( بقلم : محسن محمد عارف )
هناك الكثير من الذين أصابهم التغيير سواء كان ذلك بسبب التغيير الكبير الذي حصل في العراق أثر سقوط النظام البائد أو بسبب ظروف أو حوادث أخرى أثرت فيهم فألجأتهم إلى تغيير مساراتهم في الحياة في الإتجاه الصحيح وهناك من سار في طريق التغيير ولكن بالإتجاه المعاكس للأخلاق الإنسانية الرفيعة التي نؤمن بها.ولسنا بصدد هؤلاء الذين ذكرناهم بل الذين ثقلت كفة ميزان أخلاقهم الإنسانية والإسلامية بشكل صار يدعونا إلى مراجعة معرفتنا بهم ليس من باب التشكيك في تلك الشخصية ولكن بتلك المعرفة التي كنا نظن أنها معرفة عميقة.
كما أن الذي يدعونا إلى التعجب والدهشة هو كيف استطاعت هذه الشخصية أن تبقى قوية ومتماسكة بوجه الإغراءات التي يقدمها كرسي المسؤولية رغم أن الكثير من الذين تولوا مسؤوليات في هذا الوقت بالذات حاولوا الهروب إلى الأمام والتنصل بك ما يمت لهم بصلة إلى الماضي سواء كان ذلك الماضي إيجابياً أو سلبياً ويتخلون عن كل ما يربطهم بأصدقائهم ونسيان حتى الذكريات الجميلة والمواقف الإنسانية التي جمعتهم بها.إن حديثنا عن تلك الشخصية ليس من باب التملق أو التزلف لها أو طمعاً في أن يكون لنا عندها حظوة أو مكانة أو رغبة في إقامة علاقة معها تميزنا عن كل الذين يتعاملون معه. كما ان الذي دعانا إلى كتابة هذه المقالة ما شاهدناه من تعاول رائع وجميل خلال مؤتمر مؤسسات المجتمع المدني للحوار والمصالحة الوطنية بالإضافة إلى التواضع الكبير الذي شهد له كل الذين إلتقينا بهم ودخلنا معهم في حوارات مفتوحة وصريحة خلال فترة انعقاد المؤتمر فهو كما أكدوا لنا ولمسنا منه أنه رجل كان يصغي وبدقة لكل من يلتقي به دون تفريق رجل كان أم امرأة أو أن ذلك الشخص ينتمي إلى هذه الطائفة أو تلك بل كان حضور الجميع لديه وتعامله معهم على أنهم عراقييون أولاً وهو ما جسد مفهوم الوحدة الوطنية في التعامل.
وقد أثار دهشتنا الممزوجة بالفرح اتفاق كل من قابلناهم في المؤتمر على إطراء هذه الشخصية خصوصاً فيما يتعلق بطريقة استقباله لهم وترحيبه بهم وتواضعه الذي فاق تصورهم.
وكان أمر اتفاق الذين حضروا المؤتمر حول هذه الشخصية قد أثار الدهشة أيضا في وقت قل فيه أن نتفق كعراقيين حول شخصية بدون اعتراض من هذا الطرف أو ذاك أو اللجوء إلى ما يسمى بالصيغة التوافقية.مرة أخرى نقول إن الذي دعانا إلى كتابة هذه الكلمات ليس التملق بل القول إن في هذا البلد العزيز ورغم الظروف التي يمر بها رجال يحملون بين جوانحهم الحب والإخلاص للعراق والعراقيين وهو أمر يضيء في قلوبنا شمعة الأمل من جديد برؤية عراق مزدهر يسوده الأمن والإستقرار ولا أعتقد أن الأستاذ عادل الأسدي وزير الدولة لشؤون المجتمع المدني هو الرجل الوحيد الذي يعمل بهذا الإخلاص والتواضع الكبير الذي لمسناه منه فهناك الكثير والكثير من أمثاله وسوف نكتب عنهم حين تسنح لنا الفرصة بلقائهم في الأيام القادمة.
https://telegram.me/buratha