المقالات

توضيح الواضحات من اشكل المشكلات


كريم العاقول

يقال ان اصعب الاشياء والتعريفات هو التعريف بالاخفي والاصعب من ذلك تعريف الاوضح فان توضيح الواضحات من اشكل المشكلات.ويبدو ان بعض العقول والمدركات الذهنية يصعب عليها الفهم ولا تستوعب حتى المسلّمات العقلية او البديهيات كالواحد نصف الاثنين او الكل اكبر من الجزء.احياناً يكون الحقد والحسد والعقد النفسية مانعة لاستيعاب المفردات المتبادرة للاذهان بل تحمل احياناً العبارات غير ما تحتمل او تتحمل وتحرف الكلم عن مواضعها وتصرف الالفاظ الى غير معانيها المتبادرة بدوافع سياسية.ان نتقول على الاخرين ما لا يقولونه او نفهم كلامهم بغير مقاصده ليس في تقصير او قصور في الفهم بل لاغراض سياسية وتنافسية ونكون كمن يسمع الاخر ينطق نصف جملة التوحيد " لا اله" ثم نكفره قبل يكمل النصف الاخر من عبارته "الا الله" وما طرجه السيد عمار الحكيم بخصوص البعثيين في العراق واهمية استيعابهم باعتبارهم لم يرتكبوا جرماً يستحق القصاص وان من تورط بدماء الابرياء من ابناء شعبنا فان القضاء هو المعني بمحاسبته ومعاقبته ومحاكمته.هذه التصورات التي طرحها السيد عمار الحكيم تمثل التصورات الوطنية لكل قادة العراق الجديد ومرجعياتها الدينية ولم تتناقض او تتعارض مع مواقف المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فليس ثمة من يقول ان البعثيين بشكل عام لا يستحقون الحياة والبقاء ولايد من اجتثاثهم.هذه الرؤية التعميمية الاستئصالية التي لا تفرق بين البعثي الصدامي وغيره من المنتمين للبعث خوفاً او طمعاً هذه نظرة ظالمة وغير منصفة وتؤدي الى ثقافة الابادة والاقصاء والشطب في عراق قد غادر الديكتاتورية والاستبداد والفردية الى الابد.ثمة فرق كبير بين منع وصول البعثيين الصداميين الى البرلمان وبين التعامل مع البعثيين الاخرين بنظرة منصفة وعادلة فليس كل بعثي صدامي يستحق المنع والاجتثاث والا لتطلب ذلك لاجتثاث اكثر من مليون من العراقيين.هذه الرؤية الموضوعية المتزنة التي طرحها سماحة السيد عمار من اجل عراق حر يتعايش به جميع العراقيون بكل خصوصياتهم ومكوناتهم ولا يميز بين ابنائه بدوافع قومية او مناطقية او مذهبية او دينية فالجميع فيه متساوون.وعندما نقول علينا التحذير من وصول البعثيين الصداميين الى البرلمان ومفاصل الحكومة فاننا نحذر في نفس الوقت من التعميم الخاطىء والتعامل مع الجميع بنفس المقاسات والمسافات.موقفنا الحقيقي عن البعثيين بكل اصنافهم وانماطهم هو ما طرحه السيد عمار الحكيم فهو الذي وضع يده على الجرح بشجاعة وانصف الابرياء منهم وترك المتورطين بدمائنا الى القضاء وهذا هو موقف المرجعية الدينية والعراق الجديد والضمير العراقي الشريف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك