المقالات

بناء الدولة وخدمة الناس


احمد عبد الرحمن

في خطبة صلاة عيد الاضحى المبارك، تناول رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي جملة من القضايا الحيوية والمهمة التي تشغل بال الكثيرين من ابناء الشعب العراقي، وتعد من ابرز اهتمامات وهموم النخب السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية، والاوساط الشعبية المختلفة.ومن بين ماقاله سماحة السيد عمار الحكيم في خطبته هو انه "في الوقت الذي ننادي لبناء دولتنا ، يجب ان لا نتناسى او نتساهل في قضية الخدمات التي تثقل كاهل المواطن ، علينا التركيز على قضية الخدمات لذلك رفعنا شعار حكومة الخدمة الوطنية، أي ان تكون الحكومة خادمة وتعزز مسار بناء دولة المواطن ، وتوفر الماء والكهرباء وفرص العمل وتدعم المزارعين والصناعيين وتدعم الاستثمار والقطاع الخاص واقتصاد السوق لننطلق انطلاقة حقيقية لبناء العراق، وان انصاف الشرائح المحرومة وضحايا الارهاب والشهداء والسجناء تمثل معلم هام من معالم مشروعنا لان ابناء هذه العوائل هم البناة الحقيقيون لتجربتنا العراقية". ولعلها ليست المرة الاولى التي يتطرق فيها السيد رئيس المجلس الاعلى الى مفهوم حكومة الخدمة الوطنية ويشدد على اهمية وضرورة ترجمته على ارض الواقع ترجمة واقعية وعملية، بأعتبار ان مسألة تقديم وتوفير الخدمات المختلفة لكافة فئات وشرائح المجتمع العراقي وفق مبدأ العدالة والمساواة ومراعاة نسبة المحرومية والحرمان والاضطهاد والاهمال، يمثل ابرز مقومات وعناصر مشروع بناء الدولة العراقية الجديدة، القائمة على اساس الديمقراطية ونبذ كل مظاهر التسلط والديكتاتورية والاستبداد.وكانت مناسبة عيد الاضحى المبارك، بما تنطوي عليه من ابعاد ومضامين روحية ومعنوية وانسانية عظيمة، فرصة جيدة لاعادة التأكيد على الاولويات المطلوب من الدولة بكل مفاصلها، وخصوصا الحكومة الاهتمام بها والالتفات اليها.فالمنجزات والمكاسب التي تحققت على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية خلال الاعوام الخمسة او الستة المنصرمة، ينبغي الحرص على عدم التفريط بها وتبديدها، وهذا الامر ليس له ان يتحقق من دون احداث تغييرات كبيرة ونقلات نوعية في الواقع الخدمي بأطاره العام والواسع لمختلف مكونات المجتمع العراقي، فالارقام والحقائق والوقائع، وهي كثيرة جدا، تشير الى ان هناك مشكلات حياتية جمة مازالت تواجه اعدادا كبيرة من ابناء الشعب العراقي، رغم الكم الهائل من الوعود التي سمعوها ومازالوا يسمعونها، ورغم الارقام الفلكية للاموال التي انفقت على مشاريع البناء والاعمار والخدمات، ورغم التحسن الكبير في الاوضاع الامنية، التي كان الكثير من المسؤولين التنفيذيين في الدولة العراقية يتذرعون بها عند الحديث عن سوء الخدمات، وضعف الاداء الحكومي في هذا الجانب.ان الظروف والاوضاع اليوم مهيأة اكثر من أي وقت مضى لوضع مفهوم الخدمة الوطنية موضع التطبيق العملي والواقعي، بعيدا عن الشعارات الدعائية الفضفاضة، والاستغلال السياسي السلبي. ولم يعد ممكنا ولا مبررا ولامقبولا التحجج والتذرع بما هو بعيد كل البعد عن الواقع القائم.ومن يريد بناء الدولة على اسس ومرتكزات سليمة وقوية ورصينة عليه ان يضع نصب عينيه وجل اهتمامه بخدمة الناس وتغيير واقعهم نحو الافضل، لان ذلك هو المسار والمنطلق الصحيح للبناء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رافد دخيل ساجت غالي نجم عيد الله الغزي
2009-12-02
عوائل الشهداء(شهداء الارهاب)كيف سيؤول أليه مصير الفقراء منهم؟ يعيشون على قوت يومهم و لايمتلكون السكن قدتكون أمرأه ليس لها ألا زوجها وأطفالها ولامعيل غير زوجها يخرج الزوج ألى عمله فيقتل جراء أنفجار أو ماشابه المهم هو أن المعيل قد ذهب الى جوار ربه وبقي وراءه أمرأه وأطفال فقدوذلك المعيل طال بهم الامد وأشتدت حاجتهم فألى من يتطلعون وكيف سيعيشون؟ أتسائل أن أضطرهم العوز ألى الانحراف فمن سيكون المسؤول أمام ألله؟ أليس(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؟ فماذا فعلت لرعيتك يارئيس الوزراء؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك