( بقلم : علي حسين علي )
بعد زلزال اسقاط أعتى نظام حكم استبدادي طائفي شوفيني في العراق، وبعد زوال المعادلة الظالمة المتمثلة في تسلط الأقلية بالقسر والعنف والقهر على الاغلبية..بعد ذلك نشطت حركتان ارهابيتان لقلب المعادلة الحالية من جهة، ولاستعادة حكم البعث الصدامي من جهة أخرى.
احدى هاتين الحركتين الارهابيتين هو الخط البعثي الصدامي الذي يمثل الخطر المحدق بالمعادلة الجديدة وهو يعمل بكل جهده من أجل العودة الى الحكم بأي وسيلة كانت ومهما ترتب عليها من ابادة وقتل على الهوية وتدمير بنية الدولة الاساسية..البعث الصدامي الذي عرف عهده بعهد المقابر الجماعية يحمل ذات الفكر التدميري الارهابي الذي قاد البلاد والعباد الى الحروب والكوارث مع دول الجوار والابادة الجماعية بالكيمياوي في حلبجة ومن بعدها الانفال للعراقيين الكرد، وبالمقابر الجماعية والتهجير القسري والاعدام الذي بلغ أعلى نسبة له في العراق..والسجون والعذاب بالنسبة للشيعة..هذا البعث الصدامي ينشط الآن علناً وبكل عنف ليمارس عمليات القتل والفجير والذبح على الهوية..وقد وجد توأمه في التكفيريين الذي خسروا السلطان الذي ظلوا وطوال أربعة عشر قرناً يتحكمون بالعراقيين ظلماً وقهراً وقسراً وابادة أيضاً..هذان الصنوان، البعث الصدامي، وتنظيم القاعدة الوهابي الارهابي التكفيري يعملان سوية وعلانية باتجاه واحد هو تدمير دولة الاغلبية بنية العودة الى حكم العراق بالنسبة للبعثيين الصداميين، وتغيير المعادلة واسقاط دولة الشراكة الشيعية والكردية والسنية وجميع طوائف واقليات العراق القومية..فهذه الدولة الجديدة مستهدفة من محوريّ الشر- كما يوصفان من قبل المراقبين السياسيين- فالخط البعثي يقاتل بأي شكل ولا يهمه شيء مثل قتل طفل أو امرأة أو شيخ، المهم عنده أن يعود الى الحكم..وقد عادت اجهزته الأمنية والاستخبارية السابقة لتعمل فوق الأرض..وغايتها هي العودة الى تسلم السلطة حتى ولو على بحار من دماء وبأي ثمن.
أما الهدف الذي يحرك الارهابيين التكفيريين من عصابات القاعدة الظلامية فهو إقصاء الشيعة وابعادهم عن المسرح السياسي، فالتكفيريون يرفضون تماماً حكم الاغلبية وهذا الفكر الظلامي ينطلق من منطلق تأريخي عمره اكثر من الف وأربعمئة سنة، كان العراق خلالها ينتمي الى مذهب واحد حاكم ولا مجال للآخرين في كمشاركة في الحكم، ولهذا ترى التكفيريين يرفضون أي طرح يعطي للمذاهب الاسلامية الأخرى أية فرصة في تولي الحكم حتى وان كان عن طريق الاقتراع، وهو الطريق المشروع والعادل في القرن الأول من الالفية الثالثة..فالتنظيم والفكر التكفيري لا يريان أي مذهب أو عقيدة تختلف معها حتى ولو كان ذلك في الجزئيات، لا يريان فيها حقاً، بل ان كل من يخالفهما فهو على خطأ، والصواب محجوز ومحتكر لديها.
إذن، البعث أولاً والتكفيريون ثانياً هما العدوان الأكثر حقداً وضراوة على الشعب العراقي، وكما ذكرنا فان من المستحيل أن يصل إي طرف معهما الى حالة توافق وسطية، فنظريتهما ووجودهما في حقيقة الأمر يعتمد على نظرية: اما نحن واما هم..أي لا يمكن أن يظل أي طرف يشعر بالامان إذا ما ظل هذان العدوان بأمان. فالبعث لا هدف له غير العودة الى السلطة بأي ثمن وحتى على اشلاء العراقيين..والتكفيريون يريدون قلب المعادلة الحالية المنصفة لمكونات الشعب العراقي، ولا يقبلون بأي حل .
من هنا نعتقد بأن من يتوقع أن تنصلح حال هذين الطرفين الارهابيين انما هو على خطأ كبير، فلا صلاح لأي منهما، حتى وأن قدم لهما ما يريدان أو يرغبان به، لأن اهدافهما معروفة وهي العودة الى الحكم من دون شريك وبنفس صيغة حكم الطاغية الساقط صدام بالنسبة للبعثين الصداميين، أما بالنسبة للتكفيريين فلن يرضيهم غير ابادة الشيعة واقصائهم والعودة الى السلطة الطائفية الظالمة المتوحشة والتي تكفر الجميع وتطلب رأس الجميع..وإن أي تنازلات تقدم لهذين الطرفين الارهابيين غير مقنعة بالنسبة لهما، لأن المقنع الوحيد هو الابادة والاستئصال والاستئثار بالحكم والسلطة.
https://telegram.me/buratha