المقالات

المجلس الأعلى .. لا يساوم دماء العراقيين برضا البعثيين


الدكتور مصعب الجوراني

واجه العراقيون منذ أكثر من نصف قرن تحدي كبير لا يفقه سوى لغة القتل والتدمير والتسلط ويسعى للسيطرة على كل مقدرات البلاد بدون الرجوع لرأي الشعب معتمدا نظرية التفرد في الحكم والتي استنسخها من الحكومات الديكتاتورية السابقة وإضافة عليها الكثير من الاجتهادات الفردية والتي ضيعت حقوق الشعب بكامله ذلك هو الفكر البعثي - الصدامي، والذي نما وتربى في أحضان الدوائر الاستخبارية الدولية ليصل إلى أوج عظمته أبان عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث تشير الإحصائيات إلى إن أكثر من ثلاثة ملايين عراقي قد راح ضحية ديكتاتورية هذا النظام وبأساليب متعددة منها نتيجة الحروب الظالمة أو الإعدامات أو في السجون أو من خلال التهجير والإبادة الجماعية أو نتيجة الإمراض الوبائية ومخلفات المواد المحظورة بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين مهجر ومهاجر من العراق جراء السياسات التعسفية التي أدارا بها نظام البعث الصدامي الحياة العامة في العراق.لكن بعد التغيير الذي حصل في العراق نتيجة الإطاحة بالنظام الحاكم واعدم الطاغية صدام وبسبب الدعم الخارجي لعصابات البعث المتأثرة بالأساليب الديكتاتورية ذهب هولاء ومن خلفهم الحكومات المتوافقة معهم بشن حملة ظالمة على الشعب العراق يسعون من خلالها إلى إرباك العملية السياسية وزعزعة ثقة المواطن العراق بالقائمين عليها على مختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية في محاولة لإرجاع البعثيين إلى الحكم ، فيما كانت الحكومة العراقية الحالية تحكم كل تصرفاتهم الماضية ضمن (قانون اجتثاث البعث) أو (قانون المسائلة والعدالة) البديل والذي ينص على إن حزب البعث محظور إجمالا وجميع أعضاءه من درجة شعبة فما فوق مشاركين في إبادة الشعب العراقي بكافة الوسائل وان أياديهم ملطخة بدماء العراقيين والسبب يعود -أن من يصل إلى هذه الدرجة في التسلسل الحزبي لم يخلو من ارتكابه لجريمة بحق الأبرياء- أما دون ذلك فقد تم الإعفاء عنهم وان حقوقهم مضمون قانونا ألا من يستثنى من ذلك والذي أيضا قد لطخت أياديهم بدماء الأبرياء وان المحاكم العراقية مستعدة لأخذ القصاص منهم أنصاف أهل الحق.ولكن مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق ولأهمية هذه المرحلة باعتبارها فاصل لوقوف إمام التحديات التي باتت تتراكم على العراق وأهمها الدعم العربي والإقليمي لعصابات البعث لذا نشاهد أن العلاقات الإقليمية - العراقية لم تستتب بشكل كامل نتيجة للمخاوف من تعرض مصالحها للخطر لذا قام السيد عمار الحكيم رئيس المجلس العلى بجولة عربية إقليمية لتوضيح الالتباس الحاصل نتيجة القوانين التي تحظر البعث داعيا هذه الدول إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق ورفع الشكوك اتجاه العملية السياسية الجارية، إلا أن الوسائل الإعلامية قامت وكما العادة بتحريك مشاعر البسطاء من خلال تحريف تصريحات رئيس المجلس الأعلى واعتبرتها دعم للبعثيين مقابل تفريط ومساومة بحقوق العراقيين مع أن هذه الجهات الإعلامية هي من تحاول تقوية عزيمة العصابات البعثية للتمهيد لها من خلال إظهار العلامات الفارقة في العملية السياسية مستفيدة من الأخطاء التي تقع فيها الحكومة .لذا على الجميع أن لا ينجر خلف ادعاءات والأباطيل التي تبثها الجهات الإعلامية الداعمة للبعثيين مقابل زعزعة الثقة بالشخصيات والجهات السياسية العراقية والتي قدمت الكثير مقابل عدم عودة حكم العراق بالمعادلة الظالمة وتسعى إلى عدم تمكين إعادة البعثيين لاسيما الملطخة أياديهم بدماء العراقيين إلى دائرة الضوء من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك