المقالات

لماذا الانتخابات


خضير العواد

أجراء الانتخابات في أي بلد من العالم يعطي أنطباع على أن المنتخب سوف يمثل المنتخبين له ويقوم بالاعمال التي يردون القيام بها , أي ان الشعب يجعل ممثلين له لكي يقوم بما ينصب في مصلحته أو يدافع عن حقوقه , وهذا ما يفهمه كل أبناء المعمورة ولكن الذي يحدث في العراق لايفهمه أحد فالبرلمان العراقي المنتخب من قبل الشعب والممثل له لا يستطيع أن ياخذ أي قرار الا بموافقة المجلي الرئاسي وهذا المجلي الغير مغطى دستورياً عنده سلطة أعلى من البرلمان ورئاسة الوزراء , فالبرلمان الذي يمثل كل الشعب بجميع طوائفه ليس له الحق ان يصدر اي قرار الا بموافقة المجلس الرئاسي بجميع اعضاءه الثلاث , فعندها نلاحظ ان البرلمان العراقي ليس عنده سلطة تشريعية لان الذي يمتلك هذه السلطة هو المجلس الرئاسي فالبرلمان يناقش ويهيئ القرارات الى المجلس الرئاسي عندها تتم الموافقة او الرفض فالسلطة التشريعية الحقيقة عند المجلس الرئاسي.لهذا السب نقول لماذا ندخل البلد في ظروف صعبة وجائز نعرض الكثير الى الخطر بسبب أجراء الانتخابات بالاضافة الى الخسائر المادية الهائلة التي تبذل من اجل انجاح الانتخابات ومن ثم ينتج لنا برلمان لايحل ولايربط فقط استهلاكي من جميع الصفات المادية والمعنوية , فما فائدة برلمان لايقدر ان يمرر اي مشروع الا بموافقة المجلس الرئاسي.في هذه الحالة لا يوجد سوى خياران أما الغاء الانتخابات البرلمانية وأجراء انتخابات للمجلس الرئاسي فقط لاعتباره هو السلطة التشريعية الحقيقية أو تعطيل سلطة المجلس الرئاسي وأعطاء السلطة الكاملة للبرلمان كما هو متعارف عليه في كل دول العالم الديمقراطي , ففي أي دولة بالعالم توجد سلطة أعلى من البرلمان أو توجد سلطة تشريعية أعلى من البرلمان فالذي يحدث عندنا ننفرد به عن الدول الديمقرطية ونتشابه فيه مع الدول الديكتاتورية التي تجعل البرلمانات صورية والسلطة الحقيقية عند الرئيس كما كان في عهد النظام البائد أو في الدول العربية التي تجرى فيها انتخابات صورية فقط للاعلام كما يحدث في اغلب الدول العربية ولكن نفترق عنهم باننا نمتلك ثلاث روؤساء ولكن عندهم رئيس واحد.

وهذا منعطف كبير وخطير يؤدي أذا استمربارجاع العراق تدريجياً الى حاضنة الانظمة الدكتاتورية وهذا مالايقبله حتى الطفل الرضيع , وفي افضل الاحوال سوف يجعل العراق يتراوح في مكانه لان اغلب المشاريع والقرارات المصيرية لم تمرر بسبب المجلس الرئاسي , فهناك العشرات من المشاريع والقرارات المعطلة يسبب عضو واحد عنده خلفيات طائفية او شخصية او سياسية, فلااعلم كيف سيسير العراق من ناحية تطبيق القانون والديمقراطية والاستثمار وغيرها من المشاريع المصيرية والاستراتيجية المهمة التي تؤثر في مستقبل العراق .

فقانون الانتخابات فتح الباب على مصراعيه أمام الشعب وبين لهم الحالة القاتمة التي يسير فيها العراق اذا استمرت سلطة المجلس الرئاسي على هذه الحالة, فعليه فاما وضع ضوابط لعمل المجلس الرئاسي او الغاءه بالكامل لاعتبار ان الدستور لايعطي اي سلطات لرئاسة الجمهورية وجعل السلطات التشريعية عند البرلمان كما هو متعارف عليه في كل دول العالم الديمقراطي حتى يسير العراق الى مستقبل زاهر بدون مطبات بين الحين والاخر تجعله يهتز وتخبط الامور عاليها بسافلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك