منى البغدادي
أصبح واضحاً بان البعث حزب يطمح للبقاء ولو على برك الدماء ويسعى الى السلطة ولو على اشلاء الابرياء فليس لدى هذا الحزب ادنى قيم ومبادىء سوى الوصول الى السلطة باي ثمن.وتجربتهم في العراق منذ عام 1963 حتى عام 1968 والى نهاية عام 2003 هي تجربة نتنة ومشحونة بالازمات والمؤامرات والاغتيالات والاعدامات ووقفوا دونما خجل ضد مصالح شعبهم وتخندقوا مستخدمين كافة امكانات السلطة لضرب شعبهم.ربما كان البعثيون وبسبب اختزال الحزب كله بشخص صدام المقبور يعيشون حالة من الهلع والفزع من الانتقام الداخلي او العذاب الحزبي او التصفيات داخل الحزب ولذا تراهم يعمدون الى المبالغة في الانتقام والاجرام ضد الابرياء من ابناء شعبهم وربما يخرجون عن النص او الدور المرسوم لهم ليثبتوا امام اسيادهم بانه الاوفى للحزب.ومن هنا فان القسوة المفرطة التي مارسها البعثيون ضد خصومهم كانت لاثبات حسن سلوك لهم عند قادتهم ورفاقهم فكانوا يبالغون بضرب ابناء شعبنا وبحقد لا نظير لها وهم بذلك يمارسون هذا الدور الاجرامي اما خوفاً من الحزب نفسه او طمعاً في الحصول الى مواقع حزبية متقدمة وهم بكلا الاتجاهين يثبتون وحشيتهم وانانيتهم ورعونتهم.وليس من الصحيح قبول اكاذيبهم وتبريراتهم الواهية والايحاء بانهم كانوا ضحايا شخصنة الحزب واستهتار سيدهم المقبور صدام فهم لم يثبتوا ذلك عملياً كما انهم كانوا يمارسون اعمالاً اجرامية لم يكلفوا بها اساساً وخارجاً عن مهاهم المكلفين بها والوظائف الحزبية الموكولة لهم والا بماذا نفسر كتابة التقارير حول الاصدقاء والجيران ومراقبة المواطنين والاخبار عنهم بمجرد الظن والشبهة.بماذا نفسر المبالغة والافراط بمراقبة الناس والاخبار عن المتدينين.يتصور البعثيون احياناً ان سكوتهم عن بعض المظاهر الدينية والشعائر الحسينية سوف تؤدي الى احراجهم امام الجزب واعتبارهم متسترين على الخصوم وهذا ما يدفعهم للاجرام والانتقام من المواطنين الابرياء.التجربة التي عاشها هذا الحزب من ازمات وحروب واستهتار بحق المقدسات تكفي لكي يحاسب البعثيون على افعالهم الاجرامية والا فلا يمكن ان نتصور ان جرائم البعث نفذها صدام واعوانه المقربين وحدهم ولا يمكن ان نتصور ان الذي حاصر جامع المحسن بعد اغتيال السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) هو جماعة مقربة من صدام بل الذي نفذ سياسات صدام وبالغ في تنفيذها هم البعثيون المجرمون الذين كانوا السبب في بقاء صدام في السلطة.وبعد كل هذه الجرائم والكوارث يحاول بعض انصاف السياسيين العمل لاعادة البعثيين الى مواقعهم الى السلطة ومفاصلها الحساسة كالامن والاعلام الحكومي.اذا كانوا لا يخجلون من افعالهم الاجرامية ولا يعتذرون منها فان محاولات اعادتهم وتاهيلهم تشكل توجهاً خطيراً علينا مواجهته دستورياً وقانونياً وسياسياً واخلاقياً واجتماعياً فان سقوط هؤلاء بنظر المجتمع هو افضل عفوبة لهم ولابد من التكثيف الاعلامي والسياسي لفضح كل من يحاول فسح المحال للبعثيين الصداميين لاسباب انتخابية.حزب البعث هو سرطان العصر الذي ينخر بجسد العراق وان استئصاله مسؤولية الجميع وليس من الصحيح التفرج او الوقوف على التل فان خطر البعث سيطال الجميع دونما استثناء فهم لا يميزون بين الصدريين والبدريين وبين الدعاة والمستقلين فهم يواجهون الجميع ويفخخون الجميع ولا يفرقون بين احد من ابناء شعبنا ولهذا السبب تراهم يختارون الاماكن الاكثر ازدحاماً لكي يفجرونها ويفخخونها باحقادهم الناسفة.مسؤولية مواجهة حزب البعث ليست مسؤولية جهة دون جهة فالجميع معني بمواجهة هذه الزمر القذرة التي وقفت ضد ابناء شعبنا واسهمت في تعميق نزيف شعبنا وخراب ودمار بلادنا.ومثلما اجتمع البعثيون والقاعدة على باطلهم واجرامهم فلنجتمع على حقنا واستحقاقنا ومثلما اجتمعوا على اجهاض المشروع الديمقراطي في العراق فلنتوحد على استئصالهم واجتثاثهم فلا مجال للمجاملة او السكوت فانهم قادمون لابادتنا وقتلنا فلنستعد للدفاع عن انفسنا وتجربتنا الديمقراطية الجديدة.
https://telegram.me/buratha
