المقالات

شكرا .. طارق الهاشمي


ابو ميثم الثوري

فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي لم يكن منافقاً او متلوناً هذه المرة ولم يبد خلاف ما يخفي او يضمر خلاف ما يظهر فقد بدا واضحاً وصريحاً وكاشفاً عن كل ما يخفيه في نفسه من نوازع ودوافع فقد كان صادقاً وواثقاً من خطواته الاخيرة في عملية النقض لقانون الانتخابات الذي انتظرناه طويلاً. كشف الدكتور طارق الهاشمي عن نواياه ومخططاته وقناعاته بالعملية السياسية الجديدة ومستوى تفكيره وجديته ونظرته الحقيقية لمستقبل المعادلة الجديدة في العراق. رغم انه فخامته كان مستفيداً من العراق الجديد ومنح مناصب مرموقة واعطى صلاحيات واسعة لم يحلم بها حتى في العهد البائد الا انه مازال يخبىء للعراق الجديد كل النوايا السيئة ويحاول تحطيم المعادلة الجديدة التي لولاها لما اصبحت له كل هذه الامتيازات العالية.

مشكلة الهاشمي انه لم يتكيف او يتأقلم مع العراق الجديد فقد كان سلبياً في كل مواقفه واستطاع نقض الكثير من القوانين التي لها تأثير على مستقبل الاستثمار والاعمار والتنمية في العراق. ويبقى السؤال الجدير بالتذكير في هذا السياق هو هل سنستفيد من درس الهاشمي البليغ لكي نعيد النظر من جديد في قضايا عديدة نشير اليها اجمالاً:

- طبيعة علاقاتنا مع القوى الاسلامية الوطنية ومستقبل المعادلة الجديدة التي يحاربها الهاشمي ويحاول اعادتنا الى المربع الاول ولابد ان ننقي الاجواء بيننا لكي نتوحد مقابل الهجمة الحاقدة الداخلية المدعومة اقليمياً من اجل اعادة العراق الى معادلته السابقة.

- لابد ان نعيد النظر من جديد في طبيعة التصعيد بيننا وخاصة اخوة المحنة والمسير والمصير الواحد من حلفاء الامس وابناء المراجع الشهداء وانصارهم كالشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعلينا توحيد الخطاب والمواقف لمواجهة المستجدات الخطيرة التي تستهدف وحدتنا وتماسكنا.

- اعادة النظر بشكل جدي ببعض نقاط الدستور التي منحت شخصاً واحداً العبث بمقدراتنا ومصائرنا ومحاولة تخريب العملية السياسية وايجاد فراغ دستوري خطير في البلاد.

- الاخوة في حزب الدعوة معنيون اكثر من غيرهم في اعادة النظر في مواقفهم المتشددة والمتشنجة ضد القوى الاسلامية الوطنية الحليفة لهم طيلة الكفاح السابق والحاضر في العراق الجديد.

- لا يمكن التسامح والتساهل بما طرحه الدكتور الهاشمي كرسالة خطيرة الينا ولابد ان نكون في غاية الحذر من امثاله لئلا يتكرر النقض الذي كاد ان ينسف الانتخابات النيابية القادمة.

- علينا دراسة اسباب النقض الذي اتخذه الهاشمي مع اعتقاده ان المرحلة حرجة وفي غاية الصعوبة وعلينا ان نعي ان النقض لم يأت من فراغ وبالاضافة الى دوافعه ومحاولاته تدمير المعادلة السياسية الجديدة في العراق التي ضمنت له حق النقض والامتيازات التي كفلت له العبث بمصير العملية السياسية فان هناك مخطط توقيتي لعب عليه الهاشمي وهو ابعاد موعد الانتخابات الى ما بعد الاربعين التي ستكون فرصة للعراقيين لبيعة الخط الحسيني الثائر وتعبئة الشارع بروح الثورة والتضحية والايثار وهو ما يخشاه الهاشمي وامثاله وشعوره ان الشارع العراقي قد تقوده الشعائر الحسينية وحماسها للحضور بقوة وتأييد ائتلافات لا يرغب بها الهاشمي ولذا حاول اللعب بعامل الزمن والتأجيل عبر قرار النقض الذي اتخذه.

- ونقول في خاتمة مقالنا شكراً لفخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي الذي كشف لنا عن طبيعة الخط المعادي الطائفي الذي يسعى لتخريب العملية السياسية في العراق بوقت مبكر وان كل مناوراته كانت للتخطيط لقلب العملية السياسية من الداخل وهو الذي وفر كل المناخات لادخال البعثيين لمفاصل الدولة والحكومة. نقول له شكراً فقد عرفتنا باعدائنا والخطر القادم الذي يداهمنا ..وجزى الله الهاشمي كل خير يعرفني عدوي من صديقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك