( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
الاعم الاغلب كانوا من الاطفال والنساء تجمعوا أمام محطة توزيع الوقودفي مدينة الصدر للحصول على لترات معدودة من النفط الابيض وهم على اعتاب فصل الشتاء وبرودته القارسة مع غياب وسائل التدفئة الكهربائية وغياب(دبات الغاز السائل)للطبخ والتدفئة معاً عادوا من سفرتهم القصيرة هذه اشلاءً ممزقة تناثرت بين السيارات المحترقة وبين جدران وأرضية المحطة بفعل ثقافة من يدعون أنهم(مسلمون)ومقاومون يريدون تطبيق(إمارات الموت والرعب والتخلف)وفرضها بقوة العبوات الناسفة والمفخخات والانتحاريين والهاونات تمهيداً لعودة الدكتاتورية والفاشية الى العراق من جديد، خابت نواياهم وأهدافهم الشريرة.
ثلاثة اعوام وهم يفجرون ويقتلون ويدمرون بطريقة همجية قل نظيرها في العالم بل ليس لها مثيلاً في اشد الانظمة دكتاتورية وفاشية ودموية لا يفرقون بين طفل أو امرأة، شاباً كان أم كهلا،ً يهودياً كان أم مسلماً أم مسيحياً عربياً كان أم كردياً أم تركمانياً، هذه هي ثقافتهم وهذا هو دينهم وهذه هي معتقداتهم وهؤلاء هم أمراؤهم وقادتهم ومنظروهم(تف والف تف على هذه الوجوه الكالحة)ولا نقول اكثر من ذلك.
في غضون ثلاثة أيام استطاع رجل واحد خارج حدود الشرق الاوسط من جمع سبعة مليارات دولار لاعانة الجياع والفقراء يذهب قسط كبير منها لابناء الشرق الاوسط وتحديداً الى الشعب الفلسطيني المظلوم والى دار فور والى كشمير والشيشان ولبنان وغيرهم دون النظر الى أعراقهم أو أديانهم أو مذاهبهم فقط لانهم بشر من أبناء أدم وحواء، والمتبرعون لم يضعوا شروطاً في توزيعها او يحرمون منها الاسود الزنجي ولا الاحمر القوقازي ولا الابيض الاوربي ولا الاسمر الاسيوي، هذا ما تناقلته وسائل الاعلام الدولية والعهدة عليهما.
يقول خبراء المال والاقتصاد ان الشرق الاوسط يملك ثلث ثروة الكرة الارضية و40% من اصحاب المليارات هم من ابناء الشرق الاوسط والجياع والفقراء -تحت خط الفقر-هم ابناء هذا الشرق، فلماذا يجمع الغرب مليارات الدولارات لاعانة الفقراء، والشرق يجمع العبوات الناسفة والمفخخات والمغفلين الانتحاريين لتوزع كذلك على الفقراء والمحرومين في المساجد والاسواق ومحطات التعبئة والمستشفيات والمدارس وحتى رياض الاطفال وهي كذلك لا تفرق بين دين وآخر او مذهب وآخر او لون وآخر او قومية وأخرى قد يسأل سائل هل تحترم هذا الرجل؟ أقول نعم لانه انساني الطبع بغض النظر عن دينه أو معتقده، لانه يريد مساعدة الفقراء على اختلاف مللهم ونحلهم ، وقد يسأل سائل هل تكره أمراء المال في شرقكم الاوسط؟ أقول نعم بنعم كبيرة لانهم أرهابيون قتلة مجرمون أعداء الانسانية لا يسخرون المال إلا لقتل الفقراء ولا يحسنون إلا ادامة ماكنة الموت وشراء الذمم وحياكة المؤامرات، نعم انها الانسانية هناك والسادية هنا، هناك الحرية وهنا الاستعبااد هناك المحبة والالفة وهنا الكراهية والاستئصال، نعم اكرههم وأمقتهم وأحتقرهم وهذا ما يستحقون، لقد جعلونا ننهض صباحاً على اصوات التفجيرات ونرى يومياً مشاهد القتل والدمار الهمجي نشاهد الاشلاء تتناثر على الجدران والسطوح وعلى الشوارع وجثث تنهشها الضواري، أرى الارامل والثكالى والايتام والمفجوعين من الآباء والدموع تحرق محاجرهم .
ارى المشهد يتكرر يومياً في العاصمة بغداد وفي غزة وفي بنت جبيل وفي كشمير والشيشان وهم أما اخواننا في الدين أو نظراء لنا في الخلق كما يقول امير المؤمنين علي(ع). فمتى تصحو الظمائر وتهتز العروق وتحمر الجباه أمام هذه الجرائم المروعة التي يرتكبها أعداء الاسلام والمسلمين في كل المنطقة بما فيها العراق
https://telegram.me/buratha