المقالات

نتائج الاجتهاد الخاطئ وضغط العاطفة الصادقة

1834 19:27:00 2006-09-23

( بقلم : عدنان آل ردام العبدي / رئيس اتحاد الصحفين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )

ربما كنا أول من أشار صراحة الى خطورة الاجتهاد غير النزيه بالقانون القضائي وضغط العاطفة الذي يولده ذلك الاجتهاد في نافذتنا المنشورة قبل عشرة اعداد تقريباً.التحذير جاء بعد ان لاحظنا الانزلاق الأول للقاضي الرئيسي للمحكمة الجنائية العليا المختصة بمحاكمة صدام، والذي تنبأنا من خلاله بأن القاضي تكاد تكون مهمته اعطاء شهادة حسن سلوك لصدام او وضع المشتكي موضع المتهم وتوبيخه للادعاء العام الذي يمثل في هذه القضية بالخصوص الجانب الانساني كله باعتبار ان المحاكمة المقامة حالياً مختصة بمقاضاة مجرمين تسببوا بجرائم شن الحروب ضد الانسانية واستخدام اسلحة الدمار الشامل..

يبدو أن القاضي لم يكن مصيباً عندما اشار في الجلسة الخامسة انه الوحيد الذي يستطيع أن يضع المحاكمة بالاتجاه الذي يريد وكل شيء ما عداه ليس ذا قيمة ان كان عواطف بشرية مليونية او نظام قضائي يخضع له اداؤه، او ادعاء عام يمثل الحق الانساني وحق الدولة او مشتكون يطالبون بالحق الشخصي او ورثة مشتكين لملموا أشلاء ضحاياهم بايديهم او ارواح مئة واثنين وثمانين الف ممن ازهقت ارواحهم الغازات السامة والاسلحة الفتاكة والقسوة البعثية المفرطة.

نعم القاضي يمتلك مساحة واسعة من الصلاحيات في الممارسة والاداء وحتى الاجتهاد، ولكن ذلك لا يعني بأن هذه المساحة القانونية تتيح للقاضي ان يحوّل من من خلالها أخطر مجرم عرفه التاريخ العراقي المعاصر الى بريء بشهادة القاضي الذي قال أنه لا يرى في صدام دكتاتوراً.

لقد حذرنا من المنهج الذي سلكه القاضي العامري الذي تسببت ردوده على الادعاء العام والمشتكين معاً بتمادي المتهمين ليزدادوا ابتزازاً ونابية ضد الضحايا بل وشجعهم ليس فقط بالخروج عن جوهر القضية انما بتوجيه التهديد لكل من الادعاء العام والمشتكين بل وربما للقاضي نفسه دون ان ينبري القاضي بالرد على هكذا صلف ووقاحة ونابية أتاحتها المحكمة لمجرمين محترفين كصدام وعلي كيمياوي.نتائج الاجتهاد غير الواقعي وعدم الاكتراث لضغط العاطفة البشرية العراقية المنكوبة والآليات القضائية العليا لم تتح للقاضي الاستمرار بنهجه الابتزازي للمتابع الى ما لا نهاية فلا يوجد بكل اصقاع الدنيا نظام قضائي فيه هذه الدرجة من الميوعة والابتزاز النفسي الذي ظهرت عليه محكمة الجنايات التي قادها القاضي عبد الله العامري وهو يدرك حقيقة صدام ورجاله وحقبته ليس من خلال الوثائق والافادات فقط انما من خلال معايشته لتلك الحقبة التي يقول عنها بانها كانت لا تنتمي لدكتاتور.

النقطة الاهم ان الادعاء العام الذي طالب في احدى مداخلاته القاضي بالتنحي عن القضية قد انتصر وبانتصار الادعاء انتصرت ارواح الضحايا والروح البشرية العراقية وغير العراقية في كل مكان فيما كان المهزوم من كان يعتقد انه وحده الذي يمتلك حق تحديد المسارات في جريمة تعد واحدة من بين اكبر عشرة جرائم عرفها العالم منذ تكوينه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك