المقالات

الحكيم واقل الضررين


ابو ميثم الثوري

ثمة قول معبر وبليغ لامير المؤمنين (عليه السلام): ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الشرين.ولدينا في الفقه الاسلامي مبدأ (التزاحم) او فقه الاولويات كما في الفقه السني يمكن ان يدعم كلام الامير وامير الكلام وهو باختصار تقديم الاهم على المهم او تقديم الاقل مفسدة على الاكثر مفسدة اثناء تزاحم الاداءات وامثتال الحكم الشرعي كمن يتناول المحرم لانقاذ النفس المحترمة باعتبار ان ارتكاب المحرم مفسدة وهلاك النفس مفسدة اكبر، او من ينقذ غريقاً بارتكابه حرمة المرور في بستان يؤدي الى النهر.وفي العمل السياسي نحتاج بشكل اشد واقوى الى هذا المبدأ والسياسة كما في بعض معانيها هي فن الممكن وقد يواجه السياسيون دائماً خيارات متعددة ومصالح ومفاسد متفاوتة.وفي كثير من الخيارات التي تواجهنا نختار الافضل اوالاقل ضرراً وليس من العقل والحكمة ان نختار اصعب الخيارات واكثرها ضرراً وهو ما يميز العقلاء عن السفهاء.ولا ننكر ان قانون الانتخابات لم يكن قانوناً يحقق كل المصالح والمقاصد ولم يكن قانوناً خالياً من الفجوات والثغرات والتحفظات ولكنه في نهاية المطاف افضل الحلول واحسن الخيارات.وان وجود ثغرة معينة لا يعني ان نلغي القانون اساساً وان وجود تحفظات في القانون لا تقودنا الى قيادة العراق وعمليته السياسية الى حافة الهاوية وهذا يعني اننا لا نريد الخير لبلادنا ونقدم مصالحنا وانانياتنا على مصالح الوطن العليا.قد يكون من الصحيح ان القانون لم يكن مثالياً وشاملاً وكاملاً ونعترف فيه بعض النواقص وبعض العيوب ولكن ايقافه ونقضه يؤدي الى فراغ دستوري ويضع البلاد والعباد امام ازمات جديدة ويزيد من تفاهم الامور وهو ما يخالف المنطق العقلائي الذي يدرك المصالح من المفاسد بل يميز المصالح الاهم من المصالح المهمة.نأمل ان نتعاطى مع الملفات القادمة بهذه الروح الوطنية والتمييز العقلائي بين الشر واقل الشرين وبين الضرر واقل الضررين لكي نقود البلاد الى شواطىء الاستقرار والازدهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك