المقالات

كربلاء ذاكرة الدم الخالد


خضير حسين السعداوي

بأي مقل نبكيك....يا عبق الدم ورائحة الشهادة التي توضأت بدمك.. أي ارض تشرفت بجسدك الطاهر وأي إباء بين جوانحك إنها(( لا)) الخلود(( لا)) الرفض والخنوع الخالدة عبر العصور لقد وضعت قانونا للرفض وميزان للعدالة والإباء كنت رغم قلة الناصر وكثرة الطغاة لم يفارق وجهك نور الإمامة ولم تحيد عن الهدف هويت جريحا تطأك الخيول بحوافرها وتعلوك الطغاة ببواترها منعوا عنك الماء بخستهم ضنا منهم انك ستضعف وتستكين لطغيانهم كان يوم استشهادك نهاية لكل الطواغيت لأنك أصبحت مدرسة تخرج منها ثوار الأرض ومن اختار طريق ذات الشوكة ولذلك احتار أعداؤك كيف يوقفوا بريق دمك القاني عبر العصور وكيف يمنعوا عشاق الشهادة من الوصول إلى ضريحك الطاهر فمرة يفرضون الأموال ومرة أخرى يقطعون الأكف والأيادي....لم تكن لطيف معين من الناس ولا لفئة معينة كنت أممي الأهداف يمتد طوفان دمك القاني ليغرق كل طغاة العالم هاهو غاندي العظيم قد تعلم من مدرستك الكثير(( تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما كي انتصر) بالفعل انتصرت امة الهند على جبروت بريطانيا العظمى التي لاتغرب الشمس عن مستعمراتها كل محرم دمك نديا لا يجف رغم ألف سنة ونيف من مئات السنين ارض كربلاء أصبحت قبلة لعشاق الحياة الحرة الكريمة تحت ظلال قبتك المذهبة كنا نستلهم العزم على تحدي الدكتاتورية البغيضة يحدونا قولك لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل..... وهيهات منا الذلة ...وإذا كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي يا سيوف خذيني......كانت سموفونيتنا الرائعة(( صحنا بيك آمنا يحسين بضمايرنا)) هذا النشيد الخالد الذي رددته الحناجر وهي تتحدى النظام الدكتاتوري المجرم كان منشورا سياسيا قد سهر مقل الطغاة واقض مضاجعهم... كانت تخيفهم هوسات وترنيمات الأطفال في الأزقة والشوارع يحملون الرايات ويرددون (( ابد والله ماننسى حسينا )) وكم كان رائعا في انتفاضة آذار عندما تحدت الجماهير المؤمنة بالعراق وبمبادئ الحسين رغم جبروت وقوة النظام الغاشمة إلا إنها استطاعت وبالأكف الفارغة أن تمرغ وجه الدكتاتور بالوحل نعم أنها مدرسة الحسين لا تستكين للظالمين كان أول سهم غدر لعمر بن سعد وهو يعلن بداية الجريمة ليخبر من حوله اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى وفي النهاية يعلن احرقوا بيوت الظالمين والتي ليس فيها سوى الأرامل والأطفال هذا الذي كان يسمى حمامة المسجد أعمته الدنيا بطمعها وبرهنت على عدم إيمانه بقيم ومبادي الإسلام عندما يبرر جريمته بأبيات شعره التي ترنم بها قبل قتل الحسين

فوالله ما أدري وإني لصادق *** أفكر في أمري على خطرَينأأترك ملك الري والري منيتي *** أم أصبح مأثوماً بقتل حسينحسين ابن عمّي والحوادث جمَّة *** ولكن لي في الري قرِّة عينييقولون إن الله خالق جنَّة *** ونار وتعذيب و غل يدينفإن صدقوا بما يقولون إنني *** أتوب إلى الرحمن من سنتينوإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *** وملك عقيم دائم الحجلينوإن إله العرش يغفر زلَّتي *** ولو كنتُ فيها أظلم الثقلينولكنما الدنيا بخير معجل *** وما عاقل باع الوجود بدين

هذه العقليات التي حملت السيوف ضدك ياابا الأحرار كانوا يعتقدون أن قتلك سيفتح الطريق أمام صفاء الدنيا لهم لكنهم لم يعلموا أن كل قطرة دم خطت طريقا جديد للتضحية والفداء قد أحاط بك فتية وضعوا القلوب على الأكف لأتضاح الرؤيا ووضوح الهدف(( إنهم فتية امنوا بربهم فزدناهم هدى)) علينا كعراقيين أن تصبح ثورة الحسين لنا دافعا قويا للإخوة والوحدة الوطنية ومواجهة الارهاب وبناء وطن كان أهم سبب لاستباحته من قبل الطغاة كونه يضم الأجساد الطاهرة للأولياء والصالحين بسنته وشيعته بلد فيه الفسيفساء الرائعة في التنوع في القوميات والمعتقدات تجمعهم خارطة واحدة تمتد من زاخو إلى البصرة أقول دائما الطغاة إلى زوال وهاهي قبتك تناطح السحاب علوا تهوى إليها قلوب العشاق من مختلف بقاع الارض ...... وكم رائعة عينية الجواهري في سيد الشهداءفِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِبأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِوَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِوحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِوصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِفيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك