المقالات

المخطط البعثي لشق الائتلاف الى ائتلافين


منى البغدادي

أتضح اخيراً طبيعة وخطورة المخطط البعثي لتمزيق الصف الائتلافي ومحاولة تشكيله بقوة لاكتساح بقية الكيانات التي ضمت بعثيين داخلها لعودتهم الى العملية السياسية وتوجيه ضربة قائمة للمعادلة الجديدة في العراق.قد لا يدرك بعض الاخوة في حزب الدعوة هذا المخطط الاخير في بداية الامر بسبب نشوة وغرور نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي شكلت ضربة قاصمة للتفكير السليم لدى الاخوة في ائتلاف دولة القانون الذين اصروا على عدم الانضمام الى الائتلاف الوطني والانفراد بائتلاف دولة القانون رغم التحذيرات من مخاطر التدخلات الاقليمية والمحلية والدولية لتمزيق مفاصل الائتلاف السابق الذي كان يمثل الكتلة الاكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة.محاولات البعث الصدامي كانت دقيقة وذكية وهي بدأت باغراء المالكي بضرورة اكتساح الساحة السنية والشيعية والوقوف معه وتشكيل الحكومة القادمة مشترطين عليه عدم الانضمام الى الائتلاف الوطني العراقي واستبعاد القوى الفاعلة كالمجلس الاعلى والتيار الصدري وتيار الصلاح الوطني والدخول بقائمتين منفصلتين من اجل تشتيت الاصوات في الانتخابات القادمة.بدأت هذه المحاولات الذكية من اجل تخدير ائتلاف دولة القانون ومحاصرة تفكيرهم ومنع انفتاحهم على القوى الفاعلة في الائتلاف السابق.وبنفس الوتيرة اوحوا الى الائتلاف الوطني العراقي بعدم ضم المالكي وحزبه اليكم كشرط لنجاحكم والانضمام اليكم ولكن الائتلاف الوطني تنبه في بداية الامر الى خطورة هذه المحاولات التمزيقية التي يمارسها الاعداء ولم يتفاعلوا مع هؤلاء واكدوا بان المالكي وحزب الدعوة قوى فاعلة ومهمة من مكونات الائتلاف الوطني.ويبدو ان هذه المحاولات التخديرية التي تستهدف شق وحدة الائتلاف والسعي الى تقسيمه الى ائتلافين وجدت قناعات داخل ائتلاف دولة القانون وشخصيات تتفاعل معها بينما لم تجد اذناً صاغية من قبل الائتلاف الوطني العراقي الذي اثبت انه الاحرص على مصلحة المعادلة الجديدة.ويبدو ان الفخ الذي وقع به المالكي هو اقناعه بضرورة الانفراد بكيان منفصل عن الائتلاف السابق كشرط للوقوف معه واعطائه اصوات المنطقة الغربية والموصل وكركوك وما ان اصر المالكي على ائتلافه المنفرد وابتعاده عن الائتلاف السابق حتى انسحبت منه هذه القوى ونجحت في توريطه.والخطوة التي نجح بها حزب البعث هو تمزيق الائتلاف السابق الى ائتلافين وعدم الدخول بقائمة واحدة قادرة على تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان القادم والخطوة الثانية الدخول بقائمة اخرى تشكل التحدى الاكبر لائتلاف دولة القانون وتحشيد كل القوى الاخرى التي تمثل المناطق الغربية وذات النفوذ السني لمواجهة الائتلافين المشتيين.ويتحمل المالكي وحده مسؤولية تحقيق هذه المخطط الذي يمثل اجندة خارجية وداخلية وفي حال حصول أي تشتيت للاصوات التي كانت مضمونة للائتلاف السابق فان حزب الدعوة هو الذي يتحمل هذه المسؤولية.واذا نجح حزب البعث في تشظية الائتلاف السابق الى ائتلافين غير متآخيين فانه سيفشل بالتأكيد في الاستمرار في خداع ابناء شعبنا وتغيير المعادلة الراهنة وعودة حزب البعث الى مفاصل الدولة عن طريق الانتخابات وتمزيق الائتلافات الفاعلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟
2009-12-29
لا انشقاق بين الأطياب مهما يحاول الأكراب والسكراب تاريخهم الاسود شاهدأصخم ليس له من ذهاب وهل ننسى مسوخ صديم الذباب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك