المقالات

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام .. إحدى اللواتي حملن رسالة الطف


محمود الربيعي

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام ليست المرأة الوحيدة من النساء اللواتي شهدن الطف بل هي واحدة من ضمن مجموعة النساء اللواتي كن مع الحسين وأصحاب الحسين وكن شاهدات على المجزرة البشرية الرهيبة التي قل نظيرها في التاريخ لأنها كانت خصوصية بكل أبعادها من حيث الهدف والتاريخ والمكان والزمان.فالمكان أرض الطف من مدينة كربلاء موقع الحادثة التاريخية والتي أَرَّخَ لها التاريخ كأول جريمة جماعية أرتكبت بحق أهل بيت نبي من أنبياء الله وعلى يد مجرمي قومه، فما أعجب هؤلاء القوم في باطلهم عندما ذبحوا إبن بنت نبيهم وذبحوا مجموعة العترة الطاهرة من آل بيت النبي الخاتم حتى لم يسلم منهم الطفل الرضيع أو لشيخ الكبير، ولا حتى المريض أوالنسوة بعدما هجموا عليهم بجيش جرار كان هدفه إبادتهم عن آخرهم، وجر الباقين أسارى سيق بهم الى ارض الشام حيث يزيد الملعون عدو الله ورسوله.

وفي غفلة من التأريخ رَكِبَتْ عصابة مجرمة طريق الباطل ولم ترعى لله حرمة ولاذمة، أرادت أن تحرق رسالة النبي الذي أٌرْسِلَ إليهم رحمة للعالمين، لينشر فيهم الفضيلة والأدب، ويسعى لأن يتم لهم مكارم الأخلاق.

تلك هي محنة سكينة وكتاب حزنها العميق وهي ترى أبعاد الجريمة التي أهتز لها العرش وبكت لها السموات وحزنت لها الملائكة وأشترك في ذلك الحزن جموع بشرية هائلة لاتزال الى اليوم تبكي لما حدث لأهل البيت في الطف من إبادة جماعية وهم أقرب المقربين من الله.. ذلك هو الإمام الحسين عليه السلام البطل الشهيد الذي أحيى سنة الله في الأرض وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو، وبقية ألأئمة عليهم السلام، وبقية الصالحين ممن كانوا معه.

سكينة الطاهرة تلك المرأة التي فهمت الإسلام في بيت سيد شباب أهل الجنة وهي التي عاشت في بيت الإمام الحسين عليه السلام، بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، يحيط بها نسوة خالدات مثل عمتها زينب البطلة العالمة الفاهمة، وعمتها أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، نساء بيت الفضل والفضائل، وأختها الرقيقة رقية تلك الطفلة التي قهرها حزنها على أبيها فأنطفئت شمعتها من أول نظرة نَظَرَتْها وهي ترى رأس أبيها المقطوع، فما أعظمها من رزية ومصيبة أصابت أهل البيت، فلعن الله أمة قتلتكم، ولعن الله أمة ظلمتكم، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.

سكينة العزيزة في أهلها التي رأت مارأت من الحزن وهي تشهد مصارِعَ أهلها وترى الأجساد مقطعة في الفلوات، ثم جُرَّتْ أسيرة حرب وهي إبنة الإمام والخليفة الشرعي.

لقد كانت آهات حزنها واضحة بسبب فعل الجهلاء الذين تجردوا من كل القيم والأعراف الإنسانية، والذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، ونسوا ماذُكِّروا به من عذاب الآخرة ووقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولايُخَفَفُ عن أهلهِ لأنه لايكون إلاّ عن غضب الله وهذا مالاتقوم له السموات والارض.

لقد سجلت نساء أهل البيت أروع ملاحم الثبات على المبدأ، ورسَّخَتْ كل منهن روح الجهاد في مواجهة الباطل فلم يَسْتَكِّنَّ لافي مجلس إبن زياد اللعين، ولا في مجلس يزيد الملعون.

لقد أضحت ملحمة الطف رسالة عظيمة لكل البشر في الوقوف مع الحق ونصرة أهله، والدفاع عن القيم والمبادئ السامية، والسعي إلى بناء دولة الحق على أسس التوحيد والعدل ومن أجل القضاء على الظلم والفساد وتلك مهمة الأحرار من الرجال والنساء.

ولقد ظُلِمَت السيدة سكينة بعد وفاتها وصوّرَها الظالمون أنها نَسِيَت الطف وماجرى فيه وكان ذلك من أعظم الكَذِبٍ الذي سَطَّرَهُ التأريخ ومؤرخوه المبطلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك