المقالات

علي الأكبر بن الإمام الحسين عليه السلام رمز البطولة والثبات الحلقة التاسعة من ملاحم الطف


محمود الربيعي

المقدمة التأريخية أمه السيّدة ليلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي، عمره في الطف 25 سنة لذلك فهو أكبر من أخيه الإمام زين العابدين عليه السلام عليه السلام الذي كان يومذاك عليلاً سنتين، عرف عنه رواية الحديث عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام وهو صغير السن، وكان شجاعاً لايهاب الموت في سبيل الحق، إذ أن الموت في نفسه ليس له معنى غير الشهادة في سبيل الله.يذكر المؤرخون أنه حينمالم يبقَ مع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته، تقدّم علي الأكبر عليه السلام راكباً فرسه الجناح وأستأذن أبَاه عليه السلام في القتال فأذن له، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه، وأرخَى عينيه، فَبَكى ثمّ قال: (اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك)، ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: (يا أباه العطش) !! فيقول له الحسين عليه السلام: (إصبِرْ حَبيبي، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله صلى الله عليه وآله بكأسه)، ففعل ذلك مِراراً.قصة إستشهاده رضوان الله تعالى عليهيروي المؤرخون: أن اللعين منقذ العبدي رآه وهو يشدُّ على الناس، فأعترضه وطعنه فصُرِع، وأحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم، فجاء الحسين عليه السلام حتّى وقف عليه، وقال: (قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى إنتهاك حرمة الرسول)، وأنهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال عليه السلام: (عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا)، وقال لفتيانه: (إحملُوا أخَاكُم)، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسطَاطه.الدروس والعِبَر المُستقاة من الحَدَثْيتبين من النقل التاريخي أن شخصية علي الأكبر من الشخصيات الثابتة التي كان لها مكانة عظيمة في فلب الإمام الحسين عليه السلام الذي أبدى توجعه ومصابه أليم بحيث دعا على قاتليه دعاءاً عريضا بعد أن بكى عليه، لكن الإمام الحسين عليه السلام لم يجعل لهذا المصاب أثراً في نفسه وأستمر على القتال حتى قدم نفسه على مذبح الشهاداة قرباناً وتقرباً لله عز وجل.إذن نستلهم من موقف الطف ومن الملحمة الحسينية العظيمة مواقف شهادة لشهيد الطف العظيم علي الأكبر رمز البطولة والشجاعة والصلابة النقاط التالية:أولاً: شدة إرتباطه بحملة الرسالة المحمدية ومنهم جده علي بن أبي طالب والإمام الحسين عليهما السلام وهو سلوك عام ينطيق على جملة الأئمة المعصومين عليهم السلام الذين يحيطونه.ثانياً: كان عنصراً نشيطاً فاعلاً متبنياً للفكر الإسلامي المنظم لذلك كان يختار ليستلهم من فكر قيادته ويعمل على تثقيف من يهمه أمره من الجماهير التي ينشط في وسطها.ثالثاً: أنه يحمل في نفسه خاصية الثبات بعدما رأى بعينه سقوط كل من كان قبله من أهله وعشيرته فلم يخذل وصمم على أن يقدم خير مالديه ويغتم فرصة حياته ليكيل للعدو ضربة الشهيد المحب للشهادة.رابعاً: كان رضوان الله تعالى عليه متكلما يحمل روح الجماعة والفكر والقيادة والتوجيه. سلام على آم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وسلام على علي أمير المؤمنين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وسلام على أهل الطف ممن وقف الى جانب الحسين عليه السلام وسلام على علي الأكبر حشرنا الله معهم ومع محبيهم إنه سميع مجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك