المقالات

ليس دفاعا عن السيد عبد العزيز الحكيم..!

1995 16:36:00 2006-09-25

( بقلم : جواد السعيد )

مرورا على الأحداث التي مر بها العراق منذ تسلط البعث الفاشي الى يومنا هذا.. نرى القليل من الرجال الذين صمدوا بوجه الطاغوت وتحملوا الكثير وقدموا قرابين فداء للمبادئ التي يحملونها ولم يتنازلوا قيد أنملة عنها ، وكثير هم الرجال الذين تقلبت بهم الأحوال من أقصى اليسار الى أقصى اليمين فتارة في أحضان الشيوعية وأخرى في أحضان صدام وعملاء للبعث ومخابراته، ومرة يحاربون الأمبريالية والأستعمار الجديد وهم الآن من دعاة الديمقراطية والليبرالية ، ومن الشيوعية الى الأسلام الأصولي المتشدد ومقلدين لعلماء ومراجع وهكذا دواليك... ولوشئتم لألفتم كتبا ضخمة عن هؤلاء المتذبذبين والذين لحد الآن لايعرفون أين هم ، وانقضى بهم العمر وشاخوا في دراسة نظريات علماء عصر النهضة ولم يستطيعوا فهمها وتحليلها أو نقدها أو يخفوا إعجابهم بها، وتصورا أن الدنيا توقفت عند أفكار ونظريات جان جاك روسو وهوبز وآدم سمث وجان لوك وماركس وغيرهم.

ولكن تعال وانظر لمن تمسك بصراط واحد وأيقن هذا هو طريق الخلاص وتحدى الدنيا ولازال يجهد من أجل الدفاع عن معتقده ومنهم سماحة السيد عبد العزيز الحكيم اذ كلما سقط شهيد من آل الحكيم كلما ردد هيهيات منا الذلة ، وكلما هزأ منه الآخرون تيقن أنه على حق وازداد صلابة في مواقفه، صلابة تعلمها من أستاذه الكبير ومربيه ومعلمه الوحيد شقيقه الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه.الذي يتهم السيد عبد العزيز الحكيم أنه من دعاة تقسيم العراق أو يتهمه أنه طالبا للزعامة على إقليم الجنوب لثراء هذا الأقليم، نقول أن السيد عبد العزيز الحكيم لايحتاج الزعامة بقدر ماهي تسعى إليه وتحتاجه وهو ليس محتاج الى الجاه والعنوان بل عنوانه عال باق على مر العصور فهو أبن زعيم الشيعة وأمامها ومرجعها وجاهه لايتمتع به أي عراقي في الوقت الحاضر مهما علا جاهه عند أكبر وأعلى هيئة في الأرض، وجاه السيد عبد العزيز الحكيم عال عند الله تعالى لخلاص نيته وتفانيه في سبيل أبناء العراق إضافة الى علو جاهه وشأنه عند العباد الذين عرفوه عن قرب. أما الثراء فهو ليس بحاجة الى الثروة بحكم تراثه المرجعي الذي نوهنا عنه ولو أشار بيده الى الملايين من تجار الشيعة من الهند والباكستان والخليج وأوربا لأغدقوا المليارات تحت قدميه وعاش في ترف هو وآل الحكيم الى آخر جيل فيهم وتركوا مخاطر السياسة التي كلفتهم دماء غزيرة لم تتحملها عائلة عراقية أخرى غيرهم في سبيل العراق ودفاعا عن اسلاميته وعروبته.

أما من يتهمه أن مشروعه في الفدرالية هو مشروع أمريكي فنقول لهم لا لأن أمريكا اذا أرادت أن تنفذ مشروعا لها فهي تعرف رجالها الطيعين لها والحريصين على خدمتها والسيد عبد العزيز الحكيم ليس من هذا النوع. أما من يقول أن مشروع السيد عبد العزيز الحكيم للفدرالية هو بدفع إيراني ورغبة ايرانية في تفتيت العراق كي يضعف أمامها فهؤلاء أما لايفهمون في الجيوبولوتيك أو عروبيون مفلسون يضربون على وتر القومية المقيته التي عاشت على خلق الأزمات وجرت العرب الى متاهات وحروب مع جيرانهم وأنزلت مقامهم أسفل سافلين ، وفي الواقع أن ايران تعارض المشروع الفدرالي لسبب بسيط جدا أنها تخشى من التقسيم لتعدد قومياتها. فكيف يكون تارة أمريكي وأخرى يراني والأثنان على طرفي نقيض؟؟..!!السيد عبد العزيز الحكيم يمثل قمة الأداء السياسي الراقي حاليا تمثل في الصبر والتحمل من أجل العراق وبذل ما بوسعه ولايزال في تحصين أتباع أهل البيت في العراق ومشروع الفدرالية ليس تقسيما للعراق كما يشيع أعداءه والناقمين عليه بل هو توحيدا للعراق وحفظا له وحقنا لدماء أتباع أهل البيت في العراق، والسيد عبد العزيز الحكيم رجل يتعامل مع الواقع ولايحلم كما يحلم الطوباويون والأمميون الذين لايفرقون بين ميسان وشيلي ويشتمون الرأسمالية وهم يعيشون في كنفها أو الذين يحلمون بالوحدة العربية وهم يقتلون العرب ألف مرة في اليوم ويمزقونهم إربا من الصدامين والبعثفاشين، أو دعاة الوحدة الأسلامية ولايفرقون بين أفغانستان والمغرب والبوسنة ويقتلونهم بالمفخخات والأحزمة الناسفة ، أو من الذين يحلمون بحكم العراق حكما مطلقا شاملا تحت مسميات اسلامية أو وحدة وطنية هزيلة ، الحكيم رجل براغماتي فهم السياسة واكتشف اللعبة وهو الوحيد الذي لديه مشروع سياسي دون غيره من سياسي الشيعة أو سياسي العراق، نعم مشروعه الفدرالي هو الوحيد الذي ينقذ العراق من الفتنة والتقسيم نتمنى على جميع السياسين العراقين والمخلصين أن يتفهموا ما يدعو له سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ويكفوا عن مهاجمته واتهامه بقصد القضاء عليه والألقاء به خارج الساحة السياسية فأنهم بفعلهم هذا واهمون فليس لهم بعد الحكيم رجلا يحرص على وحدتهم وليس لهم من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم.

كما لا أعتقد أن السياسين العراقين الحالين وأعضاء مجلس النواب المبجلين لحد الآن لم يفهموا الفدرالية وأنواع الدول والأنظمة الدستورية في العالم ولم يبحثوا في المصادر السياسية عن الموضوع أو يكلفوا أنفسهم مشقة قراءة كتاب واحد عن الفدرالية ليعرفوا فوائدها ومميزاتها..!!ولكنهم يحاربون المشروع لا لشئ سوى أن الذي تبناه هو السيد عبد العزيز الحكيم وبعضهم يعضون أصابعهم عليه من الغيض حسدا من عند أنفسهم، معنى هذا أن محاربة المشروع الفدرالي وإعاقة تنفيذه ينطلق من مبدأ:( ليس حبا بمعاوية بل بغضا لعلي).جواد السعيد – السويد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Haitham
2006-09-25
اي والله رحم الله والديك نسأل الله ان يحفظ لنا السيد الحكيم من كل مكروه امين يارب العالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك