( بقلم : مروان توفيق )
ما هذه الصحوة ؟ بعد اشهر بل بعد سنين من الهرج والمرج لا يصرح اكثر من شيخ عشيرة في الانبار بادانة القاعدة فقط بل يعلنوا الحرب على القاعدة في الانبار وفي كل مكان! يحضرني اقوال الكثير ممن كان يدعي بعدم وجود القاعدة وعدم وجود اهل التفخيخ وشيوخ الذبح من المقاتلين العرب والهنود والباكستانيين والى اخر القائمة من عشاق حور العين وانهار الخمر في الجنة. عشرات التصاريح نفت وجود الاجانب في مدن ومناطق المنطقة الغربية وفي كافة ارض الرافدين وكأن الافعال الشنيعة من قتل وحرق وذبح وخطف كانت تتم من قبل اشباح أو بالاحرى كانت مجرد اشاعات مغرضة لتشويه المقاومة!
وكلنا يتذكر نكران الكثير من رموز معارضة الاحتلال لوجود رؤوس الارهاب في العراق وبعد مقتل وهلاك بعض تلك الرؤوس العفنة اخفى اهل المقاومة(الشريفة) رؤوسهم وكأن شيئا لم يكن.لنقارن موقف شيوخ العشائر في الانبار الذي يعلن الحرب على القاعدة مع موقف عشائر الحويجة الذي نادى قبل ايام بالدفاع عن الطاغية الحبيس في حماية اسياده وكذلك مع موقف العشائر الذي انعقد قبل حوالى شهر في عمان تحت اسم (حقوق) ومع مواقف الضاري وحاشيته وهو يستميت دفاعا عن حقوق البعثيين المغموط وعن تبرئته للعمليات الاجرامية.
ماذا نرى ياترى من كل هذا؟ يدلنا هذا على انانية الناس ووضاعتهم حيث لم يأبهوا للمئات الذين يقتلوا كل يوم, لم يهمهم الخراب والدمار الذي يلحق بكل مرافق البلاد, وانما كان همهم الوحيد هو سلامتهم, فاعلنوا الحرب على القاعدة واستنكروا افعال مجاهديها الحمقى ولكن بعد ان نالهم الحريق وطالهم الخراب والقتل على ايدي ضيوفهم ابناء القاعدة, الضيوف الذين فتحوا لهم ابواب بيوتهم وزوجوهم بناتهم واسموهم بالمهاجرين ! فأي خسة هذه واين ذهبت النخوة العربية والشرف الرفيع؟ هل ياترى عندما يطال همج القاعدة الاهوج مصالح الضاري والمطلق وحاشيتهم سيخرج علينا القوم باستنكار لاعمال الضيوف العرب واستحداث حملات لطردهم وتسليمهم الى سلطات الامن الحالية, هذا ماسيحصل بالتأكيد فليس لمن يتشفى بقتل الناس الابرياء خصلة اعلى من الخسة والدناءة . ربما من المقبول ان نقول ان هلاك قائد القاعدة كان ببلاغ من احبابه القدامى الذين فتحوا له ابواب بيوتهم وتنكروا للشرف والنخوة ثم غدروا به ووشوا امره الى اسيادهم وهو شي ليس بالعجيب , بل العجيب ان ينكروا وجوده ووجود امثاله امام الملأ ليشوا به في السر طمعا بمنصب وجاه وليس عطفا على الابرياء ابناء جلدتهم .
نهاية القاعدة في العراق قريبة, بعد صحوة العشائر- وان كانت صحوة ليس عن نخوة بل عن انانية وحب السلامة, فحيا الله رجال.
بنهاية القاعدة ستنجلى طبقة اولى من الخراب وعلينا بالانتظار زمنا ليتم استنكار كتائب ثورة العشرين وجيش محمد وغيرها من المنظمات البعثية, ولن يتم هذا الا بعد ان يدرك الناس مضرة هذه السرطانات ويفضحوا اماكن وجودها ثم تنهار طبقة ثانية وهكذا, فما احمق الذين يدافعون عن هذه العصابات ثم يتنازلوا عنها بعد ان تطالهم نار الخراب. ومن المضحك ان كثير من المنتديات على شبكات الانترنيت التي كانت تبجل القاعدة وابناءها المؤمنين عشاق الجنان, اصبحت هذه الشبكات تستنكر افعالها وقتلها لرؤوس العشائر وخطباء الجمع, نعم انجلت طبقة القاعدة عن وجه المقاومة العفن وبقت طبقات عديدة ونحن الان في مرحلة طبقات كتائب المقاومة البعثية, سيمضى عهد الدشاديش القصيرة والشوارب المحفوفة و على اصحاب بدلات الزيتوني ان يبحثوا عن زي اخر ولون اخر لاخفاء اللون البعثي اسوة بالحرباوات التي تغير لونها في كل مرحلة , فما هي المواقف في هذه المرحلة النضالية للرفاق؟ ليس هناك اية مواقف ولم تكن اية مواقف بل مصالح وانانية وخسة ودناءة وحب سلامة وجبن الرعاديد والقتل غيلة وقتل الابرياء وتهجير المدنيين العزل فحيا على النضال. مروان توفيق
https://telegram.me/buratha