المقالات

بين السيد النائب والسيد النائب ...


سامي محمد فليح

قبل سنين طويلة خلت كان السيد النائب الذي تحول بعد ذلك الى السيد الرئيس يعمل بخبث ودهاء واجرام ..ولايكاد يفوت لحظة واحدة دون ان يستغلها للتنفيس عن ماربه واحقاده وشروره واثامه التي امتهنها منذ ان كان قاتلا ماجورا في ملاهي بغداد وحاناتها .. كان يناط بهذا النائب تلك الادوار التي لا يمكن لغيره ان يقوم بها .. بل ولا يمكن لسواه ان ينجح في تنفيذها ..فهو المسؤول عن بناء المعتقلات والسجون وادارة ملف الاغتيال وتصفية المعتقلين او المعارضين بوسائل وطرق شتى ... يومها كان السيد النائب يبتسم عريضا على شاشات التلفاز وهو يستعرض اكاذيبه على الشعب الذي لازال يذكر ذلك النائب الذي اورثه بعد حين شتى الوان الذل والضيم والهوان والفتك ..

اليوم بعد ان تخلصنا من ذلك النائب الذي صار رئيسا ثم تحول الى قائد ضرورة وفلتة من فلتات العصر الدموي ..نفاجأ بان هناك من يحاول ان يقتفي اثاره ويمشي على خطاه ويتبع وصاياه المشؤومة .. كيف لا وهو اله البعثيين الذي علمهم السحر والكفر والفسوق .. السيد النائب طارق الهاشمي المتمسرح خيلاء وهو يقود عصابات القتل والاجرام ويدافع عنهم والمطالب الاول بالعفو عن القتلة والمعارض الاول للتوقيع على اعدام الجلادين يتقمص دور النائب القادم بمهارة اشد وواكبر واكثر خبثا من سيده القديم .. فهو يلعب على جميع الحبال كما يقولون ...اذ يتصرف كانه حمل ودود على شاشة التلفاز بينما تكشف حركته اليومية عما في نفسه من خبث وكراهية للعراق وتجربة الديمقراطية وسعيه المتواصل لاعادة عقارب الساعة الى الوراء .. لانريد هنا التطرق الى حقيقة تحالفات الهاشمي البعثية ولا عن موارد دعمه المشبوهه ولا عن الاوامر التي يتلقاها من اسياده في الرياض او عمان او القاهرة بل عن دوره المشبوه في مجلس الرئاسة بعد ان طرده الحزب الاسلامي وماعاد له تاثير يذكر في قبة البرلمان ...

فالموقف الاخير من قانون الانتخابات يكشف مستوى التامر الكبير الذي يقوم به السيد النائب وقدرته الكبيرة على استغلال المنصب لتحقيق مصالح انتخابية والالتفاف على حقوق العراقيين .. فهذا الرجل الموبوء بحمى الطائفية والموتور بعثيا لم يجد بعد اتفاق مجلس النواب على صيغة قانون الانتخابات سوى هذه الطريقة الملتوية لتحقيق الكسب الانتخابي ولتعطيل الانتخابات برمتها .. ولعل تعطيل الانتخابات بحد ذاته هو المكسب المهم الذي يبحث عنه البعثيون والقاعدة في العراق الذين تغذيهم دوائر المخابرات في دول الجوار ويطبل لهم شيوخ التكفير وائمة الكفر والظلال ..

ولهذا السبب يبدو ان السيد النائب لا يختلف كثيرا عن سابقه في حجم التهديد الذي يمثله للعراق وشعبه بل يبدو اكثر مكرا ودهاءا وهو يعزف على وتر الطائفية تارة ويرقص على طبل البعث تارة اخرى .. فات السيد النائب الحالي ان يستعرض سيرة السيد النائب السابق وكيف كانت نهايته جحور الجرذان قبل ان يتدلى من حبل المشنقة ... واذا كان الشعب قد انتظر طويلا ليستمتع بمنظر السيد النائب السابق فانه لايمكن ان يصبر على نواب جدد يحاولون تقليد سيدهم القديم وسيطردهم خارج دائرة القرار ان لم يرميهم في سلة الازبال ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك