كل ما أثير ويثار من لغط حول الانتخابات في أروقة السياسيين والبرلمانيين ومن جميع الكتل وعلى طول الفترة الماضية وما صاحبها من إقحام قضية كركوك فيها وما تحمله هذه المدينة من تعقيدات في واقعها السياسي المتداخل والتغيير الديمغرافي الحاصل وكذلك ما اثير حول نسبة التمثيل البرلماني وغيرها , كل ذلك يعتبر تمهيدا لإعادة الانتخابات الى موعدها الاصلي المحدد في3112010 بعد أن تم تغييره قبل عدة أشهر لمصادفته مع موعد زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام والجميع يعلم وكما هو معتاد إن أغلب محافظات الوسط والجنوب سوف يتوجهون سيرا على الاقدام قاصدين كربلاء المقدسة تلك الفترة , وبذلك إن تم إعادة موعد الانتخابات الى نهاية كانون الثاني سوف تتقلص نسبة المشاركة في الانتخابات في هذه المناطق وستتأثر بها القوائم الكبيرة ذات الحظور الواسع .
وهذا ما تعمدّت أن تفرضه كواقع حال جهات بعثية معلومة وممولة من الخارج والتي خططت ودبرت على ان تعمل على تغيير الواقع السياسي العراقي وإعادة الموازنة الطائفية القديمة التي ترضي ممالك الهلاك وانظمة الخنوع والذل من دول الاعراب بعد سبع سنوات من القضاء عليها , فحثت تلك الدول الخطى متسارعة في تجديد الامل والعمل على عودتهم للمشهد السياسي العراقي بعد أن هيئت لهم الاسباب وضمنت لهم التأييد الامريكي, ولضمان وصولهم للسلطة من جديد لتكوين اكبر تكتل سياسي في البرلمان القادم يوازي أو يفوق كفة الائتلاف الحاكم . وهكذا بدأت الخطط البعثية الخبيثة تعمل على وضع العصي في عجل مجلس النواب وعلى كافة الاصعدة.
فعندما نلقي نظرة على الكيانات السياسية الجديدة وحالة التصدع التي اصابت القديمة منها وما كشف عن دعم خارجي عربي ومليارات اغدقت لاسناد الكتل البعثية وما اختلقته من عراقيل في مجلس النواب اثناء مناقشة قانون الانتخابات واخرها كان نقض الهاشمي للقانون , واستغلال ضيق الوقت المحدد الذي طالبت به المفوضية, ليس حبا لعيون الديمقراطية والطريقة الحضارية التي تمارس بها في العراق أو إستعمال حق دستوري ! , , ولكنه الحنين لإعادة صفحات التاريخ الحمراء ببعث الروح لبقايا رموز كالحة الوجوه ممن ساهم في قتل الشعب على الهوية وتهجيره بصورة ابشع مما قام به التتار والمغول في غابر التاريخ . ونسى العرب وما اكثر ما ينسون إن هذا الفكر الذي بني على الجماجم والاشلاء هو الذي فرق كلمة العرب وهدد كياناتهم بحروبه وغزواته واضعف قضية فلسطين وهو كذلك من اتى بالجيوش والاساطيل الى الخليج والمنطقة كلها , نسوا ذلك كله وتذكروا بغضهم لعلي واتباعه وانهم احفاد بررة لمعاوية ..
فقبل أن تبدأ حملات الدعاية الانتخابية , شرعت الفضائيات والمواقع المشبوهة بعملية التسقيط ومحاولة ابراز وتهويل المساوئ للبعض دونا عن الاخرين رغم وجود الفساد والتلكؤ عند الاخرين وكأنما الامر طبيعي ويحصل للجميع وحلال ذلك عليهم وحرام على غيرهم , كما إن تحشيد الوعي الجماهيري في مناطق معينة والتركيز عليها لتحقق اعلى نسبة مشاركة في الانتخابات مقابل اثباطهم لهمم الاغلبية بالاعتماد على سلاح الاعلام لتنفيذ المخطط .
وما يحصل من تغيير لموعد الانتخابات هو جزء مكمّل لذلك المخطط الجهنمي فبعد ان وافقت المفوضيىة العليا للانتخابات وبطلب من مجلس النواب على إجراء الانتخابات في 1612010 كي لا يتعارض الموعد مع شعائر اربعينية الامام الحسين سلام الله تعالى عليه طرحت جميع المشاكل العالقة على طاولة النقاش في البرلمان ولو كان الامر متاح لعرضوا مشاكل دارفور وقراصنة الصومال وضرورة مساندة عبد الله صالح في حربه على الحوثيين ايضا !!! . وبعد المخاض العسير لإقرار قانون الانتخابات التشريعية تغيير الموعد الى يوم 211 من السنة القادمة , لم يطل صبر الهاشمي حتى نقض القانون ليتسنى لعدد أكبر من بعثيي الإمارات وسوريا والاردن المشاركة الفاعلة وليعاد الموعد السحري لإجراء الانتخابات الى 311 الذي يخرج به اتباع أهل البيت في محافظات الوسط والجنوب سيرا على الآقدام لإحياء الاربعين , وبذلك يضمن الثلاثي الهاشمي والمطلك وعلاوي ومن هم على شاكلتهم أكبر عدد من مقاعد البرلمان القادم .
عراقيـــة
https://telegram.me/buratha
