المقالات

المتاجرة بالدماء


منى البغدادي

يقال في الشريعة الاسلامية انه لا تقية في الدماء والفروج وهي قاعدة منطقة وشرعية وعقلية فمهما كانت التقية وحفظ النفس فهي لا تكون على حساب الدماء كمن يقال له لو لم تقتل فلاناً فسنقتلك فليس ثمة تقية او مبرر لقتل الاخرين حفاظاً على النفس.واذا منعت الشريعة التقية في الدماء وهي محقة ومقدسة فاننا نقول لا تسوية سياسية وتسوية في دماء الابرياء ولا يمكن ان تكون الدماء وسيلة للارباح والمتاجرة والصفقات السياسية.واذا كان هناك من يحاول اخفاء نتائج تحقيقات تفجيرات الثلاثاء الدامي لاسباب سياسية او تسويات او صفقات لمنع تدهور النسيج الاجتماعي بحسب زعمهم فان هذه مغالطات يراد منها تبرير الاخطاء لاخفاء التحقيقات المذكورة.والمستغرب في هذا السياق ان دعاة هذه المغالطات يتصورون بل يتوهمون بانه مجرد الكشف عن حقيقة وطبيعة الجهات السياسية التي تقف وراء هذه التفجيرات سيفجر الاوضاع الداخلية ويعيد الشد الطائفي وتعقيداتها الخطيرة في الواقع العراقي من جديد.والمستغرب في هذا السياق ان اخفاء الحقائق عن شعبنا بهذه الذرائع لم ولن يمنع التفجيرات القادمة لايادم داميات بل سيشجع اولئك الارهابيين والسياسيين المستثمرين والمخططين على التمادي بشكل ابشع في ارتكاب جرائم ابادة اخرى في الايام القادمة ولن يوقف نزيف الدم العراقي اليومي.المتاجرة بالدماء واشلاء الابرياء متاجرة خاسرة وفاشلة ولا يمكن ان تخدع العراقيين جميعاً وقد حاول النظام البائد ذلك وتاجر بضحايا العراق من الاطفال بسبب الحصار الجائر على العراق الذي كان صدام المقبور السبب المباشر على فرضه على العراق واستغل هذا الحصار لتجويع شعبه بينما كان يبني القصور الكبيرة في بغداد وبقية المحافظات في ظروف الحصار الجائر.هذه الاساليب الخاطئة والكارثية ينبغي مواجتها بقوة وشدة وان المجاملة فيها او السكوت عليها جريمة اخرى وخيانة للامانة.ان السكوت على الحقيقة واخفائها يعني الاستخفاف بدماء الابرياء الشهداء ومكافئة للقتلة المجرمين وهذا يضعنا امام حقائق خطيرة واختبارات عسيرة امام اولئك الارهابيين والصداميين الذين لا يقبلون باقل من استلام السلطة واعادة المعادلة السابقة بكل ظلمها وظلامها وهذا لم ولن يتحقق مهما كانت الاسباب والمبررات ومن يفكر بذلك فهو غارق في مستنقع الاوهام لاننا لن نصبر طويلاً امام تمادي الاخرين او صفقاتهم السياسية او تسوياتهم المغرضة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟
2009-12-15
بكلام قليل وذي مغزى كبيرأعتقد ان هدر كرامة الشعب وشموخه وعنفوانه وجعله العوبة للكسب المشين وهدردماه أنهارا هماوجهان لعملة حسأواحده أتذكرالمنظرالمقيت في زمن المسخ الدنس العبيط بأطفاله وسط القمامات باحثين عن لقم عيش عوائلهم المعدمه واذابالمسخ في عربة ذهبيه ألح الشعب الجائع ألاأن يتبرع بهاله وصدح الشعراءماشفنه الفرح ألابزمانك؟ وارتفعت القصورللسجده والركوع والقنوت لحجاج وشمروهارون ويزيدزمانه الى جانب يخته في الريفيرا وقصورحفدته ونجاساتهم أنعيدصداديم النجاسة في قمم المسؤوليه؟ اوقفواالفيتوحالا؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك