آخر أئمة أهل البيت (ع) قائمهم ويملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. حتى يظهر الدين على الدين كله بالشكل الذي يريده الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم وأئمة أهل البيت عليهم السلام إذن فالدور الذي قام بتأديته الإمام الحسن عليه السلام ما هو إلا دور الاعداد والتهيئة ضمن الحلقات الرسالية المتصلة ببعضها ولاتتفرق عن البعض الآخر منذ رسول الله (ص) وحتى الإمام المهدي المنتظر (عج).

الحاج هلال فخرالدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك