المقالات

الحوثيون لقمة كبيرة في فم بني سعود


السيد عامر الحسني

في عام 19980 وقبل الحرب الظالمة التي شنها صدام حسين على الجمهورية الإسلامية في إيران اجتمع وزير الخارجية الأمريكي آنذاك سايروس فانس يرافقه وزير الدفاع الأمريكي هارولد براون ووزير الدفاع مع حاكم السعودية الملك خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبمعية فهد بن عبد العزيز وسعود الفيصل وزير الخارجية .ولقد تمخض الاجتماع عن التخطيط لشن حرب شاملة على الجمهورية الإسلامية في إيران كحل أخير لإسقاط الحكومة الإيرانية الشرعية بعد إن عجزت جميع الحلول عن التأثير على المد الشيعي الذي أحدثته الثورة الإيرانية في العالم الإسلامي وبالخصوص في شيعة العراق وشبه الجزيرة العربية ولبنان . وقد تمخض الاجتماع عن تعهد الكيان السعودي بتحمل نفقات الحرب مناصفة مع الأنظمة الخليجية .وبتحريض من السعودية تم عقد أول مؤتمر لمجلس التعاون الخليجي عقد في أبو ظبي في مايو 1981 بالإمارات العربية المتحدة حيث اتفق فيها حكام الخليج على دعم العراق عسكرياً واقتصادياً . وعند اشتداد الحرب بين البلدين وهزيمة النظام البعثي بعد معركة شرق البصرة ( الطاهري - جسر حالوب ) ومحاولة صدام الانسحاب من الحرب في 20 يونيو 1982 , وعدم قدرة صدام لإدارة الحرب , أرسلت الولايات المتحدة مبعوثها للشرق الأوسط دونالد رامسفيلد في ديسمبر/ كانون الأول 1983 إلى العراق ليلتقي بصدام حسين . وقد حث رامسفيلد الإدارة الأمريكية بعد تقرير واف عن الزيارة بدعم العراق وعلى وجه السرعة دعما لوجستيا وحث الدول الخليجية لزيادة دعمها للعراق من أجل استمرار الحرب .ومن الجانب الآخر قام الكيان السعودي وفي مواجهة المد الشيعي ، بتشكيل جبهة من الدول العربية من خلال المساعدات السخية لها ، ففي 20 ديسمبر عام 1981 وقَّع مع البحرين اتفاقية أمنية ، وفي 21 ديسمبر 1982 وقَّع اتفاقية أمنية مع كل من قطر والإمارات وفي 23 فبراير 1982 وقَّع اتفاقية أمنية مع عمان. كما حاول جاهداً لتوقيع اتفاقية أمنية مع الكويت ولكن الكويت رفضت ذلك خوفاً من التدخل في شؤونها الداخلية بسبب هكذا نوع من الاتفاقيات .

الحوثيون والسعوديةبعد الانتصارات التي حققها الشيعة الحوثيون على الجيش اليمني في حربهم الأخيرة جرى اجتماع آخر ضم العديد من الجهات هذه المرة مضافا له مصر ودول الخليج العربية والذي جمعهم هدف واحد وكما أعلن عنه الجميع وهو خطر الهلال الشيعي كما أسموه والذي حدد ملامحه هذه المرة الحكم في العراق .لقد حاول الإعلام السعودي المهيمن من خلال الفضائيات المرئية والمسموعة التأثير النفسي على المتلقي العربي وإظهار الشيعة الحوثيين المطالبين بحقوقهم المشروعة على إنهم متمردون يحاولون زعزعة النظام اليمني وإقامة حكم شيعي في اليمن يدعم الجمهورية الإسلامية في إيران ويكمل الهلال الشيعي المقدر له أن يكتمل ويشكل طوق مذهبي ضد الوهابية حسب تصورات العقل السعودي .لقد أعلن الشيعة الحوثيون ولأكثر من مرة بأنهم شعب يطالب بحقوقه المشروعة الذي اغتصبها النظام اليمني وكما صرحوا بها ومنها (حرية الفكر والمعتقد الديني , إنشاء جامعة في شتى المجالات المعرفية مع ضمان حق أبناء المذهب الزيدي في تعلم المذهب بحرية في الكليات الشرعية , ضمان الحرية الفكرية بما يكفله الدستور والقانون اليمني وعدم التضييق على طباعة ونشر وتوزيع سائر أنواع الإنتاج الفكري والفني الشافعي والزيدي تحت مبررات عنصرية أو طائفية تتصادم مع الدستور اليمني والأعراف الدولية لحقوق الإنسان ) .ولكن الذي أثار النظام اليمني العقيدة التي يحملها الحوثيون والتي عبروا عنها في عدة مناسبات وجاءت على لسان زعمائهم حيث قالوا ( نحن قبائل زيدية نحب الرسول وآله حبا جما نسير في ذلك على هدى الآباء والأجداد). وفي مقابل ذلك أصدر علماء اليمن بياناً أعلنوا فيه رفضهم لمطالب الحوثيين مصممين على (حرمة الاعتراف بأي فكر أو منهج أو مذهب يخالف الكتاب والسنة ويصطدم مع ثوابت الأمة ومع المذاهب المعترف بها التي تلقتها الأمة بالقبول , وان ما يقوم به الحوثيين هو تمرد مسلح خرج فيه مجموعة من المواطنين بالسلاح على الدولة متجاوزين كل الثوابت الدينية والوطنية ومعززين تمردهم بأفكار غريبة على مجتمعنا اليمني المسلم، تخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة وتعادي أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم أجمعين، الذين أوصلوا إلينا هذا الدين، وأناروا لنا السبيل، ويجعلون ولاية المسلمين حكراً على سلالة معينة، وفي ذلك تعطيل لمبدأ الشورى في الإسلام، كما أن في دعوتهم إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية). كما أصبحت صورة الحرب أوضح عندما وصف علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية ورئيس جهاز الأمن القومي عندما وصف المطالب المشروعة للحوثيين (بمنطلقات الفئة الباغية في تشويه المذهب الزيدي ونشر كتب غير معروفة يبشرون فيها بالمهدي المنتظر مستغلين جهل الناس بحقيقة أهدافهم التآمرية ضد الوطن ومكتسباته الوطنية وأمنه وإستقراره).لقد تبنى الكيان السعودي عقيدة الدفاع عن العقيدة الوهابية خصوصاً والمذاهب السنية عموماً بتفويض من المسلمين السنة فرضته الظروف الموضوعية التي يمر بها العالم الإسلامي وعدم القدرة والعجز الواضح الذي أصاب المرجعيات الإسلامية السنية في الأزهر وفي العراق وباقي البلدان العربية نتيجة الهيمنة المالية والإعلامية الخرافية التي جندها الكيان السعودي والتي جعلت من لعاب المرجعيات المذكورة يسيل لمجرد التلويح بالمال السعودي المغصوب .لقد حاول الكيان السعودي تبني نظرية القيادة العربية في القرن الواحد والعشرون بعد زوال النظام البعثي الذي تزعمه صدام حسين والذي ورثه الأخير من النظام المصري بعد موت عبد الناصر والمقاطعة العربية للنظام المصري بعد كامب ديفيد , ولإكمال صورة القيادة المزعومة والتي يجب أن يتصف بها قائد الأمة العربية فعليه أن يدافع عن إحدى البوابات الأربعة للوطن العربي والتي بقيت منها ثلاث بعد إن تم غلق البوابة الشرقية من قبل صدام حسين , فقد أقحم الكيان السعودي نفسه في حرب داخلية لا ناقة له فيها ولا جمل محشداً لها كل طاقاته العسكرية والإعلامية متوهماً بان بإمكانه حسم معركة أقل ما يقال عنها بأنها معركة عقائدية كان الند فيها محملاً بفكرة غير مهزوزة وتصميم على الدفاع عن أرض يسكنها قبل أن تطأ أقدام قبيلة بني سعود أرض الجزيرة العربية بقرون عديدة .لقد حاول الكيان السعودي ان يتبع جميع الخطوات التي اتبعها النظام البعثي عندما شن حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية بحيث أصبحت حتى البلاغات العسكرية عن انتصاراته المزعومة في الجبهة الجنوبية تحاكي بلاغات قادة الحرب العراقيين التي كان يقرأها بحماس الشاعر الفلسطيني أديب ناصر شقيق المناضل الفلسطيني (كمال ناصر) والذي أطلق عليه حزب البعث (شاعر أم المعارك) أبان الحرب العراقية الإيرانية .لقد اصطدمت جميع هجمات المليشيات السعودية بالصخرة الحوثية والتي جعلت من انتصارات الكيان السعودي على المواطنين الحوثيين في اليمن حكاية مضحكة جسدتها الصور والأفلام التي نشرها المقاتلون الحوثيون في مواقع الانترنت والتي أظهرت جلياً عجز الجندي والضابط السعودي في صد مجموعة مقاتلة من الأبطال الحوثيين , وأصبح الدفاع عن البوابة الجنوبية للوطن العربي لقمة كبيرة ادخلها الكيان السعودي في فمه ينقلها من جانب إلى آخر ليلفظها في نهاية الأمر على حليفه علي عبد الله صالح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
mohammed mehssen
2009-11-11
السعودية مند عام 2003 ولحد لان اشترت اسلحة بقيمة 275 مليلر دولار وهي تحاول ان تعطي رسالة الى الغرب واسرائيل على انها شرطي الخليج والمنطقة وان عليهم التعامل معها على هدا الاساس حتى يضمن ال سعود بقائهم في الحلم الى ما لا نهاية وبدعم من اسيادهم في الغرب
نادر
2009-11-10
اخي العزيز شوف المجرم اشكد ايخاف دوله كالسعوديه تملك الاسلحه بقدر مخهم الجاهل. تستنجد بدول ونقول حقها لماذا لان تعلم علم اليقين ان أكبر من اسلحه العالم. الحوثيون الله معهم واسلحه ادعيتنا والمؤمنين جميعا معهم وسينتصرون بعون الله تعالى.لان الحوثيون مع الله والله معهم وسيفالكرار معهم .نحن متفائلون .ولكن الا تستحي هذه الدول كم دوله على مجموعه صغيره . السعوديه وحدها عيب عليهه من الجبن هذه الدول تناصرالمعتدي الظالم على الضعيف المظلوم .دائما ولكن نحمد لله الذي جعل شيعه محمد ترعب الذين لايخافون الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك