المقالات

البدريون ... الاسماء المستعارة حتى للشهداء


ابو ميثم الثوري

انهم فتية مهاجرة اجتمعت كلمتها وعزيمتها للوفاء لشهيدها الصدر الشهيد الذي قدح بفتواه الشهيرة " على كل مسلم داخل العراق وعلى كل عراقي خارجه ان يبذل وسعه لانقاذ العراق من هذا الكابوس الجاثم على صدره" فأشتاطت غيرتهم وتناخت عزيمتهم لتشكيل نواة جهادية لاسقاط التكليف عنها وابراء ذمتها امام ربها وضميرها وشعبها. اجتمعوا على كلمة الجهاد والمواجهة ولكنهم تيقنوا ان ضريبة هذا الموقف سيكون باهضاً لاعتقادهم ان نظام صدام المقبور لا يطيق الوقوف على الحياد ولا يتحمل او يحتمل من يواجهه بكلمة او بقلمه حتى في قلبه فكيف يكون مصير من يواجهه ببندقيته وكيف يكون مصير اهله وعائلته المتواحدين في الداحل العراقي. ولذا اول خطوة اتخذها البدريون هي اخفاء اسماءهم الصريحة لكي لا تمتد اليهم عيون النظام فتغتال الاهالي الابرياء المحزونين على فقده فلذات اكبادهم.

وكان البدريون يتحركون باسماءهم المستعارة في الجبهات وساحات المواجهة العنيدة وفي الاهوار وبغداد وبقية المحافظات ثم لا يغادروا اسماءهم المستعارة حتى لو رحلوا الى بارئهم شهداء فتبقى الاسماء كما هي خشية ان تعلم السلطات الصدامية باسماء الشهداء الحقيقية فيدفع اهاليهم الثمن الكبير. ولقد يفاجىء ذوو الشهداء المدفونين في ارض المنفى عندما يزرون مقابر ابنائهم في مزارات الشهداء في مدينة مشهد او قم فيقرأون على قبورهم اسماءً هي غير اسماء الشهداء الحقيقية فيقرأون ( ابو محمد الصادقي وابو مريم اللامي وابو احمد النوري وابو رقية الساعدي وابو .... وتطول القائمة ) ثم يزداد بكاؤهم وحزنهم اكثر عندما يدركون ان ابناءهم الشهداء اخفوا اسماءهم الحقيقية والصريحة حرصاً على سلامة اهلهم الواقفين على قبورهم والحريصين وهم شهداء على اهلهم من الوقوع في قبضة النظام السابق ومؤسساته الاجرامية..وعاش البدريون طيلة المواجهة العنيدة مع النظام البوليسي الصدامي تحت اسماء مستعارة لا يحبون الاضواء ولا يرغبون بالظهور قهراً وحرصاً على سلامة ذويهم.

وشاءت الاقدار ان يكون جهادهم المقدس ضد الزمرة الصدامية مخلصاً بعيداً عن الاسماء اللامعة وقبض ثمن جهادهم لاعتقادهم ان الجهاد ليس سلعة يباع ويشترى ومن يتاجر بجهاده مع الله فلا ينفعه المتاجرة مع الاحرين بجهاد لا يقدر بثمن.ولم يكتف البدريون بالعمل الخالص لله تعالى وهم يواجهون نظاماًَ بوليسياً قمعياً لا يتردد في ارتكاب اية جريمة وكارثة وقد استطاع الكثير من المعارضين من طي صفحة الجهاد ومخاطره ليركنوا الى شواطىء اوربا الدافئة حفظاً للاعناق وزيادة في الارزاق لكنهم اصروا على مواصلة الجهاد مهما بلغت التضجبات والصعوبات. هؤلاء الفتية اريد لهم ان يبقوا مغمورين ومجهولين في الارض ومعروفون في السماء. دفعوا ثمن المواجهة العنيدة مع النظام وظلوا يدفعون ثمن الاعلام السابق والتشويه المنظم الذي مارسته السلطة السابقة وادواتها الاعلامية والامنية ليستمر دفع الثمن حتى بعد سقوط النظام للتوالي عليهم الاتهامات الظالمة والرخيصة استمراراً للهجمة السابقة من بقايا النظام.

ولا يهمنا طبيعة الهجمة الحاقدة التي كان يكرسها اعلام النظام السابق ورجال مخابراته ضد البدريين بسبب جهادهم واصرارهم على مواصلة الجهاد لكسر غرور وغطرسة النظام الذي لا يطيق ولا يتحمل من يعارضه بالكلمة فضلاً عن السلاح. ولان البدريين لم يضعوا في بالهم اثناء المواجهة أي هدف دنيوي او سلطوي لانهم كانوا يجاهدون من اجل تكليفهم وابراء ذمتهم وارضاء ضميرهم ولذلك ليس بالضرورة ان تكون السلطة من اهدافهم.لو تعرضوا للتهميش والاقصاء من امتدادات النظام السابق واساليبه الهمجية ومن يتنفس برئة النظام السابق فان ذلك لا يضيرهم ابداً مازال الرضوان الالهي هو الهدف الاسمى في زمن والادعاءات والاتهامات والاراجيف.ومن الطريف الاشارة العابرة والاخيرة لتأكيد ثقافة الاسماء المستعارة التي مارسها البدريون فاني اكتب باسمي المستعار ( ابو ميثم الثوري) استمراراً في زمن الاستعارة والمزايدات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو نهرين
2009-12-20
اخواني في موقع براثا أيدهم الله تحياتي وامنياتي لكم بالموفقية والسعادة اخواني الأعزاء اريد ان اتصل بالأخ المجاهد ابو ميثم الثوري حفظه الله أرجو ايصال صوتي له وهذا بريدي الألكتروني abonahren@hotmail.com تحياتي وامنياتي لكم بالموفقية والمغفرة وحفظكم الله من كل مكروه أبو نهرين
احمد البصري
2009-11-22
انهم فتية امنوا بربهم فزدناهم هدى.سلام على من نصر الاسلام في زمن قل الناصر.
احمد الربيعي
2009-11-21
والنعم من البدريين اهل الشهاده والايثار
ابو حسنين النجفي
2009-11-21
لله دره في تلك البدور السواطع رحم الله السابقين واجزل العطاء للباقين من زهد و تقوى و ورع
عراقي يكره البعثيه
2009-11-21
لم نعلم اصحابا" للرسول محمد وعلي والحسين وال البيت صوات الله وسلامه عليهم وجنودا وقرابين للاسلام االحمدي خيرا" من البدريبن سوى اهل بدر واهل الطف
علي السّراي
2009-11-20
بلى والله وهم اكثر مما ذكرت فلهم سنام المجد وعلو المرتبة اوليسوا كانوا الوقود حين اقتُدح زنادُها واحلاس الحرب حين اشتعلت آوارها؟ فقط هم الذين تكلموا حين خنع وصمت وجبن الاخرون فكانوا ذلك السيف الذي شامه الشعب بوجه جلاده فسلام على القائد الاول شهيد العراق وصدره النابض وشهيد المحراب واخوته الابطال وباقي الاقمار التي سطعت في سماء الجهاد لينيروا الدرب ولينجوا العراق وشعبه ويتحرر من قبضة ارهابيي آل تكريت فسلام الى اؤلائك الذين جائوا وذهبوا وهم غرباء الاسم والديار وسلام الى من حملوا وجع العراق بين ثنايا صدورهم الشريفة وسلام الى اؤلائك الشجعان البواسل الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية وسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء بين يدي رب العزة لياخذ بحقهم المغدور ممن ظلمهم واستباح دمائهم الزكية الطاهرة وسيبقى العراق وشعبه مدين بدين كبير لكل هؤلاء الابطال ولك مني اخي العزيز ابو ميثم الثوري قبلة على جبينك الطاهر فانتم الجنود المجهولون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك