صلاح الغراوي
تلجاء الدول الخارجة من اتون الديكتاتورية الى اساليب تمنع بموجبها ازلام السلطة من تسلم مقاليد الحكم مرة اخرى حماية للشعب وللمنجزات الديمقراطية التي تحققت في غياب تلك السلطة.فمن المعروف تاريخيا ان النازية استطاعت التسلل للبرلمان الالماني واستلام السلطة عبر الانتخابات ومن ثم جرت المانيا الى كوارث ما تزال تعاني منها الى يومنا هذا. كيف استطاعت النازية الهتلرية التسلل وهل بالامكان ان يتسلل البعثيون عبر الانتخابات للحكم في العراق.يقول ترتوستكي في تقيميه للتجربة الهتلرية: ان النظام الديمقراطي لايمنع صعود الافكار الفاشية والنازية بل هو غير عاصم لصعود الافكار المتطرفة فيما اذا كان الوعي الانتخابي قاصرا. وهو يعني ان وعي الناخب الذي يقع تحت ضغوط معينة قد تكون قاسية تستند الى ماض قريب سببا في صعود تلك الافكار كما حدث في المانيا حين سمحت لهتلر عبر صناديق الاقتراع. اما تلك الضغوط التي يتحدث عنها تروتسكي فهي المعاهدة التي ازمت المانيا بعد الحرب العالمية الاولى وشعورها بالغبن والحيف اضافة الى الوضع الاقتصادي السئ وتنامي الروح القومية الشوفينية.
مثل هذه التجربة يمر بها الوضع في العراق فنحن نقترب من الانتخابات ونرى تنامي الاصوات البعثية التي تريد الدخول في الانتخابات. الدستور العراقي حظر هذا الحزب ومفوضية الانتخابات تسعى لمنع البعثيين من المشاركة اضافة لهيئة اجتثاث البعث التي هي الاخرى تعمل بهذا الصدد. لكن هذا لوحده غير كاف مالم يتسلح المواطن بسلاح الوعي . واعني هنا معرفة الناخب بان حزب البعث حزب اجرامي شوفيني عنصري ينتهج منهجا طائفا عنصريا. فمنعه هو مسؤولية العراق برمته بكل طوائفه ،فبينا نجد صوتا بعثيا فان هناك خللا في البناء الديمقراطي. علينا تصحيحه.من هذا نستنتج ان منع حزب البعث من التسلل هو واجب وطني لايتعارض مع البناء الديمقراطي بل العكس هو الصحيح فان الحفاظ على الديمقراطية الناشئة تستلزم منع البعثيين من المشاركة لمدة مئة عام قادم, هذا هو الخيار الوطني الذي نعمل عليه.
https://telegram.me/buratha
