المقالات

في ذكرى الحسين (ع) عَبرة وعِبرة واستنهاض


إدريس الحساني

كذب الموت فالحسين مخلد كلما مرّ الزمان ذكره يتجددتمر الذكرى عبر التأريخ لتشحذ فينا الهمم ، وتعيد للذاكرة ملحة بطولية حققت كل أهدافها المقدسة ، وسطرت أروع صور الشجاعة والإباء في معركة غير متكافأة ، تركت للأمة إرثاً لا يدانيه إرث وصورة ناصعة عن الإسلام وانكشفت حينها أقنعة النفاق حتى قالها بطل تلك الملحة ( يا شيعة آل أبي سفيان ) . ونحن اليوم في ذكرى الحسين (ع) لا بد لنا من وقفة نستجمع فيها قوانا ونستثمرها لتكون عِبرة ودرساً في حياتنا الاجتماعية والدينية والسياسية والعسكرية في ظل خطط الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ومراعاته لكل القيم الإنسانية والدينية وإدارته السياسية لتلك المعركة والأبعاد العسكرية ونضوجها وكأنها معركة بين طرفين متكافئين . ومن طرف آخر نستثمرها لتكون عَبرة باعتبارها مصاباً مفجعاً لا مثيل له ، ذهب ضحيته سبط النبي (ص) وثلة طاهرة من آله وصحبه وأنصاره ، على يد أعتى طاغوت عرفه التأريخ استباح حرمات الله ، وسفك دم الأطهار في معركة غير متكافئة .ومن جانب ثالث فلا بد من الاستفادة من هذه الذكرى لاستنهاض الأمة وبث روح التضحية والجهاد فيها من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى ، فكربلاء الحسين شملت جميع الجوانب فللحزن مكان ( ولمثله فليكِ الباكون وليعج العاجون )، وللدرس مكان تستلهم الأمم منه دروساً فريدة تغير مجرى التأريخ ، ناهيك عن استلهام روح التفاني من أجل القيم العليا ( والجود بالنفس أقصى غاية الجود ) . في ذكرى الحسين (ع) يتوجب علينا أن نطبق المبادئ الحقة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين ( ع) ، وأن نجري مسحاً ميدانياً على أرض نفوسنا ومعتقداتنا وسير حياتنا ونتسائل بعد ذلك ما مدى انسجامنا مع هذه الثورة وما أرادت تحقيقه على الواقع المعاش ؟ وهل أننا نقف فعلاً مع جيش الإمام الحسين في معركته ضد الظلم والطاغوت ؟ وهل أننا شخصنا الإمام الحسين (ع) وإن كان عدد جيشه أقل بكثير من جبهة الظلم والاستبداد ؟ وهل إننا في منأى عن قول الإمام : يا شيعة آل بني سفيان ؟ حينها يمكن أن نقول أننا استثمرنا الذكرى ووفينا للإمام الحسين (ع) وأهدافه المقدسة وأننا لا زلنا على العهد الذي قطعناه مع صاحب الذكرى وأننا على الدرب سائرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك