المقالات

((مجلس شورى الامة)) ابتكار ديمقراطي لتعزيز سلطة الشعب


كريم الوائلي

 احسب ان تيار شهيد المحراب ادار مشغله السياسي المتجدد بكل ما لديه من تجربة سياسية غنية تستلهم مستجدات الفاعل السياسي العراق المتسم بالمفاجآت والمنعطفات الحادة ، وقد تنبه التيار الى ان منتجه السياسي خلال السنوات التي تلت سقوط النظام البائد شكلت كما هائلا من الرؤى والتجارب والاستنتاجات التي اثبتت انها وصفة صحية لعلاج العديد من الاشكالات المستجدة والمتلاحقة التي تفرزها التحولات السياسية ، ويخطأ من يظن ان فعالية الانتخابات التعمهيدية الاخيرة اتت في سياق التجريب السياسي الذي درجة عليه غالبية الكتل والتيارات السياسية التي تحسب على انها امصال جانبية طرحتها العمليات والاوضاع التي سادت بعد السقوط التراماتيكي للنظام السابق وفقدان المظلة العسكرتارية القمعية من البلاد فقد مهد المجلس الاعلى قبل البدء بالانتخابات التمهيديية تحولات تنظيمية تجلت في اول الامر بالتقرير الساسي الصادر عن الدورة التاسعة لتيار شهيد المحراب ، ذلك التقرير الذي لم ينل حقه من الدراسة والبحث والسبب في ذلك يعود الى التعتيم المتعمد لكل ما ينتجه المجلس الاعلى الاسلامي من طروحات تثري التجربة السياسية وتفعل التحولات الوطنة وقد تعهد ذلك التقرير بالاصرار على الخيار الديمقراطي والانفتاح على كل شعوب الارض وبذلك يسجل المجلس سابقة لم يسقها غيره من الاحزاب والتنظيمات الاسلامية العاملة في البلدان العربة والاسلامية التي تكفر وتعادي غالبية شعوب العالم وترتعب من كلمة الديمقراطة التي تجسدت في منجز الاسلام الاشراقي لمدرسة الاسرة النبوية المطهرة ، وكان المجلس الاعلى الاسلامي قد شرع ، بعد ذلك التقرير ، بمواصلة معالجته الاستشرافية لمستجدات الفاعل السياسي الذي يلوح في افق الفضاء العراقي ، وعلى ذلك فقد جاءت الانتخابات التمهيدية كتحصيل حاصل لمجمل المرسوم السياسي للمجلس الاعلى الاسلامي حيث وجد راسمي سياسة المجلس ، وتحديدا تيار شهيد المحراب ، ان العراق يقع في منطقة عوز التقاليد الديمقراطية في تاريخه الحديث كما وجد المجلسيون ان التجربة الديمقراطية الراهنة فتية وضحلة وتحتاج الى فاعل يعوّض التجربة العراقية عن عوز تقاليد ديمقراطية يعتد بها كما يعوّضها عن ضحالة وفتوة التجربة الراهنة التي لم تتجذر بعد في الذات الجمعية للشعب العراقي فكانت الانتخابات التمهيدية هي الفاعل المعادل والمحفز التي عمد إليها المجلس لتنشيط التجربة العراقية . ولم يقف المخيال الابتكاري لراسمي سياسة التيار عند تلك الحدود مدفوعين بالمناقلة السريعة والمتعجلة للفاعل السياسي العراقي وذلك بسبب من خصوصية وخصائص المرحلة الحالية من زمن التحولات السياسية في البلاد فكان لزاما على تيار شهيد المحراب استشفاف القدرات القيادة للعديد من المنتمين له والمتعاطفين معه لينتقي كوادر جديدة تشكل ادوات تنظيمية نهضوية تتناسب مع حجم المسؤوليات الوطنية المناطة بالمجلس الاعلى حاضرا ومستقبلا ، وتتناغم مع التوسع الافقي لساحة حراك المجلس الاعلى السياسية والشعبية المتعاظمة في وقت اختير فيه للمجلس قيادة شابة وفاعلة تتمتع بخصال تتماهى مع المرحلة الخطيرة التي تمر بها التحولات الوطنية الجارية الآن في البلاد ، ومع اتضاح المشهد التنظيمي للمجلس الاعلى الاسلامي الذي افرزته الانتخابات التمهيدية جاء وقت قطف الثمرة الاكبر والانفس حيث تجلة الصورة الحقيقية لمدخرات المجلس الاعلى من النخب والقيادات التي بأمكانها استيعاب الانحياز الشعبي نحو المجلس بعد تمكنه من اعطاء الاجابات الشافية لكل التساؤلات ذات الصلة بالمسألة العراقية خاصة بعد ان رست الاستقطابات والانشطارات الكتلوية للشاخص السياسي العراقي وبات واضحا ما يراد للعراق وما يبيته الاعداء لشعبه مع انحسار الازاحة الزمنية الفاصلة عن نقطة الشروع في الانتخابات العامة .

ان الثمرة الانفس التي جاءت بها الانتخابات التمهيدة تجسدت في اعلان السيد عمار الحكيم ، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ، عن تأسيس ((مجلس شورى الامة ) وبذلك يكون السيد الحكيم قد وضع يده على الحلقة المفقودة من الاشكال التنظيمي المرتقب بعد تجليات الفاعل السياسي العراقي الراهن وتبوء المجلس الاعلى الناصية الاكبر في السياسة العراقية وذلك في اجراء استباقي يعد العدة للقادم من المراحل الحذرة لتطورات الاوضاع في العراق واصرار شعبه على التمسك بكامل حقه في منجزه الوطني والسيادي المتحقق وضمانة السير قدما في تحقيق كامل ارادته الوطنية التي تعهد ببها المجلس الاعلى وراهن على انجازها وفق سياسة مخملية تعتمد المنهج الديمقراطي المدعوم بالمؤسسات الدستورية .

وتكمن اهمية ((مجلس شورى الامة)) في قدرته على تنمية السعة الانتاجية لاصدار القرار السياسي وتعدد مستويات الاجتهاد التنظيري الذي يسبق صنع القرار السياسي المنتج لصالح الارادة الوطنية ومساهمة شعبية مباشرة في وضع اسس الدولة العراقية الحديثة والقوية كما يشكل مجلس شورى الامة حصانة صلدة لحقوق اصحاب المصلحة الحقيقية في دولة العدالة والمساوات والحرية ونعني بهم الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراق وهم ضحايا النظام الدكتاتوري من قبل وضحايا الارهاب التكفيري البعثي من بعد . وتشير التجربة العملية والتاريخية بما لا يقبل الشك ان محاولات تهميش الغالبية العظمى من ابناء العراق يعد ايذانا وتسويغا لاعادة سريان المعادلة المختلة وبالتالي عودة الاستبداد والواحدية الى البلاد الامر الذي يتوجب فيه الاستعداد التام لاجهاض تلك المحاولات مع الحرص على الاحتفاظ بنظامنا الديمقراطي ومنع مرور تلك المحاولات مهما كلف ذلك من تضحيات تسببها الاعمال الاجرامية للتحالف البعثي التكفيري وعلى هذا التصّور يتعيّن علينا ان نتمحور متوحدين حول اكثر الفصائل الوطنية الاسلامية تجربة وميراثا كفاحيا ونعني به المجلس الاعلى الاسلامي ، وتحديدا تيار شهيد المحراب ، ويتطلب ذلك ، في المقام الاول ، البحث والتقصي عن الخبرات الكامنة في مؤسسات المجلس ومن خارج المجلس ، من ابناء شعبا الذي يمثل خزينا لا ينفد من الطاقات والخبرات القيادية من قبيل تلك التي كشفت عنها الانتخابات التمهيدية وزجها في مجلس شورى الامة الذي يمكن اعتباره ضمانة موثوقة لمسيرة اهلنا ، وبذلك نكون قد صنا تجربتنا الديمقراطية من المخاطر التي تلوح في الافق حاليا متزامنة مع قرب الانتخابات الوطنية .

ومع توفر الصراحة والشجاعة لدى القيادات الاسلامية الوطنية في المجلس يتعين ايقاف اعادة انتاج القيادات من خلال تأهيل السلبي منها والاستعاضة عن ذلك بالبدائل ، وذلك بضخ دماء جديدة لا تجعل من تضحيات الماضي مبررا لفرض المنتج السلبي ، وقد اوجدت الانتخابات التمهيدية البدائل المناسبة لاضافة اواصر اكثر مهنية ونزاهة وفاعلية لتطوير مؤسسات المجلس وكذلك الاستفادة منها في ضخ مؤسسات الدولة بالعناصر الحرفية المؤهلة لتحمل المسؤولية وشغل المناصب الحساسة التي تتطلب صنف خاص من رجال الدولة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك