ابو ميثم الثوري
لا شك ان الانتخابات النيابية العامة على الابواب ولم يفصلنا عنها سوى ستين يوماً وهي انتخابات حاسمة وحازمة ورافعة وخافضة ولا مجال فيها الا بالحضور الفاعل وهي التي ستحقق اهدافنا الغائبة او المغيبة في بلد حكمته الديكتاتورية والاستبداد طيلة عهوده الماضية المظلمة والظالمة.كنا ندفع الثمن ونضحي بالغالي والنفيس من اجل اهدافنا الكبرى وقدمنا الالاف من الشهداء ومازلنا نقدم الضحايا والشهداء من اجل تحقيق احلامنا الكبيرة.المعادلة الجديدة في العراق جاءت بعد مخاضات خطيرة واختبارات عسيرة ناضلنا وقاتلنا ابشع نظام في المنطقة والعالم من اجل الخلاص وان جاءت النتيجة النهائية خلاف رغبتنا وبالطريقة التي جرى بها التغيير في التاسع من نيسان 2003 وسيناريو التغيير لم يكن ضمن رغبة العراقيين وان حقق لهم الحلم الاكبر لكنه جاء خلاف رغباتهم ومطالبهم رغم انه جاء بسبب اخطاء النظام العراقي السابق وهي اخطاء قاتلة ومماطلات بتطبيق قرارات المجتمع الدولي ومحاولة التعتيم او اخفاء النظام السابق حول برامجه النووي او الايحاء بانه يمتلك اسلحة الدمار الشامل امام فرق التفتيش الدولية وهذا من غرائب المواقف السياسية اذ كيف يحرض النظام على استدراج قوات التحالف لضربه عبر ايحاءاته واشاراته بانه مازال يمتلك الاسلحة المحظورة وربما حصلت تسريبات كان تؤكد بان النظام السابق اراد تخويف ايران بادعائه امتلاكه اسلحة الدمار الشامل ولكنه في نهاية المطاف دفع ضريبة هذه الادعاءات الفارغة الزائفة.رغم خطورة السيناريو التغييري في العراق الا ان ذلك فرصة كبرى لايجاد معادلة سياسية جديدة وعملية سياسية ديمقراطية يتم تبادل وتداول وتناقل السلطة عبر صناديق الانتخابات.محاولات اجهاض المشروع الديمقراطي في العراق واعادة المعادلة السابقة الى الواقع السياسي والسلطوي قد باءت بالفشل الذريع رغم الدمار والخراب الذي حل بالعراق بعد التغيير.وبعد فشل هذه المحاولات لزعزعة النظام الديمقراطي الجديد في العراق انتقلت استراتيجية اعدائنا الى طريقة ثانية لضرب العملية السياسية والممارسة الديمقراطية من الداخل عبر زج عناصر معادية في الانتخابات القادمة وادخالها الى البرلمان لتكون معولاًَ لتهديم العملية السياسية من الداخل.وهذه الخطوة هي الاخطر على مستقبل العملية السياسية والمعادلة الجديدة في العراق لانها ستسهم في تداخل الخنادق من الداخل وخلط الاوراق وتشابك المصالح والصراعات داخل قبة البرلمان.واذا نجحنا في منع وصول البعثيين الصداميين الى المشاركة في الانتخابات فضلاً عن الوصول الى البرلمان فاننا سنواجه خطراً اكبر وهو مشاركة شخصيات تحمل فكر البعث واساليبه وممارساته وهي قد يشملها الاجتثاث ولكنها ستكون الحاضنة الرئيسية للبعثيين الصداميين.والموقف المطلوب ازاء هذه التحديات هي ليس التباكي والصراخ والرعب او التغني بالمظلومية والتضحيات فان هذه لم تسعفنا من الخطر البعثي الذي يداهمنا بل علينا المشاركة الفاعلة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً واختيار الكيان السياسي الذي يمثل طموحاتنا ويحقق اهدافنا ويدافع عن المعادلة الجديدة في العراق الجديد.هذه فرصتنا التأريخية وليس امامنا سوى الحضور فاما نكون او لا نكون واما نعيد العراق الى معادلته السابقة بكل بؤسها وظلمها او ننقل العراق الى الازدهار والاستقرار.قد جربنا وعرفنا من يقف مع شعبنا ومن يريد مصالحه الحزبية والفئوية وان الكيان الوطني الذي يفكر بمصالح شعبه ومستقبل العملية السياسية قد اتضحت هويته ورجاله ونحن سوف نكون معه من اجل كرامتنا ومسيرتنا.
https://telegram.me/buratha
