المقالات

هدفهم حكومة طوارئ


محمد حسن الموسوي

التفجيرات الارهابية التي حدثت يوم الثلاثاء والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء بين شهيد وجريح تختلف عن سابقتها من التفجيرات رغم تشابهها جميعا في الاسلوب. فتفجيرات الاربعاء والاحد التي طالت مؤسسات الدولة من وزارات كانت تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار بعد التحسن الامني الملحوظ الذي انجزته حكومة السيد المالكي والذي على ضوءه حققت قائمة السيد رئيس الوزراء فوزا واضحا في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الجاري. اذن رسالة تفجيرات الاربعاء والاحد الدموية تمثلت بتجريد السيد المالكي من ورقة الانجاز الامني وبالتالي زعزعة ثقة المواطنين به وبحكومته. اما تفجيرات يوم الثلاثاء فتحمل رسالة مختلفة تماما اذ هدفها سياسي محظ وبدعم اقليمي ويتمثل بإعلان حالة الطوارئ في العراق ومن ثم تشكيل حكومة طوارئ تأتي بأشخاص موالين, وتوقيت التفجيرات يدل على ذلك حيث انها جاءت بعد حصول اجماع وطني من خلال اقرار جميع الكتل البرلمانية على تعديلات قانون الانتخابات.

ان انفجارات الثلاثاء الارهابية هي بداية لسلسلة من العمليات الاجرامية التي ستشهدها العاصمة بغداد في الايام القادمة, وكلما اقتربنا من يوم موعد الانتخابات كلما ازدادت شدة وهمجية ودموية التفجيرات والهدف من وراء ذلك منع تحقيق الانتخابات وبالتالي تأجيلها مما يعني ادخال العراق في فراغ دستوري وسياسي والسيناريو المعد لذلك يقوم على فكرة اقناع الامم المتحدة عبر دول معروفة بان العراق غير مهئ لإنجاز الانتخابات بسبب تردي الوضع الامني الناشئ عن كثرة التفجيرات الارهابية وبالتالي ارغام القوى السياسية العراقية على القبول بفكرة تأجيل الانتخابات الى حين حدوث الاستقرار الامني وخلال ذلك يتم اعلان حالة الطوارئ وهذا معناه حدوث فراغ دستوري وسياسي يُملأ عن طريق دعوة مجلس الامن الى التدخل بأصدار قانون يخول القوات المتعددة الجنسية وتحديدا الامريكية المتواجدة في العراق ادارة دفة الامور في البلاد مباشرة اي تدويل (القضية العراقية) وهذه_اي القوات الامريكية_ بدورها ستعمل على تشكيل حكومة طوارئ لتمشية امور البلاد يخول امرها الى شخص ذو ميول قومية مقبول عربيا وتحديدا خليجيا ومرضي عنه من قبل ازلام النظام البائد ان لم يكن منهم .

هذا السيناريو المبيت هو اقصر الطرق للانقلاب على العملية الدستورية الشرعية القائمة حاليا والعودة بالعراق الى حظيرة الانظمة الديكتاتورية. هذا ما هدفت اليه تفجيرات الثلاثاء, انها البداية المشؤومة لآخر محاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء. فهل سيسمح العراقيون لهذا السيناريو الشرير بالنجاح ام سيتصدون له؟ ثقتنا بشعبنا عالية ولن يسمح لدياجير الظلام ان تخيم عليه ثانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك