المقالات

(( نحو انفتاح ايجابي اوسع في العلاقة مع الشقيقة ايران ))


حميد الشاكر

تمثل الجارة الشرقية جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة ، بالنسبة للعراق الجديد اليوم اكثر بكثير من مجرد كونها دولة كبيرة فقط ولايمكن تجاهل موقعها السياسي والعسكري والجغرافي والاقتصادي والصناعي والثقافي في منطقتنا العربية والاسلامية لاي دولة في هذا الحيز من العالم الذي يعيش فيه العراق الجديد بل ان ايران بعد نجاح ثورتها الاسلامية وتخطيها للعقبات الجسام واظهارها لكفاءة عالية في عملية الاعمار ، ونهضتها الاقتصادية الواعدة على المستوى العالمي وبحجمها المتنامي عسكريا يوما بعد يوم وبصناعاتها وتطورها العلمي المطرد .... كل هذا يجعل من جمهورية ايران الاسلامية بالنسبة للعراق على وجه الخصوص وهو يشق طريقه البدائي في بناء ذاته وعمران مدنه وتشييد دولته ومؤسساته الجديدة دولة مهمة جدا ولايمكن تجاهل قدراتها وطاقاتها ، ومايمكن ان تقدمه للعراق الجديد من منافع سياسية ، ومصالح اقتصادية ،وخبرات علمية وصناعية قد حازتها ايران بعد صراعها المرير مع استحصال استقلال قرارها السياسي السيادي وقرارها الاقتصادي الذي وفرّ لها نوعا من الحرية في بناء هذه الجمهورية الاسلامية العملاقة !!.والحقيقة ان جمهورية ايران الاسلامية ، ومن خلال ما تطرحه دوما من سياسة الانفتاح على دول الجوار لها ، وبالخصوص العراق ، وما تحث عليه علنا من رغبتها في بناء علاقات اقتصادية مع دول الجوار والعالم من خلال تبادل المصالح المتكافئة يمكن بالفعل لدولة كالعراق وهي في بداية طريق نهضتها الجديدة بعد اسقاط نظام الحكم الطاغوتي الصدامي في العراق ، ان تغتنم هذه الفرصة الايرانية بجدّ وقوة وان تجعل من جمهورية ايران الاسلامية منجما للذهب الخالص الذي يستطيع ان ينفتح على العراق بكل كنوزه الجديدة وقدراته الكبيرة الموجوده في هذا البلد فايران وكما يعلم الجميع دولة غنية بكل ماتعني الكلمة اليوم من معنى ، فهي بالاضافة لكونها امبراطورية نفطية وبشرية ضخمة الموارد والثروات ، هي كذالك امبراطورية عقلية وعلمية وثقافية وصناعية اليوم ومثل هكذا ثروات في بلد كايران وفي محيط عربي واسلامي بالنسبة للعراق وايران متخلف في كل شئ سياسيا واقتصاديا وعلميا وصناعيا .... لايمكن للعراق اعتباره الا منجما للذهب ساقه القدر ليكون بجوار العراق وتحت مرمى كرته ان هو احسن اقامة علاقات مع هذه الجارة التي تربطها مع العراق ، ومن حسن حظ العراقيين الكثير من الروابط والوشائج الاجتماعية ، والثقافية والدينية والعقدية المتينة ، التي تسهل من عملية التقاء هذين البلدين الكبيرين على اكثر من محور وفي مجالات شتى سياسية واقتصادية لاسيما منها التجارية والصناعية ، وكذا العلمية والثقافية ، والعسكرية والاستفادة القصوى من طاقات كلا البلدين في انتاج الاندماج المنشود في عالم اليوم الذي يسعى كله الى الانخراط في عملية التكامل الاقتصادية المثمرة !!.ولابأس ونحن ندعوا الى المزيد من الانفتاح الايجابي على الشقيقة ايران الاسلامية ان نذكّر مؤسسات دولتنا العراقية الجديدة والقائمين على ادارة شأنها العام ، بان مستوى انفتاحها على الجار الايراني ، والاستفادة الواقعية من الطاقات الايرانية ، وما يمكن لايران ان تقدمه للاقتصاد ، والصناعة والتكنلوجيا ، والتطور العلمي للعراق لم يكن بمستوى الطموح العراقي الذي كان ينبغي ان ترتقي اليه العلاقة العراقية الايرانية اولا ومن ثم العلاقة الايرانية العراقية ثانيا ، فلم يزل العراق الجديد ومع الاسف وفي كل مفاصله الدبلماسية والسياسية ، والاقتصادية والصناعية والعلمية والثقافية .... متلكئا ومترددا ومتراجعا بصورة ان اخضعناها للبحث والدراسة والتأمل ، فنحن سوف لن نخرج بنتيجة الا نتيجة واحدة لاغير ،هي فشل الدولة العراقية بممارسة الكيفية الايجابية في الاستفادة من طاقات ايران الكبيرة ، وبما يعود على العراق وشعبه ، بالخير والنماء والعمران ،والتطورّ الاقتصادي والامني والعسكري والسياسي كذالك ؟!!.والاّ وبنظرة متأنية وواقعية وبراغماتية ايضا لجميع الدول التي تحيط بجمهورية ايران الاسلامية وكذا البعيدة عنها جغرافيا سنكتشف ان دولة كتركيا او دولة كسوريا او دولة كالكويت او دولة حتى كافغانستان او دولة كفنزويلا في اميركا الجنوبية ، تمارس اعنف طاقة لديها سياسيا واقتصاديا وصناعيا وتجاريا وعلميا ........الخ بالانفتاح على المخزن الايراني كي تستفاد منه باقصى طاقة ممكنة وهي دول في معظمها فقيرة بتروليا وبشريا ومواردا اقتصادية اذا قيست ببلد كالعراق ، بينما العراق والذي حباه الله هذه الخيرات الجسام يقف متفرجا مترددا في علاقاته مع هذا البلد الكبير والعملاق ولايحاول الى هذا اليوم من ايام التغيير في العراق وبعد سبع سنوات منه بالانفتاح الجادّ والواقعيّ والمستفيد ...من المنجم الايراني المليئ بكل مايحتاجه العراق اليوم وفي جميع مفاصله الاقتصادية والعمرانية والصناعية والتجارية والعلمية ...والتي كلها بحاجة واقعية للمساعدة من خارج العراق وفي نهضته الجديدة !.نعم من حقنا كعراقيين ان نتسائل عن اسباب ودوافع هذا التلكئ العراقي والتردد في فتحه لعلاقات اكثر حركية وايجابية على دولة جارة ( جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة ) بامكانها ان توفر الكثير للشعب العراقي ، ومصالحه واقتصاده ، وصناعته وعمرانه ، بينما تنفق نفس مؤسسات هذه الدولة العظيم من الوقت والجهد ،لفتح علاقات مع دول ليس للعراق والعراقيين اي منافع اقتصادية او صناعية او تجارية او علمية حقيقية تعود منافعها على هذا الوطن وهذه الامة المسماة عراقية ؟.مرّة اخرى نقول : ان الشعب العراقي ، ومصالحه هي الاولى ان تغتنم الفرصة الايرانية ، التي تقف امام الباب العراقي فاتحة ذراعيها لكل مافيه خير العراق والعراقيين ، اقتصاديا وعلميا وصناعيا وتجاريا...... والتعلل بالاعذار السياسية للانغلاق عن الثروة الايرانية وما تمثله اليوم من مصلحة حقيقية للعراق الجديد ، هي اعذار وعلل واهية ، واقل مايقال عنها انها اعذار لاتمت للفكر السياسي والاقتصادي الذي يريد ان ينهض بعراق جديد باي صلة اذا لم تكن اعذارا خُلقت لضرب مصالح الشعب العراقي وتطوير واقعه المهدّم والمحتاج فعلا لان ينفتح على تجارب دول الجوار التي توفر له الدفع نحو النهوض واللحوق بالامم والى اين وصلت ، وهذا ماتحتاج فهمه وادراكه اليوم دولة العراق الجديد !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2009-12-23
حتى لايقول للحكومة الاعلام انكم صفويون لذلك فانهم يحاولون ان يرسلوا رسالة بانهم على نهج صدام في معادات ايران الاسلامية. لا اعرف مانوع هذا المرض. الايرانيون اكثر كفاءة من غيرهم ورغم ذلك لايفضلون في الاستثمار. تتسارع الشخصيات العبقرينوية في اتهام ايران بمجرد اي خبر كاذب او اية دعاية او اي مشكلة يمكن حلها. معلوم بان اكثر الدول التي دعمت وتدعم العراق سياسيا واقتصاديا هي ايران مقارنة بغيرها من الدول. حرب صدام ضد ايران ضربت شيعة العراق وشيعة ايران وخرج منها النذل صدام ضاحكا على الجميع لعنه الله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك