المقالات

أمريكا و"جوكر" الوقت الضائع


شلال الشمري

إذا لم تكن الاصطفافات مذهبية طائفية ذات طابع ديني ، فإنها بالتأكيد ما زالت جهوية تحتفظ بذات الاصطفافات الشيعية والكردية والسنية ، تتدافع على السلطة بغض النظر عن " مدة الصلاحية ـ أكسباير " هذه الوجوه ونياتها في تكريس دويلات المحاصصة ومؤشرات بقاء السياسة التوافقية المدمرة جسَّدت أسوأ نظام من المؤسف أن يُطلَق عليه كلمة ديمقراطي . في مقال سابق أشرنا إلى أن أطراف " الحرب الديمقراطية " لن تتوانى في استخدام أبشع أساليب الفتك والقتل في صراعها الانتخابي ، فكانت ذروتها أحداث يومي الأربعاء والأحد الداميين ، وما رافقهما من سلسلة الاغتيالات والتفجيرات " وموضة " اختطاف الأطفال وتعطيل القوانين ، وحتى عمليات استجواب وزراء التجارة والكهرباء والنفط التي اتسمت بالطابع التشهيريِّ جيرت ضمن الحملة الانتخابية ، وعندما هدأ غبار هذه الحرب تكشفت الاصطفافات والكتل ، واتضح حجمها وشكلها ورغم إدعاءاتها أنها تضم أطياف الشعب كافة ، فنحن إزاء الواقع " وفسَّر الماءَ بعدَ الجهدِ بالماءِ " وفشلت محاولاتهم في تمويه الهوية الطائفية والإثنية القومية . عندها عمدت أمريكا إلى طرح " الجوكر " في الوقت الضائع ؛ لإعادة التوازنات وترجيح طرف على آخر ، أو على الأقل إعادة حالة التوازن التي ترجح النظام التوافقي الفاسد ، ونحن ليس أمامنا إلا السعودية نكيل لها اللعنات والاتهام بحجة الوهابية الطائفية ، وأعجب ما يمكن تصوره أن تقف السعودية نداً أمام المشروع الديمقراطي الأمريكي في العراق !! وعرشها أوهى من بيت العنكبوت ؛ لما تمثله من نظام يحاكي أنظمة الحكم في العصور الوسطى ، واحتكامها على مخزون الطاقة عصب الحياة في العالم ومنبع للفتاوى الفاسدة ومفقس للإرهابيين والتكفيريين يموِّل الصراعات الطائفيَّة في أنحاء العالم ، ومظلمة وقتل للحريات والفكر داخل الجزيرة العربية . إن أمريكا بعد أن أصرَّ الإسلام السياسيُّ التشبث بالسلطة لجأت إلى ترجيح كفة أيِّ طرف يبتعد عن الغطاء الدينيِّ ، وهذا ما كان من خلال دعم مطالبة نائب رئيس الجمهوريَّة طارق الهاشمي بزيادة حصة المقاعد لعراقيي الخارج ؛ تمهيداً لصعود أطراف جديدة تطالب منذ حين بميراث حزب البعث بعد أن تكشَّف أن أصوات الداخل تحت السيطرة ومحدوديَّة التلاعب بها . لقد تسربت خيوط العلاقة بين أمريكا والبعثيِّين ، فتارة نجد النفي وتارة أخرى نجد الإثبات ، ويبدو أن الأمريكان وجدوا أن القيادات البعثيَّة في الداخل يمكن أن تؤدي دوراً فاعلاًَ إذا ما جيرت لصالحها أصوات عراقيي الخارج ، وتقلب الطاولة على رأس الإسلام السياسيِّ . عندها يعيد التأريخ نفسه عندما بكى الأمير أبو عبد الله الصغير عند خروجه من غرناطة مسلِّماً إياها للفاتحين الجدد ، لينهي آخر عهد للمسلمين بالأندلس في1/2/ 1492م ، فقالت له أمُّه : إبكِ مِثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعا لم تُحافِظْ عليهِ مِثل الرجالِ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك