( بقلم : علي حسين علي )
حتى يومنا هذا ما تزال عملية التهجير القسري لاتباع أهل البيت تتصاعد، وتخلو بها مئات البيوت وتحتل العشرات من المزارع وتغتصب المئات من المحال، ويتشرد الالاف من العراقيين من مساكنهم، ويحرم الآلاف من الأطفال من مدارسهم وتغلق الحسينيات في مناطق معينة أو تهدم..منذ عامين والحال كما هي، فلا الحكومة استطاعت أن تحمي مواطنيها ولا(الشيوخ)تدخلوا لمنع هذه الظاهرة الخارجة على القيم والخلق العربية والاسلامية..الكل ساكت، وغير مبالٍ لما يحصل للشيعة تحديداً، وكأن صدام لم يسقط نظامة، وكأنه هو الذي يحاكم قضائته!!
وحتى قبل شهرين وصل عديد المهجرين الى اكثر من نصف مليون عراقي شيعي، هجروا من أبو غريب والرمادي والفلوجة واللطيفية وجوارها من مدن الموت وسلمان باك وديالى ومن الراشدية والطارمية ومن سامراء وتلعفر ومدن أخرى وكذلك من الدورة والسيدية والأعظمية والغزالية والعامرية وغيرها من محلات ومناطق في بغداد(عاصمة العروبة والاسلام).
الحكومتان الاثنتان السابقتان ظلتا تتفرجان على مأساة الشيعة المهجرين في بلدهم، وقوات المتعددة الجنسية المسؤولة عن الأمن حسب قرار مجلس الأمن الخاص بالعراق، هي الأخرى تتفرج، بل تنظر الى الأمر وكأنه لا يعنيها!. ويوماً بعد آخر يتزايد عدد المهجرين من بغداد وضواحيها وحتى حواضن الإرهاب التكفيريين في الانبار وصلاح الدين وديالى والموصل ومئات الآلاف من ابناء العراق يواجهون الحالة الجديدة(التهجير) غير المألوفة وغير المعروفة سابقاً بالصبر وانتظار الفرج. ولكن حبل الصبر طال والفرج يبدو بعيداً بعيداً.
وبالرغم من تصريحات بعض المسؤولين بأن خطة بغداد الأمنية الثانية قد تضمنت اعادة المهجرين الى مناطق سكناهم الا أن ذلك لم يحصل الا بنسبة الواحد بالألف أن لم نقل دون ذلك.أن المهجرين الذين عادوا الى مناطقهم هم من ابناء اخوتنا السنة الذين هجروا مناطقهم في البصرة وابي الخصيب والزبير طوعاً ومن دون اكراه. لقد اخبرنا احد العائدين بأن قناتي(بغداد و الزوراء) المحليتين و(الجزيرة و العربية) العربيتين قد كانتا وراء هجرتهم من مناطقهم. فقد كانت تلك القنوات تبث اخبار الرعب وتحث على الهجرة وتخيف الناس الآمنين وتحرض على الكراهية.. فيما كان الإرهابيون التكفيريون - كما يقول محدثي- ينسفون مساجد السنة في البصرة وجوارها، ويقتلون رجال الدين منهم لاثارة الرعب ولدفع الناس الى الهجرة لتبرير اعمالهم المشينة ضد الشيعة الذين هجروهم من مناطق سكناهم. ويضف محدثي: يشهد الله اننا في البصرة لم نتعرض الى ضغوط أو حتى تلميح الى ضرورة أن نهجر مساكننا، ولكننا قد خدعتنا الفضائيات(أياها) وارهبنا التكفيريون الذين صوروا لنا الاعمال التي تحصل من قتل وتفجير مساجد على انه من عمل ميليشيات شيعية.
ويواصل محدثي: ما أن هجرنا بيوتنا وقد ودعنا الجيران من اخوتنا الشيعة بالبكاء حتى توصلنا الى امارات(طالبان) في سامراء والموصل.. وهناك استقبلونا أولاً بالترحيب والاهتمام ولكن حال كهذا لم يدم الا أياماً قليلة لقد فاجأونا عندما زارنا بعض من(السلفيين) وطلبوا منا التطوع في صفوف(المجاهدين) لمحاربة الكفار(الشيعة طبعاً) فاستغربنا أن يكون الكفار من الشيعة وهم اخوتنا في الاسلام ولكن استغرابنا تبدد عندما اصر(الأمير) على أن(الروافض) هم عدونا الأول!! وسألنا عن المحتل وضرورة رحيلة، وكان الجواب كل شيء في اوانه!!
ويضيف محدثني: رفضنا التطوع في صفوفهم فقطعوا عنا(الارزاق) وعرضونا الى حالة تجويع.. وصبرنا ولكننا لم نستطع أن نصبر على حالة اخرى هي انهم طلبوا منا تزويج بناتنا لـ(المجاهدين) وهم من كل اصقاع الأراضي منهم الأسود والاصفر والأبيض لا نعرف اصولهم ولا حتى جنسياتهم فرفضنا ذلك رفضاً قاطعاً، فقطعوا عنا الماء والكهرباء وقاطعونا وعدونا مرتدين!.واكمل محدثي: يشهد الله اننا لم نكن راغبين في الهجرة، ولكنهم أخافونا وعندما لاقينا ما لاقينا من سوء معاملة قررنا العودة الى بيوتنا. في البصرة والزبير وابو الخصيب، فاستقبلنا اهلها بالترحاب وعدنا واياهم كما كنا.. ونحمد الله على ذلك كثيراً.
وإذا كان من هجروا البصرة قد هجروها طوعاً وعادوا إليها طوعاً ووجدوا فيها قبل الهجرة وبعدها الأمن والأمان والالفة والمحبة..فمن حق اتباع أهل البيت أن يعاملوا بمثل ما عومل به اخوتهم من ابناء السنة..لكن ليس كريم الأخلاق والايمان الحقيقي بالاسلام مروعاً..ففي مناطق أخرى من العراق يسيطر التكفيريون على مقدرات الناس، والاسوأ من ذلك ان ابناء العشائر العربية في مناطق معينة يعانون من تسلط الارهابيين التكفيريين واشقائهم بالرضاعة من البعثيين..وهم-أي أهل المناطق الغربية والشمالية الغربية وديالى-يخشون من يوم يأتي يقول لهم فيه الارهابيون: اخرجوا من ديارنا!.
وأخيراً..ندعو حكومتنا-حكومة الوحدة الوطنية-أن تولي جل اهتمامها للمهجرين قسراً وتعيدهم الى بيوتهم ومناطق سكناهم الأولى بعد أن تؤمن لهم الحماية كما وعدتنا..ووعد الحر دين.
https://telegram.me/buratha