المقالات

رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام الضحية في سلسلة جرائم حكام بني أمية الحلقة السادسة من ملاحم الطف


محمود الربيعي

لقد كان في الطف أصداء وأصداء، ولكل من كان في الطف مع الحسين عليه السلام صدى خاص يقرن بالحسين عليه السلام، ومن تلك الأصداء صدى صوت الطفلة الرقيقة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام ، هذه الطفلة التي لم تتجاوز الخمس سنوات قضتها في حضن أبيها الإمام وهي تعيش محن أهل البيت محنة فمحنة، وتنتقل من حزن إلى حزن لينتهي بها المطاف إلى أكثر الأحزان الماً ولوعة يوم الطف.. يوم أستشهد ألإمام الحسين عليه السلام وبقية أهل بيت النبوة، وفي ملحمة حزينة سبيت فيها النساء وبقية الله في الأرض من الأئمة الطاهرين عليهم السلام ممن كان مريضا او صغيرا في السن كما هو الحال بالنسبة للإمامين علي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر عليهما السلام.

لقد شهدت الردة في عصر بني أمية أحداثا تركت بصماتها على التاريخ بوجهيه الصادق الأمين الذي سجلته أيدي المؤمنين، والكاذب منه الذي سُطِّرَ بشكل لم يسبق له مثيل على أيدي وأقلام كتبة الفراعنة والطغاة الذين باعوا ضمائرهم وأعاروا أقلامهم للسلطان، فكان ماكان من تشبيه الإمام الحسين عليه السلام وهو الإمام المفترض الطاعة أنه خرج على إمام زمانه وخليفة المسلمين يزيد بن معاوية ذلك الفاجر الفاسق فزعموا بأن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام ألقى بيده إلى التهلكة عندما خرج على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، في الوقت الذي ترضوا فيه على يزيد شارب الخمر وملاعب القرود الذي أراد أن يطفئ شعلة الإسلام بنيران الجاهلية.

هذا اليزيد العنيد، والزمرة الجاهلة المريضة بجنون الغرور والغطرسة ممن كانت معه أبت إلاّ أن تقهر نفس الطفلة رقية بنت الإمام الحسين عليها السلام في اللحظة التي سئلت عن أبيها وطلبت رؤيته، فأمر الطاغية الملعون على لسان رسول الله بالكشف عن رأس أبيها المقطوع لتقع صريعة الصدمة التي زلزلت أركان روحها الطاهرة والتي عندها لم تتحمل ذلك الموقف الشديد فأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع روحها المعذبة ليلحقها على عجل بأبيها العظيم وبه في جنات النعيم وملك لايبلى ولسوف يعطيك ربك فترضى وهي راضية مطمئنة بقضاء الله وقدره.

كيف لأمة تفعل فعل يزيد أن ترتاح وتنام قبل أن تمزق هذا التاريخ السود الملعون المخضب بدماء العترة الطاهرة والذي رسم بأيدي أهل الجريمة من الذين لايستحقون في هذه الدنيا إلاّ اللعنة والعقاب بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

لم يكن الطف صرخة نسوية فقط من زينب وسكينة وليلى وأم البنين وأم سلمة، بل كان صرخة الطفولة بإسم عبد الله الرضيع إبن الإمام الحسين عليه السلام الذي قتل وهو ملفوف بقماطه، ورقية إبنة خمس سنين والتي قتلت حسرة على والدها وحبيبها الإمام الحسين عليه السلام.

فياأحرار العالم تيقضوا وأنتبهوا الى التاريخ وأقرؤوه جيدا كي لاتترضوا على مجرم، ولاتشاركوا ظالم، ولتكونوا أحرارا مع الإمام الحسين الذي لم يخرج أشِراً ولابَطِراً ولكن خرج لطلب الإصلاح في أمة جده آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ليقيم العدل ويدعو الى السلم، والذي لم يعطي بيده إعطاء الذليل ولم يُقِّر لهم إقرار العبيد، ولكي يؤسس للحق الذي لامناصَّ سيظهر يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج.

إن ظاهرة الطف تستلزم أن يتخذ الإنسان لنفسه موقفاً عقائدياً واضحاً من المجرمين، وليكن منهجنا سليماً في الإصطفاف مع الصالحين، ويجب على كل النفوس الأبية أن تلتحق بأحرار العالم في كل مكان ولينصرن الله من ينصره بالغيب، ولينصرن الله المظلومين والمستضعفين في كل بقاع الأرض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك