( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
اخيراً وإن جاء متأخراً إنتباه دول الجوار العراقي الى جسامة الخسائر التي يتعرض لها العراقيون يومياً على ايدي الارهابيين التكفيريين الذين عبروا حدود هذه الدول الى الداخل العراقي ليزرعوا الدمار والخراب ويسفكوا الدماء ويمارسوا أبشع الجرائم الهمجية ضد الابرياء في المساجد والحسينيات والاسواق والمدارس ومؤسسات الدولة وغيرها.
انتبه السادة مسؤولو دول الجوار العراقي الى الخطر الحقيقي الذي سوف يطال شعوبهم ومؤسساتهم اذا ما اتسعت دائرة تحرك هذه الزمر الضالة التي بدأت تولي الدبر مهزومة ذليلة تحت ضربات القوات العسكرية العراقية الوطنية التي لم تسمح لها ولو للحظة واحدة الى التقاط أنفاسها بعد تشديد القبضة الحديدية التي زادت من خناقهم وأجبرتهم على لعن الساعة التي تورطوا بها بدخول وادي موت المجرمين القتلة، وربما لينتقلوا الى داخل دول الجوار لممارسة الجرائم طالما هناك من يمولهم ويحضنهم ويقدم لهم التسهيلات.
إن اجتماع وزراء داخلية دول الجوار العراقي وبعد هذه اليقظة المتأخرة جداً الذي اتخذ العديد من القرارات التي نتمنى أن لا تبقى حبراً على ورق او شعارات تطرح إعلامياً لامتصاص نقمة الشعوب سوف تدق اذا ما صدقت النوايا المسمار الاخير في نعش الارهاب، فقرارات هذا الاجتماع اكدت على ايجاد رابطة اتصال بين العراق ودول الجوار لتبادل المعلومات الاستخبارية وتدريب الضباط العراقيين في الاكاديميات العسكرية لهذه الدول ومتابعة الجوازات المزورة التي يستخدمها الارهابيون في تنقلاتهم بين دول المنطقة والتي يتسللون بها الى العراق ومراقبة الحدود المشتركة وهذا اذا ما حصل فمعنى ذلك أن البركة الآسنة التي استفاد منها الارهاب سوف تجفف بالكامل .
إن تأكيد تركيا وإيران والسعودية وباقي الدول الاخرى بأن الخطر سوف يداهمهم اذا استمرت هذه الجرائم والاعمال الارهابية ولا بد من الوقوف مع العراق لدحر الارهاب وهذا ما سوف يعيد المنطقة وشعوبها الى الاستقرار والامن ودحر قوى الشر والظلام التي تتربص بالمنطقة عموماً، هذه القرارات اذا ما طبقت فسوف نرى في الايام القليلة القادمة بشائر الخير تعم العراق وتعم المنطقة بأسرها.
أما على مستوى العامل الدولي فقد بدأت خطوات هامة جداً تمخضت عن مؤتمر عرض العقد الدولي مع العراق الذي عقد في مقر الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والذي حضره الرئيس العراقي الاستاذ جلال الطالباني، فقد أكد السيد الامين العام للامم المتحدة كوفي آنان ان الاجتماع الذي شاركت فيه اكثر من ثلاثين دولة قد أتخذ قرارات هامة منها دعم الحكومة العراقية ومساعدتها في حل القضايا الدستورية وخاصة فيما يتعلق بالنظام الفيدرالي وتوزيع الثروات وتحقيق المصالحة الوطنية.
هذه القرارات الاقليمية والدولية لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت بناءً على القناعة التامة بأن العراق يسير في الاتجاه الصحيح سياسياً وأمنياً وأقتصادياً وإن القادة السياسيين وخاصة في الحكومة الوطنية متماسكون جداً ويتمتعون بقاعدة شعبية واسعة وعريضة وأصبح العالم كله يضع ثقته الكاملة بالحكومة العراقية المنتخبة التي جاءت عن طريق صناديق الاقتراع وليس بانقلاب عسكري كما هو حال الانظمة الدكتاتورية السابقة.نقول ان العالم بأجمعه بدأ يتلمس بالفعل معاناة العراقيين اليومية وهو يحرص اكثر من أي وقت مضى على مساعدة الشعب العراقي في التخلص من كل مشاكله وبناء دولته الجديدة.
https://telegram.me/buratha